|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لَوْ لَمْ يَكُنْ هَذَا مِنَ اللَّهِ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئًا ... فَأَخْرَجُوهُ خَارِجًا ( يوحنا 9: 33 ، 34) كم من المرات نرى مثل هذه الحالة، فالكثيرون والكثيرون جدًا يُسرّون بسماع أخبار عمل المسيح، ولكنهم لا يريدون أن يتَّحِدوا باسمه المحتقر والمرفوض من العالم. أو بحسب الكلام المألوف يريدون أن ينتفعوا بخير كِلا العالمين، ويتمتعوا بالدنيا والدين، ذلك الفكر البعيد عن الإيمان الصحيح، والذي يمقته كل مُحب للمسيح. ومن الواضح أن بطَل قصتنا لم يكن يعرف شيئًا عن هذا المبدأ، لأنه لم يستطع إلا أن يعترف بفتح عينيه، ويُخبِّر عمَّن عمل له هذا الإحسان، وكيف عمله. فكان رجلاً أمينًا ليس له مبادئ مختلطة، ولا أغراض متنوعة. فما أسعده! إنها لضربة قاضية على المسيحية العملية والاتّباع الصحيح للمسيح أن توجد في النفس بواعث خفية، وفي القلب منافع ذاتية، وفي الذهن مبادئ مختلطة، وأمام العين أغراض متنوعة. إننا إذا أردنا أن نتبع مسيحًا مرفوضًا يجب أن تكون قلوبنا له وحده. يجب على التلميذ الحقيقي أن يفرِّغ قلبه من كل غرض ذاتي ومصلحة شخصية، لأن هذه آلات يستخدمها الشيطان لإطفاء نور الحق في نفوس الناس. فإذا سار الإنسان بأمانة حسب النور الذي عنده فلا بد من حصوله على نور أكثر مهما كان بسيطًا قليل المعرفة. ومن الجهة الأخرى إذا أطفأ الإنسان النور، وأخفى الحق، وكتَم الشهادة لأي غرض من الأغراض، فإنه يفقد القوة العملية والغيرة الصحيحة. |
|