رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مركز الله فى الخدمة : ما أكثر الكلام الذى يمكن أن يقال عن الخدمة . ولكن من أهم ما يقال هو مركز الله فى الخدمة : الله الذى هو سبب الخدمة ، وهو الداعى لها ، وهو العامل فيها ، وهو غايتها وهدفها . نقول ذلك ، لأن كثيراً من الخدام يتحدثون فى موضوعات عديدة ، ماعدا الله ! لا ترى الله فى كلماتهم . ولا يدخلون الله فى قلبك ، ولا يدخلونه فى حبك ، ولا فى فكرك ولا فى حياتك ...! كلامهم مجرد معلومات ، تزيدك معرفة ، ولكن ليس فى الإلهيات ، وليس عن الله ... ربما عن الفضائل ، عن التاريخ ، عن مشاهير الشخصيات ، عن العقيدة ، عن الطقس ، دون ان يبدو الله واضحاً فى كل هذا ...! وهنا نود أن نبدى بضعة ملاحظات منها : 1 - أن الخدمة هى تواضع من الله : فالله يستطيع بلا شك أن يعمل العمل كله وحده . يستطيع أن يحول كل العالم إلى قديسين . يستطيع أن يدبر كل أمور الخدمة بدونك وبدونى ، وبغير إحتياج إلى أحد . يمكنه بروحه القدوس أن يغير القلوب ، وأن يقود الخاطئ إلى التوبة ... ولكنه من تواضعه أراد أن يشركنا معه فى عمله . أدخلنا فى شركة الروح القدس ، لكى يعمل بنا ، ويعمل معنا ، ويعمل فينا ، ويعطينا نصيباً معه فى الخدمة ، نسير فيها مع روح الرب ، هو يعمل كل شئ ، وينسبه إلينا ...! هل بعد هذا ننسى الله فى الخدمة ؟ أهذا يليق ؟! بل لأعجب من هذا أن إنساناً يتخذ الخدمة ليبنى نفسه ! ينحرف بالخدمة فتحل الذات محل الله ! يريد أن يبنى بها مركزاً له . وشهرة وسمعة وسلطة ! ويكون له مذهباً فكرياً ، ومجموعة خاصة ... وربما بهذا تدخل الخدمة فى نزاعات وانقسامات . ويوجد بولس وأبلوس . وتقف الذات فى محيط الخدمة ليقول (الخادم) : ما مركزى فى الخدمة ؟ وماحقوقى وكرامتى ؟ ... وهكذا يدور الجهد كله حول الذات ، ويختفى إسم الله ...! بينما الله هو الأصل ... |
|