رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العقيدة والكتاب المقدس أشار نص سفر الرؤيا إلى مصير سيدتنا مريم العذراء، مصير مجد فائق الوصف لأنها متحدة بشكل كبير بالابن الذي تلقته بالإيمان وولدته في الجسد، وقاسمت بالكمال مجده في السماوات وهو يسوع المسيح رب المجد. "ظَهَرَت آيَةٌ عَظيمَةٌ في السَّماء: اِمرَأَةٌ مُلتَحِفَةٌ بِالشَّمْس والقَمَرُ تَحتَ قَدَمَيها، وعلى رَأسِها إِكْليلٌ مِنِ اثَني عَشَرَ كَوكبًا حامِلٌ تَصرُخُ مِن أَلَمِ المَخاض فوَضَعَتِ ابنًا ذَكرًا، وهو الَّذي سَوفَ يَرْعى جَميعَ الأُمَمِ بِعَصًا مِن حَديد" (رؤيا: 12: 1-2). لا اورع ولا أبهى من هذا المنظر وتلك الآية الفريدة بكل الخلائق. توافق عقيدة انتقال سيدتنا الى السماء ما جاء في الكتاب المقدس عن غاية فداء المسيح، أي الاشتراك معه في قيامته، نعرف ان لا بد من الموت، ولكننا نؤمن ان المسيح وطي الموت بالموت وقام منتصرا، وفي هذا الصدد يثول بولس الرسول " إِنَّ المسيحَ قد قامَ مِن بَينِ الأَموات وهو بِكرُ الَّذينَ ماتوا... وكما يَموتُ جَميعُ النَّاسِ في آدم فكذلك سَيُحيَونَ جَميعًا في المسيح، كُلُّ واحِدٍ ورُتْبَتُه. فالبكرُ أَوَّلاً وهو المَسيح، ثُمَّ الَّذينَ يَكونونَ خاصَّةَ المسيحِ " (1 قورنتس 15: 20-23). لذلك سنحيا بحياة القائم من بين الأموات. وكانت مريم أولى من دعيت بجسدها وروحها من جراء نعمة أمومتها التي تجعلها متحدة بابنها الفادي، لان تشارك انتصار ابنها على الموت، فهو حقق فيها عمل الفداء على أكمل وجه، فأصبحت علامة رجاء أكيد للمؤمنين الذين يسيرون مثلها بالإيمان والمحبة على خطى المسيح. آمنت الكنيسة على مر العصور "أن أُمَّ الله الطاهرة، في ختام حياتها الأرضية، قد نُقِلَتْ نفساً وجسداً إلى المجد السماوي". وهذا ما حدَّده البابا بيوس الثاني عشر في اليوم الأول من شهر تشرين الثاني عام 1950، سنة اليوبيل، عقيدةً إيمانية بشأن انتقال مريم المجيد إلى السماء، الذي يُشيد به عيد اليوم. فقال البابا حينها: "إنها لحقيقة إيمانية أوحى الله بها، أن مريم والدة الإله الدائمة البتولية والمنزَّهة عن كل عيب، بعد إتمامها مسيرة حياتها على الأرض نُقِلَت بجسدها ونفسها إلى المجد السماوي". ويبيّن البابا أن هذا العيد "لا يذكر فقط أن الفساد لم ينلْ من جسد مريم العذراء بل يذكر انتصارها على الموت أيضاً، وتمجيدها في السماء، على مثال ابنها وحيدها يسوع المسيح (Munificentissimus Deus). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مريم حملت البشارة والكتاب المقدس والمشرّع |
القديسة مريم والكتاب المقدس والتواضع هو الفكر |
مريم والكتاب المقدس |
اليوم الأوّل من الشّهر المريميّ : مريم والكتاب المقدس |
الآباء والكتاب المقدس |