قد يتحقق المرء من الوقائع كما هو الحال مع بطرس ويوحنا "دَخَلَ القَبْرَ فأَبصَرَ اللَّفائِفَ مَمْدودة" (20: 6)، ورأى الاكفان مرتّبة في مكانها على الأرض، ولكن بطرس ظلَّ مذهولا مُندهشاً من حدث القيامة؛ أمَّا يوحنا الحبيب "َفرأَى وآمَنَ" (يوحنا 20 :8). ان اختبار القبر الذي وجده الرسل فارغا لم يكْفِ لإقناعهم، إذ يمكن ان تفسيره باختطاف الجثة (لوقا 24: 11-12)، لكن يوحنا وحده قد آمن فوراً. فكيف يمكن أن يكون لدينا إيمان يوحنّا الحبيب، الذي أبصر ما وراء اللفائف التي كانت تُحيط بالجثمان؟ انتقل يوحنا من العيان إلى الإيمان، والايمان "بُرْهانُ الحَقائِقِ الَّتي لا تُرى" (العبرانيين 1:11). وقد كتب يوحنا إنجيلهلكي نؤمن أن يسوع الذي من الناصرة الذي ولدته العذراء صُلب وقام، وهو المسيح ابن الله، ورجاء الشعوب. بهذا الإيمان ننال الحياة الأبدية التي ظهرت في قيامة المسيح " إِنَّما كُتِبَت هذه لِتُؤمِنوا بِأَنَّ يسوعَ هو المسيحُ ابنُ الله، ولِتَكونَ لَكم إِذا آمَنتُمُ الحياةُ بِاسمِه" (يوحنا 20: 31).