رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يؤكد إرميا النبي مرارًا أن الشعب هو كاسر العهد بفشله في الطاعة لله، مقدمًا الشهادة الواضحة لذلك في كل مدينة، بل وفي حياة كل فرد حيث انتشرت عبادة الأوثان بينهم، إذ يقول: "لأنه بعدد مدنك صارت آلهتك يا يهوذا، وبعدد شوارع أورشليم وضعتم مذابح للخزي للتبخير للبعل" [13]. صار الأمر خطيرًا للغاية، ولا مجال لإصلاحه إلا بقيام عهدٍ جديدٍ، وقد جاء هذا كمركز لنبوة إرميا الذي يفتح باب الرجاء (إر 31: 31-34). يتحدث هنا عن اللعنة التي يسقط فيها من لا يسمع كلام العهد الإلهي... هذه اللعنة حلت بالبشرية، لأنه لا يوجد من لم يكسر وصية إلهية؛ فجاء السيد المسيح يحمل عنها هذه اللعنة، وكما يقول الرسول: "المسيح افتدانا من لعنة الناموس، إذ صار لعنة لأجلنا، لأنه مكتوب "ملعون كل من عُلق على خشبة" (غلا 3: 13، تث 21: 23). يشرح لنا العلامة أوريجينوس كيف حمل مسيحنا اللعنة عنا قائلًا إن لدائرة اللعنة مدخلين، أحدهما كسر الوصية أو نقض الناموس، وقد، دخلت منه البشرية كلها، لأن الكل زاغوا معًا وفسدوا وأعوزهم مجد الله (مز 14: 3؛ 53: 3، رو 3: 12). والباب الثاني هو التعليق على خشبة (تث 21: 23)، وقد دخل منه السيد المسيح ليلتقي بنا هناك، لا عن طريق كسر الناموس، وإنما عن طريق التعليق على خشبة. لكن اللعنة لم تحتمله، ففجرها وكسر متاريسها، وحملنا معه من دائرة اللعنة إلى مجد أولاد الله المباركين. * ها أنتم ترون كيف يبرهن (الرسول بولس) أن الذين يلتصقون بالناموس هم تحت اللعنة، إذ يستحيل عليهم أن يتمموه (غلا 3: 10-11)، ثم كيف جاء الإيمان يحمل قوة التبرير... ما دام الناموس عاجزًا عن أن يقود الإنسان للبر، فالإيمان هو العلاج الفعّال الذي يجعل ما كان مستحيلًا بالناموس ممكنًا (رو 8: 3)... استبدل المسيح هذه اللعنة بلعنة أخرى "ملعون كل من عُلق على خشبة" (تث 21: 23). إن كان من يُعلق على خشبة ومن يتعدى الناموس كلاهما تحت اللعنة، وكان من الضروري لذاك الذي يحرر من اللعنة أن يكون حرًا منها، إنما يتقبل لعنة أخرى، لذلك قَبِل المسيح في نفسه هذه اللعنة الأخرى لكي يحررنا من اللعنة... لم يأخذ المسيح لعنة التعدي، بل اللعنة الأخرى، لكي ينتزع اللعنة عن الآخرين. "على أنه لم يعمل ظلمًا ولم يكن في فمه غش" (إش 53: 9). إذ بموته خلص الأموات من الموت، هكذا بحمله اللعنة في نفسه خلصهم منها. القديس يوحنا الذهبي الفم * كما أن المسيح بذاته لم يصر لعنة، إنما قيل هذا لأنه أخذ على عاتقه اللعنة لحسابنا، هكذا صار جسدًا لا بتحوله إلى جسدٍ، إنما اتخذ جسدًا من أجلنا وصار إنسانًا. البابا أثناسيوس الرسولي * صار خطية ولعنة لا لحسابه بل لحسابنا... صار لعنة لأنه حمل لعناتنا. القديس أمبروسيوس |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
آرميا النبي | سبي الشعب |
آرميا النبي | نقض الشعب العهد |
آرميا النبي | لا يقف إرميا النبي وحده يُرثى هذا الشعب |
آرميا النبي | استمع الشعب لصوت موسى النبي |
آرميا النبي | حث الشعب ألا يهربوا إلى مصر |