رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“وبعدما قام باكراً فى أول الأسبوع ظهر أولاً لمريم المجدلية التى كان قد أخرج منها سبعة شياطين” (مر16: 9). لقد ظهر الرب بعد قيامته من الأموات لمريم المجدلية أولاً، وأمرها أن تمضى وتخبر تلاميذه عن قيامته من الأموات. واختار الرب مريم المجدلية بالذات لتكون أول شاهد على القيامة فى يوم الأحد، لأن الرب كان قد أخرج منها سبعة شياطين قبل صلبه وموته وقيامته من الأموات. هذه الشياطين السبعة تشير إلى روح التعصب اليهودى الذى كان يعتبر أن ما يعمله السيد المسيح من المعجزات فى يوم السبت (اليوم السابع) هو كسر للشريعة الإلهية والناموس الموسوى. فمثلاً حينما شفى السيد المسيح مريض بِركة بيت حسدا فى يوم السبت “كان اليهود يطردون يسوع ويطلبون أن يقتلوه لأنه عمل هذا فى سبت. فأجابهم يسوع: أبى يعمل حتى الآن وأنا أعمل. فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه. لأنه لم ينقض السبت فقط. بل قال أيضاً أن الله أبوه معادلاً نفسه بالله” (يو5: 16-18). وحينما أخرج السيد المسيح من مريم المجدلية سبعة شياطين وظهر لها بعد قيامته فى اليوم الأول من الأسبوع الجديد؛ فإن هذا يشير إلى تحرير كنيسة العهد الجديد من عبودية الحرف الناموسية إلى حرية الروح، أى من عبودية الناموس إلى حرية مجد أولاد الله. لقد كان اليوم السابع كيوم للراحة هو رمز فقط ليوم الرب أى يوم الأحد فى العهد الجديد. لهذا قال معلمنا بولس الرسول: “فلا يحكم عليكم أحد فى أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت التى هى ظل الأمور العتيدة” (كو2: 16، 17). إن الإيمان بألوهية السيد المسيح وبأنه هو “رب السبت” (مت12: 8) هو الذى يقود الإنسان إلى قبول يوم الأحد باعتباره يوم الرب فى العهد الجديد. ولهذا فإن شهود يهوه الذين ينكرون ألوهية السيد المسيح؛ يتمسكون بيوم السبت مثل اليهود ويرفضون أن يكون يوم الرب هو يوم الأحد. وكذلك الأدفنتست السبتيون الذين انحرفوا فى الإيمان بالسيد المسيح وطبيعته الخالية من دنس الخطية؛ يتمسكون بيوم السبت مثل اليهود وينادون بتعاليم عديدة مخالفة للإيمان المسيحى. لقد كانت مريم المجدلية رمزاً للكنيسة فى مسألة اليوم السابع واليوم الثامن، وكانت أيضاً رمزاً للكنيسة حينما التقت مع الرب فى البستان بعد قيامته وظنت أنه البستانى لأنه هو آدم الثانى. وفى البستان لم توجد الحية القديمة، بل المعلم الصالح، ونادته مريم المجدلية قائلة: “ربونى، الذى تفسيره يا معلم” (يو20: 16). فالحية لم تعد هى المعلّم مثلما حدث فى البستان الأول (الجنة) لأنها كانت قد سُمّرت على الصليب فوق الجلجثة حينما حمل السيد المسيح خطايانا مسمّراً إياها على الخشبة مثلما شرح لنيقوديموس “كما رفع موسى الحية فى البرية، هكذا ينبغى أن يُرفع ابن الإنسان لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية” (يو3: 14، 15). |
|