رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإله الذي يعبد الذين ينسبون القتل إلى الله لأي سبب هو إله الحرب. وهذا لا وجود له. هذا صنم. والصنم صنعة شهوات الناس. فحين يعبدون إله الحرب فإنما يؤلّهون شهواتهم ويقدّسون أنانياتهم، الفردية والجماعية معاً. عبادة الأصنام، الحجرية والفكرية سواء بسواء، هي، بحسب سفر الحكمة، "أصل كل شرّ وعلّته وغايته" (حك 14: 27). السيف، في العهد القديم، كان إسقاطاً بشرياً على الله لأنّ قلوب الناس كانت قاسية. لا يفهمون إلاّ لغة السيف. كيف تُخرج شعباً من ظلمته إلى نور الحياة؟ أفرغ الله نفسه، تدبيراً، وسكن في ظلمة الناس رغم أنّ الظلمة لم تدركه (يو 1: 5). هناك، في ظلمتهم، بثّهم نوره. ظنّوه حليفاً لهم وإلهاً لظلمتهم. لولا ذلك ما كانوا قبلوه. نسبوا القتل إليه وحروبهم. صار إلهاً لهم، في عيونهم، ينصرهم على أعدائهم. أفرغ نفسه بمعنى أنّه تركهم يتعاملون معه على هذا النحو. ولِمَ رضي بذلك؟ لأنّه كان ينظر، بحكمة سامية، إلى المرامي التي كانت ستتحقّق فيهم، إلى ملء الزمن، إلى تمام مشروع الخلاص بيسوع المسيح. وما كان قصده سوى ترويضهم على حفظ الشريعة. "لا تقتل"، قال لهم في وصاياه العشر بالمطلق، فكيف يكون هو قاتولاً؟ بأنبيائه، لقساوتهم، قال فيهم كلمته: "بسطتُ يديّ طول النهار إلى شعب متمرّد سائر في طريق غير صالح وراء أفكاره" (إش 65: 2). لكنّه، في آن، يُبين مقاصده ويدفعهم إلى الفرح. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
محبّة الإنسان لله ليست محبّة نظريّة، بل محبّة عمليّة |
نحن نعرف الظاهر فقط من مخلوقات الله، ولا نعرف الخفي منه |
أن الله تحدث في أيوب وعرف بالروح القدس أن ابن الله |
إن الله محبّة |
محبّة الله |