رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كنيسة البشارة في الناصرة تحي بشارة الملاك كنيسة البشارة هي الكنيسة الأولى التي تجذب نظر من يزور الناصرة. وتقع في الطرف الجنوبي من الناصرة القديمة. وتذكر هذه الكنيسة ما يرويه القديس لوقا في إنجيله (1/26-28) عما جرى هناك، وهو بشارة الملاك لمريم و"تأنس" كلمة الله على أثر تلك البشارة. وهذه الكنيسة مكرسة لتكريم مريم العذراء أم الله وكلمة الله المتجسد. الحفريات التي اجريت1955-1960 بإشراف الاب باغاتي أضفت نورا على تاريخ الكنائس التي تعاقبت في هذا المكان المقدس: تأتي في الطليعة مغارة البشارة التي كانت تؤلف جزءا من مسكن مريم وتحول هذا البيت الى بيت – كنيسة (أو مجمع) كما تشير الكتابات. ثم أقيمت كنيسة بيزنطية مرصوفة بالفسيفساء سنة 427م وفيها درج ينزل من القسم الشمالي منها الى المغارة التي شاهدها سائح سنة570 فكتب فيها: "أن بيت مريم هو الآن بازليك". وفي أوائل القرن الثاني عشر اقام الصليبيون على أنقاض الكنيسة المذكورة كنيسة أكبر منها وكانت المغارة ضمن القسم الشمالي من الكنيسة وينزل إليها بدرج. وقد صلى القديس لويس التاسع ملك فرنسا في هذه الكنيسة سنة 1254م. وفي سنة 1730 بنى الآباء الفرنسيسكان كنيسة خالية من كل مظهر فني وتتجه من الجنوب نحو المغارة. والكنيسة الحالية تمَّ بناؤها من 1960 الى 1969 وقد أسهم العالم الكاثوليكي في هذا المشروع واقبل مختلف الفنانين الدوليين على جعل الكنيسة الجديدة جديرة بالذكريات الإنجيلية التي أقيمت لها. شيدت كنيسة البشارة الحالية في الأعوام 1960 – 1969 بالإسمنت المسلح المكسوّ بالحجارة المنحوتة. وقد صمَّمها المهندس الايطالي"يوحنا موتزيو". وهي أكبر كنائس الشرق الأوسط مساحة. يتوج الواجهة الأمامية تمثال يسوع الفادي المصنوع من البرونز، تحته مشهد البشارة، مع كتابة باللاتينيةAngelus nuntiavit Marie ، ومعناه "ملاك الرب بشر مريم العذراء"، ثم صورة الأناجيل الأربعة وتحتها كتابة باللاتينية: Verbum Caro factum est et Habitavit in Nobis ومعناها "الكلمة صار بشرا وسكن بيننا". وعلى الجانبين من واجهة الكنيسة عبارتان من العهد القديم تشيران إلى مجيء المخلص يسوع. من اليمين العبارة ماخودة من سفر التكوين وهذه نصها: Ait Dominus ad serpentem ipsa conteret caput tuum et tu insiduaberis calcaneo eius.، ومعناها: "فقالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلحيَّة. هُوَ يَسحَق رأسَكِ وأَنتِ تُصيبينَ عَقِبَه"(التكوين 3: 15). وأما من جهة اليسار فنقشت نبوءة أشعيا: "ها إِنَّ العذراء تَحمِلُ فتَلِدُ آبناً وتَدْعو آسمَه عِمَّانوئيل". (اشعيا7/14). أما في الواجهة الجنوبية فنقشوا عليها صلاة Salve Regina "السلام عليك يا سلطانة..." باللاتينية. وباب الكنيسة الرئيسي مصنوع من البرونز والنحاس ومنقوش عليه رسومات تروي تاريخ الخلاص. وهو من صنع الفنان Roland Friederichensen. وتتألف كنيسة البشارة الجديدة من الكنيسة السفلى والكنيسة العليا وطولهما معا 76،85م وعرضهما 28.60م، وعلوهما 20م مع قبة علوها 57م. الكنيسة السفلى عندما باشر الآباء الفرنسيسكان توسيع الكنيسة 1955 -1959 ظهرت حسب حفريات عالم الآثار الأب "باغاتي" الفرنسيسكاني عام 1955 معالم الكنيسة الصليبية من القرن الثاني عشر التي تبلغ مساحتها 75 x30م. ولا يزال ظاهرًا للعيان جدارها الشمالي والزاوية الشمالية الشرقية مع درجها اللولبي ومقاييس حنايا الكنيسة الثلاث. ويعرض في متحف دير الفرنسيسكان ستة تيجان لأعمدة صليبية عليها مشاهد من حياة المسيح والرسل. صنعها نحاتون من شمال فرنسا لم يتمكن الصليبيون من استخدامها في الكنيسة لأنهم فوجئوا بالاحتلال العربي في معركة حطين، فلذلك وضعوهم في مكان آمن ولم تُكتَشف إلا في أثناء الحفريات. وظهرت تحت أساسات الكنيسة الصليبية أثار كنيسة بيزنطية تعود الى القرن الخامس (جدران وتيجان وأعمدة)، يبلغ مساحتها 18X8م. وإلى جانب الكنيسة دير بيزنطي من جهة الجنوب. وأما في الجهة الغربية فتوجد ساحة. وأرضية الكنيسة مكسوة بالفسيفساء وفيها حوض مربع ينزل إليه بسبع درجات منقوش على جداره بعض الكتابات تشير بأنه كان يستخدم كجرن للعماد يعود تاريخه الى ما قبل قسطنطين. وعلى مقربة من هذا الجرن لوحة فسيفساء يشير اتجاهها شمال–جنوب بأن تاريخها يعود الى ما قبل الكنيسة البيزنطية. ويزين هذا الفسيفساء رسم يمثل إكليلًا من الزهر رمز الانتصار مع غصنين، رمز الفردوس، يحيطان بأول أحرف من لفظة الصليبmonogram وهي باليونانية (ιστος) XPوصلبان منتشرة في القطعة الفسيفسائية كلها متجهة نحو المغارة، ويعود تاريخ كل ذلك الى القرن الرابع قبل بناء الكنيسة البيزنطية. وعلى مقربة من هذه الفسيفساء يوجد بركة لها درج محفور في الصخر كانت تستخدم للعماد امام المغارة. وترتبط هذه القطعة الفسيفسائية مع درج يؤدي الى قطعة فسيفساء أخرى مربعة الشكل مكتوب عليها باللغة اليونانية (Κονον οc Διακ ιεροcολυμον) "هدية من كونون، شماس القدس" وتعود هذه الكتابة الى القرن الخامس عثر عليها عام 1730. والمغارة الصغيرة القريبة من الفسيفساء مكرسة للشهيد كونون. وهذه الكنيسة الأخيرة تقوم حولها مغارة ومخازن قمح. ربما أقيمت الكنيسة البيزنطية فوق كنيس أو مجمع يعود تاريخه الى القرنين الثاني والثالث. أن الكنيسة السفلى خالية من الزينة لأنها ترمز الى فقر العذراء وتواضعها بعكس الكنيسة العليا التي تذيع أمجاد مريم أم المسيح وزينتها الروحية. وفيها أيضًا بقايا الكنائس السابقة التي ما زالت حتى ألان تشهد على مقدار تكريم الأجيال المتعاقبة للسيدة مريم العذراء في بيتها، وفي بشارتها محور كل هذه التحفة الفنية. وتزين الكنيسة السفلى لوحة تمثل لقاء قداسة البطريرك المسكوني اثيناغورس، بطريرك القسطنطينية وقداسة البابا بولس السادس الذي زار هذه الكنيسة وخاطب فيها العالم كله سنة1964. في سقف الكنيسة السفلى فتحة كبيرة تمكن من رؤية المغارة من الكنيسة العليا. والقبة التي تعلو السقف تخيم على المغارة. وتحتوي الكنيسة السفلى على الآثار التالية: 1) مذبح في الوسط لذكرى سر التجسد ويعلوه سقف يتدلى منه صليب نحاس من عمل الفنان الإسرائيلي بن شالوم. 2) مذبح من جهة اليمين على اسم الملاك جبرائيل. وفوق المذبح صورة البشارة تمثل العذراء والملاك جبرائيل وحمامة رمز الروح القدس. 3) مذبح من جهة اليسار على اسم يواكيم وحنة والدي العذراء يزينه تمثالان للقديسين يواكيم وحنة من صنع الفنان الايطاليAngelo Biancini . وهو الذي صمم تمثال يسوع الذي يعلو واجهة الكنيسة كما صمم أيضا لوحات مراحل درب الصليب. الجدران وجزء من الشباك تعود الى عهد الصليبيين وكذلك الجدار الطويل (رقم4) الذي يقوم وراء المغارة. 4) مذبح الاحتفالات يقوم على 4 أربعة تيجان صليبية. ويقع المذبح على أرضية الكنيسة البيزنطية ولكن في مستوى أدني من المستوى الأصلي للكنيسة البيزنطية. 5) حائط من بقايا الكنيسة البيزنطية: لهذه الكنيسة ثلاثة أجنحة ويبلغ مساحتها19،50x8م ولم يبق منها سوى ألحنية الوسطى وبقايا من قطع فسيفساء في الجناح الشمالي والجنوبي. وللكنيسة فناء في جهة الغرب وأضيف دير من جهة الجنوب تبلغ مساحته 48X27م. 6) مغارة الشماس "كونون" في الجهة الشمالية الغربية وهي مدفن لهذا الشماس الذي استشهد من اجل المسيح سنة248 في أسيا الصغرى في عهد داقيوس(249-251)، إذ أعلن إيمانه بالمسيح امام القاضي في المحكمة:" أنا من ناصرة الجليل من أقرباء يسوع وأنا اعبده كما عبده أجدادي". 6) جرن المعمودية في عهد الجماعة المسيحية الأولى مع رموز مسيحية. 8) مغارة البشارة: كانت المغارة تستخدم للسكن منذ العصر الحديدي وحتى الحقبة الرومانية. تبلغ مساحتها 5.49م2 وعلوها حوالي 2.74م. فكما يبدو من تجويف الصخر الأبيض أنها كانت مسكنًا أصليًّا وتشكل جزءا من القرية القديمة. وعثر من كل جهة من مدخل المغارة على مخزن من الحبوب المختلفة silo. وأما السقف الداخلي للمغارة فهو محفور بشكل مستدير كقبة كنيسة صغيرة. وعلى مر العصور أقيم في السقف فتحات للتهوية ومُتَنفَّس لدخان المصابيح. ومن جهة الشرق يوجد في المغارة حنية صغيرة لها سبعة وجوه من التلييس. وكان فيها مذبح استخدم من العصر البيزنطي حتى عام 1730. وهناك صدع في الجهة العليا من ألحنية سببه أساسات عمود بناه الصليبيون بقرب جدار المغارة. وفي الجهة المقابلة وضع الصليبيون ثلاثة أعمدة عمودان من غرانيت خارج المغارة لوضع دعامة للكنيسة، وأما العمود الثالث فكان لدعم سقف المغارة. وعندما أعيد ترميم السقف بقي العمود بلا جدوى في الزاوية. ويصف لويس دها؟ بتاريخ 1621 في مقام البشارة معبدًا ينزل إليه بست درجات وفيه عامودان أحدهما للدلالة على موقف العذراء حين بشرها الملاك والأخر على موقف الملاك نفسه". والقسم الداخلي من المغارة له شكل نصف دائري ادخلت عليه تعديلات كثيرة ولا سيما في عهد الصليبيين. ويوجد في المغارة حجران متقوسان كانا يستخدمان كأساس للحنية الصليبية في الجدار الشمالي. وأما الدرج في داخل المغارة فأقامه الآباء الفرنسيسكان عام 1730 للنزول مباشرة من الدير الى المغارة. وكان سابقا نفقًا للوصول الى مغاور أخرى التي كانت تستخدم معصرة للنبيذ. وأما المذبح في داخل المغارة فهو من صنع الفن الاسباني ويعود الى عام 1730. وهناك مظلة فوق المغارة مزينة بنقوش نحاسية مذهبة تمثل البشارة والملائكة متخشعين. وعلى جانبي المغارة عامودان يعودان إلى الكنيسة الصليبية. وهذه المغارة هي البيت التي كانت تقيم فيه سيدتنا مريم العذراء. وتنعم بإكرام خاص من أيام الرسل، كما يدل على ذلك صليب مخروطي الشكل، وكتابات منقوشة على الجدران، وأهمها كتابة يونانية (XE MAPIA) أي "السلام عليك يا مريم..." منقوشة على قاعدة عامود، وكتابة تنص: "هنا مكان مريم المقدس"، وكتابات أخرى يزيد عددها على المائة وهي عبارات تقوية منها " أنا فاليريا قدمت هنا الى بيت مريم لأسجد ليسوع ابن الله". يتوسطها مذبح نقش عليه "هنا الكلمة صار جسدا" شكلها الحالي يرقي الى الصليبيين، وتبدو المغارة خارجيا كوحدة سكنية مستقلة عن باقي المغاور السكنية المجاورة. وأما الدرج في داخلها فقد أنشأه الفرنسيسكان عام 1700. وراء المغارة يوجد مغارة أخرى يُقال إنها مطبخ العذراء وفي سقفها من الشرق ثقب يقال انه مدخنة المطبخ، وعن يمينك في الجهة الشرقية باب يقال إن العذراء كانت تخرج منه الى العين لتستقي. وفي رواق ساحة الكنيسة السفلى تعرض70 لوحة من الفسيفساء والسيراميك والخشب تمثل المزارات المكرسة لسيدتنا العذراء مريم في العالم. الكنيسة العليا تبلغ مساحة الكنيسة العليا 45X27م. تعلوها قبة ترتفع 40 مترا. مصنوعة من الاسمنت المسلح المغطى بالحجارة وسقفها مغطى بالنحاس ويعلو القبة فانوس. وتمثل القبة شكل زنبقة مقلوبة، جذورها في السماء منفتحة باتجاه الأرض، ترمز إلى انسكاب النعمة والنور على البشرية التي تنشقت عبير السماء عندما قبلت مريم أن تصبح أم المسيح. ويزين القبة حروف M بشكل سلسلة. وهذا الحرف يمثل أول حرف من كلمة مريم في اللغة اللاتينية (aria)M. وتتصدر حنية الكنيسة لوحة ضخمة من الفسيفساء الحديث تشيد بكنيسة المسيح في ضوء المجمع الفاتيكاني الثاني(1962-1965) وتمثل العذراء" أم الكنيسة" فوقها باللغة اللاتينية Catholicam Apostolicam Unam Sanctam “كنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية". ويظهر في صدر الفسيفساء صورة المسيح، ومعه بطرس على جبل صهيون. يقول يسوع وهو فاتح ذراعيه "تعالوا الي يا جميع المرهقين والمتعبين وأنا أريحكم" (متى11/28) والى خلفه لجهة اليمين مريم العذراء الملكة مستوية على عرشها وتتشفع لأبنائها. ويحيط بها جميع اعضاء الكنيسة من القديس بطرس حتى البابا بولس السادس وقد اتجهوا نحو المسيح. وهي من صنع الفنان الايطالي Salvatore Fiume. وأما المذبح الرئيسي فهو مصنوع من رخام احمر، بشكل قارب يعلوه بيت القربان، مطلي بالفضة. وهناك مذبحان جانبيان: مذبح الى اليمين مكرس للقربان الاقدس، والاخر الى اليسار مكرس للرهبنة الفرنسيسكانية. وتزين جدران الكنيسة لوحات تمثل درب الصليب تستخدم لرعية الكنيسة اللاتينية في الناصرة ولوحات فنية تبرعت بها شعوب الدول المسيحية، تمثل هذه اللوحات صورة سيدتنا مريم العذراء ماثلة على جدران الكنيسة بحسب فن كل شعب. والجدير بالمشاهدة صورة العذراء بالزي الياباني عليها معطف مصنوع من 4،50 كيلو غرام من اللؤلؤ الأصلي. ومما يجذب النظر في الكنيسة العليا أيضا الرسوم التي فرشت بها أرضها والتي تذكر بالمجامع المسكونية التي كان موضوع الدراسة فيها العذراء مريم أم المخلص ووالدة الإله. |
|