دايلى بيست: قرار جلد مواطن لشربه الخمر يكشف النوايا الدينية للدولة

[Mary Naeem]

دايلى بيست: قرار جلد مواطن لشربه الخمر يكشف النوايا الدينية للدولة

علق موقع "دايلى بيست" الأمريكى، على قرار وكيل نيابة جلد مواطن 80 مرة لشربه الخمر، وقالت إنه على الرغم من إلغاء الحكومة لهذا الأمر، إلا أن الحادث يكشف عن النوايا الدينية للدولة.

وتحدث الموقع عن تفاصيل الحادثة الخاصة بالمواطن محمد رجب من قرية مطاى، وقالت: رغم أن شرب الخمر ليس بجريمة فى مصر، إلا أنه لا يحظى بالقبول العام، كما هو الحال فى الولايات المتحدة، إلا أن المفاجأة فى تلك الواقعة كانت "أمر وكيل النيابة بحكم ليس منصوص عليه فى النظام القانونى المصرى، بل فى القرآن، وهو الجلد 80 مرة".

وأشار الموقع إلى أن القوى الإسلامية السياسة فى مصر التى فازت بنسبة 70% فى الانتخابات البرلمانية العام الماضى قبل انتخاب محمد مرسى رئيسا، قد أسندت حملاتها بقوة على فكرة إقامة الشريعة، واعتبرت مبادئها الرئيسية المصدر الأساسى للتشريع فى الدستور الجديد.

وفى حين أنه من غير الواضح إذا ما كان مكتب مرسى قد شارك فى قرار النائب العام، الذى ألغى حكم الجلد، فإن المحللين يقولون إن هذه القضية تساعد فى توضيح التوازن الصعب الذى يواجهه مرسى فيما يتعلق بالدين، فبينما يدفع هو وحلفائه بالشريعة فى سياساتهم، فإنهم يشعرون بالقلق من تطبيقها عمليا الآن.

ويقول شادى حميد، الخبير بمركز بروكنجز، إن التطبيق الفعلى للشريعة ليس على أجندة الحكومة الآن، فالإخوان حريصون على ألا يتجاوزوا، مشيرا إلى أن مرسى والإخوان كانوا واضحين فى أهدافهم بعيدة المدى، فيما يتعلق بالشريعة، فهم يريدون أن يروا تطبيقا لها أسفل الخط، لكن مع حالة الاستقطاب الشديدة التى يثيرها مرسى، والأزمة المستمرة التى تعانى منها مصر، فإن الحكومة غير مستعدة على ما يبدو للدفع بهذه القضية الآن، فلديها ما يكفى من المشكلات، ولا تريد أن تثير جدلا فى الداخل والخارج بتطبيق مفاهيم الشريعة الإسلامية.

ويرى حميد أن أى دفعة حكومية لتطبيق الشريعة سيتم إدارتها بحذر شديد على الأرجح، فالأسلمة ليست شيئا يحدث "على الطاير" ، إلا أن بعض معارضى الحكومة، يقولون إن التأكيد الجديد على الشريعة سواء فى السياسة أو الدستور، يلهم بعض المصريين لتطبيقها بأنفسهم.

ويحذر بهى الدين حسن، مدير معهد القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، من ظاهرة متزايدة وهى تنفيذ الشعب للقانون بنفسه، ويقول إن الفراغ الأمنى المتزايد فى البلاد أدى إلى حدوث هذا، وشعر بعض الناس أنه تم تمكينهم على أسس دينية، مما أدى إلى حوادث نرى فيها المواطنين يحمون فيها الشريعة.