رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بعد أن عاد يسوع من كفرناحوم إلى النَّاصرة، أخذ يعظ في المَجمَع يوم السبت بكل حكمة وثقة، وكان الكثيرون من أهل الناصرة يسمعون ويتعجَّبون من حكمته وقوته في المعجزات، لكنَّهم لم يروا فيه نييَّا بل نَجَّارًا، عاملا عاديًا ليس أفضل منهم، بل هو كان واحدًا نظيرهم، ولم يقبلوه كمرسل من الله بسبب معرفتهم السابقة به وبعائلته. فأثار دهشتهم أولًا (مرقس 6: 2)، ثم أصبح لهم حجر عثرة (مرقس 6: 3). ولم يستطع يسوع أن يصنع هناك أية معجزة عظيمة، سوى أنه شفى بعض المرضى بوضع يديه عليهم، وكان متعجِّبًا من عدم إيمانهم. بالرَّغم من أنَّ يسوع طّبَّق على نفسه المثل المأثور آنذاك "لا يُزدَرى نَبِيٌّ إِلاَّ في وَطَنِهِ وأَقارِبِهِ وبَيتِه" (مرقس 6: 4)، لكن لم يكن يسوع أول نبي يُرفض في وطنه، فقد سبق أن اختبر إرميا النَّبي رفض مواطنوه ورفض عائلته له (ارميا 12: 5-6). ولكن هذا الرَّفض لا يُقلِّل من أهميَّة عمل رسالة النَّبي. فلا يلزم أن يكون الشَّخص محترما أو مكرَّما من الآخرين ليكون مرسلا من الله. كما اختبر الرَّبّ يسوع الرَّفض، وأعدّ الرُّسل لأنّ يتوقّعوا الرَّفض، كذلك تختبر الكنيسة اليوم سوء الفهم، لكّنها تواصل التَّبشير والتَّعليم والخدمة باسم الرَّبّ يسوع، لأنّ الكنيسة مدعوّة لتواصل خدمة الرَّبّ يسوع، سواء كانت مقبولة أو مرفوضة. وأن رفض أهل النَّاصرة ليسوع إعلانًا مسبقًا لما سيفعله الشَّعب اليهودي بيسوع. وخلاصة القول، لم يشأ يسوع أن يصنع المُعْجِزات لعَدَم إيمان أهل النَّاصرة برسالته. لذلك توجّه يسوع إلى قرى أخرى ساعيًا وراء الذين يتجاوبون مع رسالته ومعجزاته. |
|