جاء في الإنجيل المقدس فقال لها الملاك: "لا تخافي يا مريم، نلت حظوة عند الله: فستحبلين وتلدين ابناً تسمينه يسوع. فيكون عظيماً وابن الله العلي يُدعى… ولا يكون لملكه نهاية!"»… وجاء ايضاً «وبينما هو يفكر في هذا الأمر، ظهر له ملاك الرب في الحلم وقال له: "يا يوسف ابن داود، لا تخف أن تأخذ مريم امرأة لك. فهي حبلى من الروح القدس، وستلد ابناً تسميه يسوع، لأنه يخلص شعبه من خطاياهم"... فلما قام يوسف من النوم، عمل بما أمره ملاك الرب. فجاء بامرأته إلى بيته، ولكنه ما عرفها حتى ولدت ابنها فسماه يسوع … وجاء ايضاً ولما بلغ الطفل يومه الثامن، وهو يوم ختانه، سُمي يسوع، كما سماه الملاك قبلما حبلت به مريم .
اخوتنا الأحباء، قد تتساءلون لماذا كل هذا الإهتمام بأسم السيد المسيح؟ هل الموضوع مهم لهذه الدرجة ويستحق أن نختلف عليه؟ وهل ممكن ان يؤثر اسم الشخص على هويته ودوره؟ فهذه كلها اسئلة منطقية… ولكن جوابها في حالة السيد المسيح هو: نعم! فأسم يسوع مهم جداً ومسألة تغيير اسمه ليست مسألة اختلاف بريء في التفاصيل، بل استهداف لشخصه ورسالته، حالها حال مسألة الصلب والقيامة. وقبل ان نقدم سبب ذلك، نريد ان نقول بأنه لا يوجد ولا شخص في الكتاب المقدس كله بأسم عيسى، اي لا قبل مجيء السيد المسيح ولا بعد صعوده إلى السماء بعد قيامته، ونشجعكم على التأكد من ذلك بأنفسكم… اما بالنسبة لأسم السيد المسيح، فأسم يسوع ليس اسم اعتباطي، بل له معنى عميق وهو اسم على مسمى، وهو مهم جداً لدرجة ان الله أمر مريم ويوسف على لسان الملاك جبرائيل بأن يسميا طفلهما يسوع، ولم يعطيهما الحرية بتسميته. فمعنى اسم يسوع هو مخلص او فادي، ولأسمه دلالة على رسالة الفداء العظيمة التي حملها السيد المسيح. ورسالة الفداء هي رسالة المسيحية، والتي تقول بأن السيد المسيح دفع عنا ثمن خطايانا بموته على الصليب (افتدانا بموته)، فهو مات بالجسد عنا كي لا نموت نحن بالروح في الحياة الأبدية ويكون مصيرنا الهلاك. لأن ثمن خطيئة الإنسان هو حرمانه من الحياة الأبدية مع الله، بمعنى موته الأبدي في جهنم، ولا توجد اعمال صالحة يمكننا فعلها لإلغاء هذه الخطيئة، لأن المسيحية لا تؤمن بميزان الحسنات والسيئات، لأن الله كلي القداسة والنقاوة ولا يرضى بالخطيئة. فخطيئة الإنسان تكلفه حياته، وثمن الحياة هو فقط حياة أخرى تقابلها، وليس اعمال صالحة بسيطة. فإيماننا بالسيد المسيح يجعل موته يكون بدلاً عنا وعن خطايانا، فهو يفدينا بموته ويخلصنا من خطايانا، لذلك فهو المخلص والفادي، هو يسوع، الذي يقول عن اسمه الإنجيل المقدس «ما من اسم آخر تحت السماء وهبه الله للناس نقدر به أن نخلص». ويمكنكم ايجاد النص الأول في الإنجيل المقدس في لوقا ١ : ٣٠ والنص الثاني في متى ١ : ٢٠ والنص الثالث في لوقا ٢ : ٢١