رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خراب موآب: 11 «مُسْتَرِيحٌ مُوآبُ مُنْذُ صِبَاهُ، وَهُوَ مُسْتَقِرٌّ عَلَى دُرْدِيِّهِ، وَلَمْ يُفْرَغْ مِنْ إِنَاءٍ إِلَى إِنَاءٍ، وَلَمْ يَذْهَبْ إِلَى السَّبْيِ. لِذلِكَ بَقِيَ طَعْمُهُ فِيهِ، وَرَائِحَتُهُ لَمْ تَتَغَيَّرْ. 12 لِذلِكَ هَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأُرْسِلُ إِلَيْهِ مُصْغِينَ فَيُصْغُونَهُ، وَيُفَرِّغُونَ آنِيَتَهُ، وَيَكْسِرُونَ أَوْعِيَتَهُمْ. 13 فَيَخْجَلُ مُوآبُ مِنْ كَمُوشَ، كَمَا خَجِلَ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ مِنْ بَيْتِ إِيلَ مُتَّكَلِهِمْ. 14 «كَيْفَ تَقُولُونَ نَحْنُ جَبَابِرَةٌ وَرِجَالُ قُوَّةٍ لِلْحَرْبِ؟ 15 أُهْلِكَتْ مُوآبُ وَصَعِدَتْ مُدُنُهَا، وَخِيَارُ مُنْتَخَبِيهَا نَزَلُوا لِلْقَتْلِ، يَقُولُ الْمَلِكُ رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ. 16 قَرِيبٌ مَجِيءُ هَلاَكِ مُوآبَ، وَبَلِيَّتُهَا مُسْرِعَةٌ جِدًّا. 17 اُنْدُبُوهَا يَا جَمِيعَ الَّذِينَ حَوَالَيْهَا، وَكُلَّ الْعَارِفِينَ اسْمَهَا قُولُوا: كَيْفَ انْكَسَرَ قَضِيبُ الْعِزِّ، عَصَا الْجَلاَلِ؟ 18 اِنْزِلِي مِنَ الْمَجْدِ، اجْلِسِي فِي الظَّمَاءِ أَيَّتُهَا السَّاكِنَةُ بِنْتَ دِيبُونَ، لأَنَّ مُهْلِكَ مُوآبَ قَدْ صَعِدَ إِلَيْكِ وَأَهْلَكَ حُصُونَكِ. 19 قِفِي عَلَى الطَّرِيقِ وَتَطَلَّعِي يَا سَاكِنَةَ عَرُوعِيرَ. اسْأَلِي الْهَارِبَ وَالنَّاجِيَةَ. قُولِي: مَاذَا حَدَثَ؟ 20 قَدْ خَزِيَ مُوآبُ لأَنَّهُ قَدْ نُقِضَ. وَلْوِلُوا وَاصْرُخُوا. أَخْبِرُوا فِي أَرْنُونَ أَنَّ مُوآبَ قَدْ أُهْلِكَ. 21 وَقَدْ جَاءَ الْقَضَاءُ عَلَى أَرْضِ السَّهْلِ، عَلَى حُولُونَ وَعَلَى يَهْصَةَ وَعَلَى مَيْفَعَةَ، 22 وَعَلَى دِيبُونَ وَعَلَى نَبُو وَعَلَى بَيْتِ دَبْلَتَايِمَ، 23 وَعَلَى قَرْيَتَايِمَ وَعَلَى بَيْتِ جَامُولَ وَعَلَى بَيْتِ مَعُونَ، 24 وَعَلَى قَرْيُوتَ وَعَلَى بُصْرَةَ وَعَلَى كُلِّ مُدُنِ أَرْضِ مُوآبَ الْبَعِيدَةِ وَالْقَرِيبَةِ. 25 عُضِبَ قَرْنُ مُوآبَ، وَتَحَطَّمَتْ ذِرَاعُهُ، يَقُولُ الرَّبُّ. "مستريح موآب منذ صباه وهو مستقر على دُرديه، ولم يُفرغ من إناءٍ إلى إناءٍ ولم يذهب إلى السبي. لذلك بقي طعمه فيه ورائحته لم تتغيرْ. لذلك ها أيام تأتي يقول الرب: وأرسل إليه مصغين فيصغونه ويفرغون آنيته ويكسرون أوعيته، فيخجل موآب من كموش كما خجل بيت إسرائيل من بيت إيل متكلهم" [11-13]. إذ جاء النداء أن يُعطى موآب جناحًا ليطير لعله يجد موضعًا غير الأرض يستريح فيه، وهذا أمر صعب أو يكاد يكون مستحيلًا، الآن يكشف عن عدم خبرة موآب في الحرب. حقًا إن موآب أمة قديمة ومستقرة قبل ظهور إسرائيل، عاشت في مجد وآمان منذ صباها. لقد عاش موآب أغلب زمانه مستريحًا منذ صباه، مثل الخمر المستقرة رواسبها في إناء لا يتحرك. لقد دخل في معارك مع إسرائيل، ومنذ حوالي 40 عامًا حمل شلمناصر بعضًا من الموآبيين إلى السبي، لكنه إذا قورن ذلك بالأمم المحيطة يُحسب موآب مستريحًا، لم يفرغ من إناء إلى إناء، أي يحمل بين الآن والآخر إلى السبي. سيخجل موآب من كموش إلهه المحمول مسبيًا إلى بابل، كما خجل بنو إسرائيل من عجلي الذهب اللذين أقامها الملك يربعام في بيت إيل طالبًا من الإسرائيليين أن يتعبدوا لهما. "كيف تقولون نحن جبابرة ورجال قوة للحرب؟! أهلكت موآب وصعدت مدنها وخيار منتخبيها نزلوا للقتل يقول الملك رب الجنود اسمه. قريب مجيء هلاك موآب وبليتها مسرعة جدَّا. اندبوها يا جميع الذين حواليها وكل العارفين اسمها، قولوا: كيف انكسر قضيب العز عصا الجلال؟! انزلي من المجد، اجلسي في الظماء، أيتها الساكنة بنت ديبون، لأن مهلك موآب قد صعد إليكِ وأهلك حصونكِ" [14-18]. يعبر عن كارثة موآب التي حلت بإلهه كما بمدنه وأبطاله وسلطانه: أ. بينما ظن الموآبيون الذين عاشوا أغلب زمانهم جبابرة أنهم رجال قوة للحرب، إذا بمدنهم تخرب. ب. دخل منتخبوه في معركة ضد الملك رب الجنود، فسقطوا قتلى. ج. انهار اسمه وعزه وسلطانه، فانكسر قضيب عزه وعصا جلاله. إذ لجاؤا إلى ديبون المدينة المرتفعة الحصينة، التي تحتضن مرتفع كموش، صعد إليهم الهلاك وحطم حصونهم. ديبون [18]: اسم موآبي معناه "مرتفعات" أو "هزال" أو "انحلال"، وهي مدينة تبعد حوالي ثلاثة أميال شمال نهر أرنون، شمال غربي عروعير تُسمى بالعربية زيبان. "قفي على الطريق وتطلعي يا ساكنة عروعير. اسألي الهارب والناجية قولي ماذا حدث؟!" [19]. من هول الكارثة هربوا من المدن التي في المرتفعات كما كانوا يسألون بعضهم البعض: ماذا حدث؟! ولا إجابة! عروعير [19]: اسم موآبي وعبري معناه "عارية". مدينة على الشاطئ الشمالي لنهر أرنون، وإلى الجنوب من مملكة سيحون، وكانت من نصيب رأوبين صارت فيما بعد تابعة لموآب. تُسمى الآن عراعير، على بعد إثني عشر ميلًا شرقي البحر الميت، جنوبي ذيبان بقليل. "قد خزى موآب لأنه قد نُقض. ولولوا واصرخوا أخبروا في أرنون أن موآب قد أُهلك" [20]. أرنون [20]: كلمة عبرية معناها "زئير"، وهو اسم لنهر يدعى اليوم "وادي الموجب" في الأردن، ويتكون من وادي "وله" الذي يأتي من الشمال الشرقي، وادي "عنقيلة" الآتي من الشرق "وسيل الصعدة" الآتي من الجنوب. هذه هي أودية أرنون (إر 21: 14)، ويجري نهر أرنون في غور عميق حتى يصل إلى البحر الميت في نقطة تقع إلى مسافة قصيرة من منتصف الشاطئ الشرقي. "وقد جاء القضاء على أرض السهل، على حولون وعلى يهصة وعلى ميفعة وعلى ديبون وعلى نبو وعلى بيت دبلتايم وعلى قريتايم وعلى بيت جامول وعلى بيت معون وعلى قريوت وعلى بصرة وعلى كل مدن أرض موآب البعيدة والقريبة" [21-24]. حولون [21]: اسم عبري ربما كان معناه "رميلة"، وهي مدينة من جبال يهوذا (يش 15: 51)؛ أُعطيت بضواحيها أو مسارحها للكهنة (يش 21: 15)، دُعيت أيضًا حيلين (1 أي 6: 58)، لا يعرف مكانها اليوم. يهصة [21] أو ياهص [34] (يش 13: 18، 21: 36): اسم موآبي معناه "موضع مُداس". وهي مدينة موآبية قرب البادية في نصيب رأوبين. في هذا الموضع انتصر العبرانيون على سيحون، فاستولوا على الأرض ما بين أرنون ويبوق. لكن يبدو أن الموآبيين أخذوها في الأيام المتأخرة. يُقال إنها قرية أم المواليد أو خربة اسكندر، تبعد حوالي اثني عشر ميلًا شرقي البحر الميت، وعلى بعد ميل جنوبي زرقاء معين. ميفعة [21]: اسم عبري معناه "بهاء"، من مدن اللاويين في رأوبين (يش 13: 18؛ 21: 37)، أخذها موآب، وربما كانت تل الجاوة، تبعد حوالي ستة أميال جنوبي عمان. بيت دبلتايم [22]: اسم عبري معناه "بيت أقراص التين"، تُسمى أيضًا علمون دبلتايم (عد 33: 46). بيت جامول [23]: اسم عبري معناه "بيت الجمل"، ربما كانت هي خربة جميل، تبعد حوالي ستة أميال شرقي ديبان. وهي بلدة لا سور لها، ولا يسكنها إنسان، بل وحوش البرية كما تنبأ إرميا النبي. بلعون أو بيت معون [23] أو بعل معون (يش 13: 17). اسم موآبي معناه "بعل المسكن"، بناها الرأوبينيون (عد 32: 38)، حاليًا تُدعى معين، تبعد حوالي تسعة أميال جنوب غربي حسبان، وتوجد فيها الآن خرب كثيرة ورد ذكرها في الحجر الموآبي. قريوت [24]: اسم عبري معناه "القرى" أو "المدن". توجد مدينتان تحملان نفس الاسم، الأولى في جنوب يهوذا (يش 15: 25)، والثانية مديِنة حصينة في موآب، ذُكرت في الحجر الموآبي، ويظن أنها نفس عار التي كانت عاصمة موآب، وهي خربة الربة التي تبعد حوالي 14 ميلًا جنوبي نهر أرنون. بصرة [24]: اسم عبري معناه "قلعة" أو حظيرة"، توجد مدينتان بذات الاسم، الأولى في أدوم (إش 34: 6) والثانية في بلاد موآب، ويظن أنها باصر. "عُضب قرن وتحطمت ذراعه يقول الرب: أسكروه لأنه قد تعاظم على الرب فيتمرغ موآب في قيائه وهو أيضا يكون ضحكة. أفما كان إسرائيل ضحكة لك؟! هل وجد بين اللصوص حتى أنك كلما كنت تتكلم به كنت تنغض الرأس؟!" [25]. يشير قطع القرن وكسر الذراع إلى انتهاء القوتين السياسية والعسكرية لموآب، لم يعد لموآب قرن عز أمام الأمم ولا ذراع عسكري للدفاع عن نفسه. كان موآب يستهزئ بإسرائيل عند سبيه، حاسبًا هذا ضعفًا أو عجزًا في الله إلههم (حز 25: 8)، وكان يسخر بإسرائيل محركًا رأسه كمن يسخر بلصٍ أُلقي القبض عليه. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إرميا النبي | خراب أورشليم |
إرميا النبي | من أجل ذلك أولول على موآب |
إرميا النبي | إصلاح موآب |
إرميا النبي | هروب موآب |
إرميا النبي | مرثاة على موآب |