يشرق شمسه على الأشرار والصالحين
تلاميذ المسيح لا يعرفون الكراهية ولا التعصب. لذلك يقدمون الخير للجميع متشبهين بأبيهم السماوى. وقد أراد السيد المسيح أن يوضح أن الآب السماوى لا يقدّم الخير للناس بحسب قداستهم، ولكن بحسب خيريته ورغبته فى إعلان أبوته للجميع.
الكل يتمتعون بخيرات الله، حتى الذين يجدفون عليه، والذين ينكرون وجوده.. وهو يفعل هذا بطول أناته العجيب لعله يقتادهم إلى التوبة وإلى معرفته والرجوع إليه لأنه “يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون” (1تى2: 4).
إن الله لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع وتحيا نفسه، كما قال الرب: “هل مسرة أسر بموت الشرير يقول السيد الرب. ألا برجوعه عن طرقه فيحيا”(حز18: 23). ولهذا يمنح الخيرات للأشرار لعله يخجلهم بصلاحه ومحبته فيتوبون. ولكن إن لم يرجعوا ويتوبوا فإن الخير الذى منحه لهم الله سوف
يكون سبب دينونته لهم فيما بعد.
وقد دعانا السيد المسيح أن نتمثل بالآب فى منح الخير والعطايا للجميع.. حتى الأشرار ولكن طبعاً هذا لا يتضمن الأمور المقدسة الخاصة بالحياة الأبدية مثل التناول من جسد الرب ودمه، فهذا لا يجوز إلا للتائبين إذ هو عربون الأبدية. أما باقى الأمور الخاصة بالحياة الدنيوية فلا ينبغى أن نفرق فيها بين إنسان وآخر.