رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس البار دوسيثاوس الغزاوي (القرن 6م) 13 آب شرقي (26 آب غربي) هو تلميذ القديس دورثاوس رقد بسلام في دير الأنبا ساريدس . فيما كان القديس دوروثاوس يعمل , يوما في مستوصف الدير قدم له الأنبا ساريدوس فتى يلبس بزة عسكرية ذا مظهر أنيق , رقيق جدا غير مألوف لدى سكان الصحراء . كان غالما لقائد عسكري كبير ذا سيرة ناعمة و لم يسبق له أن سمع كلمة واحدة عن الله . بعض الجنود وصفوا له المدينة المقدسة فنال إذنا بالحج الى الأماكن المقدسة برفقة أصدقاء الضابظ مولاه . و هؤلاء اهتموا به اهتماما خاصا . فلما بلغ الجثمانية زار كنيسة فيها رسم للدينونة الأخيرة . و إذ كان جاهلا تساءل ما عسى أن يكون هذا المشهد فظهرت له امراءة جميلة تلبس الأرجوان واقفة بجانبه و قدمت له عرضا للعقوبات المختلفة المبينة في الرسم . شعر الولد بنخس قلب و سأل ماذا تراه يفعل المرء لينخو من هذه العذابات . فأجابته : " صم , لا تأكل لحما , صل على الدوام فتنخو من هذه العقوبات " . للحال شرع دوسيثاوس في التنفيذ بهمة أقلقت من حوله في شأن صحته . قال له الجنود المرافقون إنه اذا رغب في هذا النمط من الحياة فلا يسعه أن يبقى في العالم . خير له أن يعتزل في الدير . فبناء لطلبه أتوا به الى دير الأنبا ساريدوس . على أسئلة دوروثاوس لم يعرف الفتى سوى أن يردد هذه الكلمات : " أريد أن أخلص ! ". فقبله ساريدوس ببركة القديس صفرصنوفيوس و سلمه الى القديس دوروثاوس ليهتم بتنشئته الديرية . ابدى دوروثاوس حياله تميزا فائقا . تركه , بدءا يأكل و سعه ثم علمه أن يقلل من طعامه شيئا فشيئا بحيث كان يبقيه دائما دون الشبع قليلا . كان دوساوس لبقا في كل المهام المسندة اليه , يخدم المرضى بما يرضي الجميع . فان حصل له رغم ذلك ان ينفذ صبره على أحد منهم و تفوه بكلمة بتبرم , كان يترك كل عمل و يركض باكيا الى مخزن المؤن و لا يخرج من هناك إلا بعد توبيخ أبيه الروحي و مسامحته له . كان يكشف أقل أفكاره الى دوروثاوس الذي لم يدعه البتة يتعلق بعمل أو بغرض أيا يكن . ذات يمو أتاه دوسيثاوس بسكين جيد لخدمة المستوصف . فقال له أبوه : "أصحيح يا دوسيثاوس أنه يعجبك ؟ أما تخجل أن يكون لك هذا السكين معمما من دون الله ؟" فوعظه طويلا فيما كان هو واقفا لا يتفوه بكلمة مطأطئ الرأس و أمره أن ال يمس هذه السكين بعد اليوم . عاش دوسيثاوس على هذا المنوال 5 سنوات في الدير , في طاعة كاملة , لا يعمل شيئا وفق إرادته الخاصة . و أصابه السل فسمع من يقول إب البيض "برشت" جيد لمن يبصقون دما . و اذ لم يخطر ببال دوروثاوس لكثرة مشاغله ان يأتيه , من ذاته , بالبيض , وجد دوسيثاوس نفسه و فكره يلح عليه في هذا الشأن , فكشف الامر لابيه و رحاه الا يكون له هذه التعزية لأنها ترضي ارادته الخاصة . و حين اشتد عليه المرض حفظ ذكر الله وردد بتواتر الصلاة :"أيها الرب يسوع المسيح ارحمني " , و من وقت لآخر : "يا ابن الله بادر الى معونتي" . اذ كان دوروثاوس يأتي اليه كان سيأله :" اذا , يا دوسيثاوس , كيف حال الصلاة ؟ ألا زالت قائمة ؟ " , فكان ذلك يجيبه : "أجل يا سيد بصلواتك ." , فلما أضناه المرض و بلغ من الضعف مبلغا صار يحمل معه على غطاء , كان يجيب على السؤال عينه :"عفوك يا سيد لن تعد فيِ لأحافظ على الصلاة " , فيقول له دوروثاوس :"دع عنك الصلاة اذا و أذكر الصلاة فقط , ضع في ذهنك انه أمامك " . و اذا زاد أامه كثيرا طلب من الشيخ الكبير أن يتركه يذهب و لكن كان القديس برصنوفيوس يحثه على الصبر عربون رأفة بالله ثم بعد ذلك بأيام قليلة أبلغه دوسيثاوس أن قواه تخور فبعث اليه الشيخ يقول له:" اذا انطلق بسلام و اتخذ لنفسك مكانا لدى الثالوث القدوس و أشفع بنا " . و اذا جهل رهبان الدير سلوكه العجيب في نسك الطاعة . و قد صار لهه طويلا في جهد الاصوام و الاسهار , اعثرهم جواب برصنوفيوس . و لكن ذات يوم عبر شيخ قديس كبير بالدير فصلى الى الله أن يكشف لهم القديسين الراقدين فيه , فرأهم جميعا في جوق و صبي صغير في وسطهم , فلما وصف رؤياه للآباء تفصيلا و سأل من يكون هذا الفتى , عرف كلهم أنه دوسيثاوس و مجدوا الله الذي من عليه بباوغ الكمال في وقت قصير كهذا . |
|