تحتار الأمهات الجديدات كثيرا امام ترجمة بكاء الطفل، وذلك لأنه يبكي باستمرار، مما يقضي على اعصابهن
ويشعرهن بقلة الحيلة، بل ان بعضهن يبكين لبكاء الطفل، ويعتبرن انفسهن أمهات فاشلات.
ولأن صراخ الرضيع يصل احيانا لقياس 115 ديسبيل أي انه يؤلم الأذن، فهو أيضا يضر بالحالة النفسية للأم فتعيش لحظات صعبة تطيح بثقتها بنفسها. وقد اثبتت دراسة حديثة ان امهات الأطفال الذين يبكون بكثرة يكن معرضات للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة ضعف غيرهن من الأمهات.
اتبعي هذه الخطة ذات النقاط الخمس لكي تتعاملي مع بكاء الطفل من دون ان تذرفي الدموع.
1 ـ تذكري ان بكاء الرضيع طبيعي
كل الأطفال حديثي الولادة يبكون، فهذه هي طريقتهم في التواصل.
وعندما يطلق رضيعك صرخة من صرخاته، فهذا معناه انه يريد شيئا ما. ولكن بعض الرضع يبكون أكثر من غيرهم: في الشهر الأول يقضي معظم الأطفال ثلث وقتهم يذرفون الدموع في حين ان 20% منهم يبكون أكثر من هذا الوقت، ومع ذلك فحتى الافراط في البكاء يعتبر امرا طبيعيا.
2 ـ جربي وجربي مرة أخرى لكي يسكت
مازال طفلك يصرخ على الرغم من انك لبيت له كل المطالب الاساسية، فهو ليس جائعا أو مبللا أو متعبا، جربي اذن واحدة من أساليب التهدئة التالية:
هيئي له بيئة شبيهة بالرحم
يحب معظم الأطفال حديثي الولادة ان تحمليهم بإحكام وتحيطي بهم، كما لو كانوا في داخل الرحم. فجربي ان تلفي عليه القماط، وذلك باستخدام بطانية مربعة كبيرة، ثم ضعي رأس الطفل على الركن المثني مع ابقاء ذراعيه داخل البطانية، ثم طبقي الركن المقابل عند قدميه، ولفيه بالركنين الجانبين (لاحظي ان البطانية الصغيرة لن تفي بالغرض).
دعيه يتحرك
حين 'يزن' الطفل علقيه في حمالة الأطفال أثناء عملك في المنزل. افرغي غسالة الأطباق وطبقي الغسيل وسيري في ارجاء المنزل، وهو معلق على جسمك وسيلزم الهدوء، بل سينام ايضا لأن الطفل يحب الحركة الخفيفة والهزات، ويفضل ايضا الجلوس في كرسيه الهزاز.
اخرجي به من المنزل
حين تسيرين به داخل مجمع تجاري أو في حديقة المنزل، ان كانت الأحوال الجوية تسمح بذلك، سيكون ذلك بمنزلة تغيير واستراحة لكليكما، أو يمكن للأب ان يقوم بهذه المهمة، فيتوقف بكاء الطفل فورا، ويكون ذلك بمنزلة تقوية للرابطة بين الأب والرضيع حيث لا يتاح له كثيرا حمل الطفل وهدهدته.
3 ـ استعدي لمثل هذه الأوقات
لم يعرف الخبراء حتى الآن السبب الحقيقي وراء ثورة الرضيع، خصوصا في ساعات الليل الأولى، الا انهم يشكون في بعض الأمور: النظرية الأولى هي ان البكاء في نهاية اليوم يمكن الطفل من تنظيم نفسه عصبيا لكي يتحمل نشاط اليوم. أو ربما يكون متعبا أو منهكا مثل الأم تماما في نهاية اليوم بمعنى آخر البكاء يساعد الطفل في التنفيس عن غضبه أو أي مشاعر اخرى تضايقه.
وبكاء الليل بالذات يصيب الأم بخيبة الأمل والضيق، كما ان ضغوط اليوم قد تصعب الأمور عليها أكثر وأكثر، وقد تجعلها تخطئ في ترجمة مطالب الطفل من وراء هذا البكاء، وبالتالي تعاني أكثر من تهدئته.
اذا اصابتك دموع الطفل بالتوتر فاعملي على ابطاء حركتك وتنفسي بعمق من منطقة الحجاب الحاجز، وحاولي قدر الامكان الاستعانة بالأب، وقوما بتقسيم مسؤولية العناية بالطفل عليكما، كل حسب قدرته على التحمل العصبي في تلك اللحظات.
4 ـ اعلمي ان كل شيء سينتهي
حين يبلغ طفلك الشهر الثالث ويصبح اكثر نشاطا وحركة، ستلاحظين ان بكاءه ـ خصوصا في نهاية اليوم ـ سيخف كثيرا. حتى الرضع الذين يصابون بمغص ستقل نوبات بكائهم باقترابهم من عمر ثلاثة أشهر.
اذا لم تلحظي أي تغير في معدل بكاء الطفل بعد ان يبلغ عمره أربعة أشهر فاستشيري طبيبه حيث يمكنه معالجة أي عارض طبي مسبب لتلك الظاهرة.
ولكن لا تندهشي من عودة طفلك لنوبات البكاء بعد ان يبلغ بدايات الستة أشهر التالية من عمره، وهذا لا يتعلق فقط بمرحلة التسنين، فبين الشهرين السابع والتاسع يبدأ الطفل في تعلم بقاء الأشياء فيتعلم انك موجودة حتى لو لم يكن يراك ـ قلق الفراق ـ وسيتعلم طفلك ايضا الحبو على يديه وساقيه، وقد يشعر بالضيق اذا لم ينجح، ويعتبر البكاء في هذه المرحلة ـ مثله في الشهر الأول ـ علامة جيدة على ان الطفل ينمو ويتطور، لكنها عملية مرهقة جسديا وعاطفيا بالنسبة اليه.
5 ـ إذا لم يفلح أي شيء فضعيه على الأرض
أحيانا يحتاج كل منكما الى استجماع شتات نفسه، واذا لم تستطيعي اكتشاف اسباب بكاء الطفل فضعيه على الأرض في مكان آمن، وابتعدي عنه لعدة دقائق، مما يعيد اليك هدوء اعصابك. كما ان الطفل يكون بحاجة ايضا للبقاء وحده، وقد يبكي بصوت أعلى لمدة عشر دقائق أو نحوها، ثم بعد ذلك اما ان ينام نوما عميقا وإما يهدأ بمجرد ان تعودي اليه وتحمليه