رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* إذ يرى النبي المقدس داود بالروح أنه ينبغي علينا أن نصير بالنسبة للوحوش الضارية مثل ساكني السماء، يقول: "انتهر وحوش الغابة" [30] وهو لا يشير في الواقع إلى الغابة التي تهتز لركض الحيوانات المفترسة وتروع لزئير الحيوانات، بل الغابة التي كُتب عنها "وجدنا" في حقول الوعر (الغابة). (مز132: 6) التي فيها كما يقول النبي: "الصديق كالنخلة يزهو، كالأرز في لبنان" (92: 12) تلك الغابة التي تهتز عند قمم الأشجار، تحدث عنها في النبوة إذ جاء منها غذاء الكلمة السماوي (اللوغوس)، تلك الغابة التي دخلها بولس حقًا كذئبٍ مفترسٍ، لكنه خرج منها راعيًا للخراف "لأنه في كل الأرض خرج منطقهم" (مز 19: 4). لكن الآن بالروح القدس انتهى فإن هياج الأسود ووثبات النمور وخداع الثعالب وخطف الذئاب من مشاعرنا. عظيمة إذن النعمة التي غيَّرت الأرض إلى سماء، حتى أن سيرتنا نحن الذين كنا قبلا نجول كوحوش ضارية في الغابة، قد صارت في السماويات (في3: 20). القديس كبريانوس |
|