تَرِكة السلام
سلامًا أترك لكم سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب ( يو 14: 27 )
إن أعظم تَرِكة في العالم ولو قدّرت بآلاف الملايين من المال لا توازي ذرة واحدة من تَرِكة السلام التي تركها لنا الرب يسوع المسيح واشتراها لنا بموته عنا على الصليب. ما قيمة كل ما في العالم بدون السلام مع الله، وبدون سلام الله في القلب الذي يحفظ قلوبنا في المسيح يسوع في وسط أي ضيق في الحياة مهما كان؟
المسيح هو رئيس السلام وحده، وهو صانع السلام بدم صليبه. وكلمة ”السلام“ مرغوبة ومحبوبة يتمناها جميع الناس ولكنهم لن يصلوا إليها عن أي طريق آخر بخلاف المسيح.
كم نشكر الله لأجل هذه التَرِكة الثمينة التي تركها لنا المسيح في عالم مضطرب ومُلتهب، وفي ظروف خاصة بنا قال عنها الرب: «في العالم سيكون لكم ضيق»، ولكن لنضع في كفة الميزان الأخرى «يكون لكم فيَّ سلام» وأيضًا «ثقوا أنا قد غلبت العالم» ( يو 16: 33 ). هذه الأيام الأخيرة التي نعيش فيها يزداد اضطراب العالم وغليانه بنوعٍ خاص. والناس يحاولون أن يُطفئوا النار بالنار فتزداد اشتعالاً، وهذا ما يقوله الكتاب المقدس: «منقلبًا منقلبًا منقلبًا» والعلاج الوحيد هو إلى أن يأتي الذي له الحكم «رئيس السلام» الذي «لنمو رياسته وللسلام لا نهاية» (إش9).
الشيطان هو الذي يُثير الحروب والمشاكل في هذا العالم، ولكن الوعد أن «إله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعًا» ( رو 16: 20 ).
والسلام الذي يعطيه الرب هو من كل وجه ـ في جميع نواحي الحياة «ورب السلام نفسه يعطيكم السلام دائمًا من كل وجه» ( 2تس 3: 16 ). وأثمن ما نلاحظه هو أن السلام الذي يعطيه لنا الرب هو سلامه الذي كان يتمتع به في وسط العالم الذي أبغضه «سلامي أعطيكم». وما أمجد أن نقرأ أن الرب يعطينا ما يخصه هو، فيقول: «سلامي»، «فرحي»، «محبتي».
وبعد أن نقرأ في رسالة فيلبي ص4 أن السلام الذي نأخذه هو سلام الله الذي يفوق كل عقل، نقرأ أيضًا «وإله السلام يكون معكم» ( في 4: 7 ، 9).
عزيزي .. المسيح هو الحل الوحيد، وهو يقدِّم نفسه للجميع كأثمن العطايا.