* لعل النار الروحانية تشتعل في قلبك على الدوام، تلك التي قال عنها سيدنا المسيح: "جئتُ لألقي نارًا على الأرض" (لو 12: 49). ولعل سلام الرب يملك في قلبك حسب القول الرسولي (كو 3: 15)، ولعل نخلتك ترتفع بأغصانها، كما قال داود النبي: "الصدِّيق كالنخلة يزهو" (مز 92: 12). ولعلك تتنقّى من الغضب والسُخط، هذين الوجعين المريعين، مثل القديسين الكاملين الذين لا تظهر حركتهما فيهم على الإطلاق ولا لحظة، ولعل الرب يعتبر أنه من المناسب أنّ نفسك "في الخير تبيت (أو تسكن)" (مز 25: 13) بوداعةٍ وبلا غشٍّ، لكي ما تكون طفلًا رضيعًا للمسيح، حملًا بلا عيب، ولعلك تقتفي إثر خطواتنا مثل قصّاص أثر مجتهد، ولعلك تبلغ إلى تدبيرنا كوارثٍ صالحٍ لما لنا من مواهب النعمة، ولعل عيناك "تعاينا الله" كمن هو "نقي القلب" (مت 5 : 8)، ولعلك تكون طويل الأناة في الضيقات كمَنْ وصل إلى عهد السيد الذي قال: "في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا (أو ابتهجوا) أنا قد غلبتُ العالم" (يو 16: 33)، ولعلك تبلغ إلى ذلك الحب الذي لا يُقهَر الذي يأتي بالذين حصلوا عليه إلى القصور الملكية ويجعلهم إخوة للمسيح.
القديس برصنوفيوس