إذ كان دانيال يحمل في قلبه حبه لشعبه، بل ولكل البشرية، وهبه الله نعمة الحكمة والفهم مع النبوة. كشف للملوك أحلامهم وفسرها لهم، كما أُعلن له عن رؤى تخص الأحداث المستقبلية الخاصة بالعالم كله. الآن في شيخوخته، إذ لاحظ أن الله سبق فوعد بالعودة من السبي بعد سبعين عامًا كما جاء في سفر إرميا، بدأ يسأل بروح الاتضاع عن هذا الوعد الإلهي، يطلب من الله الصفح عن خطايا شعبه، وتحقيق وعده معهم، فوهبه الله رؤيا السبعين أسبوعًا، يعلن له فيها ليس فقط عن عودة الشعب إلى أورشليم، بل وعودة البشرية إلى الأحضان الإلهية، بتحديد موعد التجسد الإلهي وتقديم ذبيحة المسيح الفريدة.
جاءت هذه النبوة المسيحانية تصحح مفاهيم اليهود، فإنهم إذ كانوا ينتظرون العودة من السبي لإقامة مملكة يهودية مجيدة، أكد لهم أن كلمة الله المتجسد آتٍ ليُقيم مملكته بذبيحة نفسه، فيهب المؤمنين مجدًا داخليًا، لا مملكة زمنية.