![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأَنَّ الدَّينُونَةَ لا تَرْحَمُ مَنْ لا يَرْحَم
والرَّحْمَةُ تَغْلِبُ الدَّينُونَة الخميس الخامس عشر من زمن العنصرة يا إِخْوَتِي، لا يَكُنْ في إِيْمَانِكُم بِرَبِّنَا يَسُوعَ الـمَسِيح، رَبِّ الـمَجْد، مُحابَاةٌ لِلوُجُوه. فَإِنْ دَخَلَ مَجْمَعَكُم رَجُلٌ في إِصْبَعِهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَب، وعَلَيهِ ثِيَابٌ فَاخِرَة، ثُمَّ دَخَلَ فَقِيرٌ علَيهِ ثِيابٌ رَثَّة، فَالْتَفَتُّم إِلى لابِسِ الثِّيَابِ الفَاخِرَةِ وقُلْتُم لَهُ: “إِجْلِس أَنْتَ هُنَا في صَدْرِ الـمَكَان”، وقُلْتُم لِلفَقِير:” قِفْ أَنْتَ هُنَاك”، أَو:”إِجْلِسْ عِندَ مَوطِئِ قَدَمَيَّ”، أَفَلا تَكُونُونَ قَد مَيَّزْتُم في أَنْفُسِكُم، وصِرْتُم قُضَاةً ذَوِي أَفْكارٍ شِرِّيرَة؟ إِسْمَعُوا، يا إِخْوتِي الأَحِبَّاء: أَمَا اخْتَارَ اللهُ الفُقَراءَ في نَظَرِ العَالَم لِيَجْعَلَهُم أَغْنِياءَ بالإِيْمَان، ووَارِثِينَ لِلمَلَكُوتِ الَّذي وَعَدَ بِهِ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ؟ وأَنتُمُ احْتَقَرْتُمُ الفَقِير! أَلَيْسَ الأَغْنِيَاءُ هُمُ الَّذِينَ يَقْهَرُونَكُم، وهُمُ الَّذِينَ يَجُرُّونَكُم إِلى الـمَحَاكِم؟ أَلَيْسُوا هُمُ الَّذِينَ يُجَدِّفُونَ على الاسْمِ الـحَسَنِ الَّذي دُعِيَ عَلَيْكُم؟ فَإِنْ كُنْتُم تُتِمُّونَ الشَّرِيعَةَ الـمُلُوكِيَّةَ الَّتي نَصَّ عَلَيْهَا الكِتاب، وهِيَ: “أَحْبِبْ قَرِيبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ”، فَحَسَنًا تَفْعَلُون. ولـكِنْ إنْ كُنْتُم تُحابُونَ الوُجُوه، فإِنَّكُم تَرْتَكِبُونَ خَطِيئَة، والشَّرِيعَةُ تُوَبِّخُكُم بِاعْتِبَارِكُم مُخَالِفِين. فَمَن حَفِظَ الشَّرِيعَةَ كُلَّهَا، وزَلَّ بِوَصِيَّةٍ وَاحِدَةٍ مِنْها، صارَ مُذنِبًا في الوَصَايَا كُلِّهَا. فالَّذي قَال: “لا تَزْنِ”، قالَ أَيْضًا: “لا تَقْتُلْ”. فَإِنْ كُنْتَ لا تَزْنِي، ولـكِنَّكَ تَقْتُل، فَقَد صِرْتَ مُخَالِفًا لِلشَّرِيعَة. هـكَذا تَكَلَّمُوا، وهـكَذَا اعْمَلُوا، كأُنَاسٍ سَيُدَانُونَ بِشَرِيعةِ الـحُرِّيَّة؛ لأَنَّ الدَّينُونَةَ لا تَرْحَمُ مَنْ لا يَرْحَم. والرَّحْمَةُ تَغْلِبُ الدَّينُونَة. قراءات النّهار: يعقوب 2: 1-13 / لوقا 17: 26-30 التأمّل: “لأَنَّ الدَّينُونَةَ لا تَرْحَمُ مَنْ لا يَرْحَم. والرَّحْمَةُ تَغْلِبُ الدَّينُونَة”. يرسم مار يعقوب في هذه الآية خريطة طريق… إنّها دعوةٌ إلى التعمّق في فضيلة الرّحمة وإلى عيشها مع الآخرين… الرّحمة هي مفتاح الملكوت وهي في الآن عينه بابٌ لتمتين العلاقات الإنسانيّة ولكسر حلقة الظلم الإجتماعيّ (حين نحياها مع المحتاجين ماديّاً) و لتوطيد السّلام (حين تكسر حلقة العنف). الرّحمة تجعلنا أقرب إلى قلب الله الآب الّذي يحبّنا كأبٍ ويرحمنا كأمّ في رحم محبّته! |
![]() |
|