|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خزائن طرة:علاء وجمال مبارك في زنزانة خيرت الشاطر..ونظيف لم يسعه "سرير السجن" يواصل مساعد رئيس قطاع السجون السابق اللواء محمد حمدون الى "الحياة" عن وصول نجلي الرئيس السابق علاء وجمال مبارك إلى "طرة" بعدما كان السجن امتلأ بأقطاب النظام حتى أنه لم تعد هناك أسرة مجهزة لاستقبال المزيد منهم، ما دفع إدارة السجن إلى جلب سريرين لنجلي مبارك من مخازن مستشفى السجن وكانا متهالكين، ويكشف أن القدر جعل علاء وجمال يقيمان في الزنزانة نفسها التي استضافت نائب مرشد "الإخوان" الرجل القوي في الجماعة المهندس خيرت الشاطر سنوات عدة. ويروي كيف واجه رئيس الوزراء السابق أحمد نظيف أزمة في زنزانته بسبب طول قامته، ويحكي عن أول لقاء جمع نظيف مع ابنته التي ولدت وهو في السجن حين بكى وحاول زملاؤه من السجناء تهدئته. وروى حمدون: مساء ليلة 10 ابريل 2011 جاءنا أحمد نظيف محبوساً على ذمة قضية اللوحات المعدنية بعدما خضع لتحقيقات من جانب النيابة استمرت نهاراً كاملاً. أتى الرجل في العاشرة مساء ضمن موكب سيارات الترحيلات إلى سجن المزرعة، ودخل حجرة مأمور السجن بقامته الطويلة منكسراً حاني الرأس والجبين. والحق أن الرجل كان مهذباً وظل واقفاً بين يدي المأمور الذي كان ينهي الإجراءات من دون أن يجلس إلى أن قال له: "تفضل اجلس" ، فجلس نظيف على استحياء من دون أن يتكلم أو يتلفظ بكلمة واحدة، عيناه تحدثتا بما لم ينطق به فمه، إذ ظهر مستسلماً وإلى حد كبير خائفاً مما ينتظره من مصير، وسرعان ما تم تجهيز مكانه في إحدى الزنازين الملحقة بالعنبر الرئيسي، وعندما وصل إلى عنبره فوجئ بسرير أقصر من طوله، فعندما تمدد على السرير لاحظ أن رجليه أطول من السرير، فقال لحارسه: "هل يمكن أن تُحضروا سريراً أطول من هذا"، فأبلغه الحارس بأن كل الأسرّة "مقاس واحد"، فاضطر الرجل إلى النوم في وضع القرفصاء، وفي إحدى "الزيارات" جاءت زوجته ومعها ابنته التي ولدت أثناء وجوده داخل السجن، فبكى نظيف بشدة خصوصاً عند انتهاء وقت الزيارة وسعى كل الحضور من زملائه السجناء بل وحتى زوارهم إلى تهدئته. وتابع: وفي مساء 13 ابريل 2011 علمنا نبأ صدور قرار بحبس علاء وجمال مبارك وأنه يجرى ترحيلهما من شرم الشيخ إلى سجن المزرعة في طرة. على الفور قام قطاع السجون في وزارة الداخلية وإدارة السجن بسرعة بتجهيز الزنزانة، وإذا بالقدر يشاء أن تكون هي الزنزانة نفسها التي سُجن فيها نائب مرشد "الإخوان المسلمين" المهندس خيرت الشاطر. كانت غالبية الأسرة الموجودة في السجن استعملت ولم يبق شيء منها، وكان لا بد من توفير سريرين حتى ولو من أسرّة المستشفى لنجلي مبارك، فتوجه أفراد الحراسة لإحضار السريرين من مخازن المستشفى، وإذا بهم يحُضرون إلى الزنزانة سريرين قديمين متهالكين عليهما علامات الصدأ والأتربة تكسوهما والأغطية الخاصة بهما، فما كان مني إلا أن نهرت الجنود طالباً منهم تنظيف السريرين قدر الإمكان عملاً بمقولة: "ارحموا عزيز قوم ذل". ومرّ الوقت حتى جاءت الساعة الواحدة صباحاً والكل في حال من الترقب والانتظار لأكثر من 5 ساعات جرى خلالها نقل الاثنين من شرم الشيخ إلى القاهرة، ووصل نجلا مبارك بطائرة هليكوبتر إلى مطار مستشفى المعادي العسكري وأحضرتهما سيارات ترحيلات مديرية أمن حلوان وسط حراسة مشددة إلى السجن الذي كان استعد ليلاً لاستقبالهما. كانا منهكين لكنهما أبديا تماسكاً لافتاً، وكان واضحاً أنهما استنفدا جهداً كبيراً في تحقيقات النيابة، وكانت طبيعية حال الحزن الشديد التي كانا عليها، وبعد الإجراءات الاعتيادية دخلا إلى الزنزانة وهي عبارة عن عنبر يتسع لأسرّة عدة إلا أنهما كانا وحدهما فيه. ورأيتهما صباحاً برفقة وزير الإعلام السابق أنس الفقي وتناولا وجبة الإفطار معه، في ضيافة هشام طلعت مصطفى، الرجل المتماسك الذي كان يتألم ويتأمل ناظراً إلى عنان السماء من دون إفصاح أو كلام، ولكن عينيه ممتلئتان بالمعاني والعظات وكأنه يتوجه إلى السماء حامداً ربه على ما هو فيه قائلاً سبحان المعز المذل. |
|