عندما تصمت السماء-وأمام صمت السماء هناك الكثير من المفاهيم التى تحتاج إلى تصحيح

nasser · رقم المشاركة : ( 1 ) 02 - 07 - 2016, 07:02 AM

عندما تصمت السماء

كثير من المؤمنين لهم رجاء فى الرب ويرفعون طلباتهم وتضرعاتهم وينتظرون إجابة شافية منه لكن قد تطول الفترة ويمل هؤلاء ويُحبطون من طول الانتظار وربما يكفون عن مواصلة الصلاة لهذا هيا بنا نُحلل معاً الأسباب التى لأجلها تصمت السماء:
-تصمت السماء أمام صلاة الخاطى البعيد عن الله لأن"صلاة الشرير مكرهة الرب"(أم8:15) فأول صلاة تُقبل من الخاطى هى صلاة الرجوع والتوبة
-تصمت السماء أمام طلبة ليست بحسب مشيئة الله:"تطلبون ولستم تأخذون لأنكم تطلبون ردياً"
(يع3:4).لهذا يجب أن تتفق طلباتنا مع المشيئة الإلهية"وهذه هى الثقة التى لنا عنده أنه إن طلبنا شيئاً حسب مشيئته يسمع لنا"1يو(14:5).
-تصمت السماء أمام طلبة بارتياب(بعدم إيمان) فالمرتاب يشبه موج البحر الذى يتأرجح بين اليمين واليسار بين الثقة فى الرب وفقدان هذه الثقة يقول يعقوب عن هذا:"لا يظن ذلك الإنسان أنه ينال شيئاً من عند الرب"(يع7:1).
-تصمت السماء لأن التوقيت الإلهى للاستجابة لم يأت بعد.
وأمام صمت السماء هناك الكثير من المفاهيم التى تحتاج إلى تصحيح:
1-صمت السماء ليس معناه عدم الاستماع:فخالق الأذن ألا يسمع؟ إنه يسمع ليس فقط كلماتنا بل تأوهاتنا"تأوه الودعاء قد سمعت يارب"
(مز17:10) وصراخنا"هذا المسكين صرخ والرب استمعه"(مز6:34) وأناتنا"ليسمع أنين الأسير"(مز20:102).فصمت السماء لا يعنى أنه لا يسمع.وحسناً قال المرنم:

إذا استجبت طلبتى.....أو شئتَ ربى الامتناع
فى كل حال أشكرُ.....إكرامك والاستماع

2-صمت السماء وإنجيل الصحة والرخاء:يظن البعض خطأ أن المؤمن لا تعتريه الأمراض وتناسوا أن بولس الذى كان"يؤتى عن جسده بمناديل أو مآزر إلى المرضى فتزول عنهم الأمراض وتخرج الأرواح الشريرة منهم"
(أع12:19) هو نفسه أعطى شوكة فى جسده
2كو(7:12) وتيموثاوس رفيقه فى الخدمة كان مصاباً لا بمرض واحد بل بمرض فى معدته وأسقام كثيرة-1تى(23:5) وأليشع صاحب معجزات الشفاء وإقامة الموتى مرض ومات بمرضه-2مل(14:13).فأجسادنا الترابية لم تُفتدَ بعد لهذا فهى عرضة للأمراض كسائر أجساد البشر ونحن عرضة لأن نئن مع الخليقة التى تئن وتتمخض معاً لهذا لا نحزن إذا لم تُستجب صلواتنا لأجل مريض صلينا لأجله ورقد فالرقاد نفسه هو استجابة صلاة ويُعتبر شفاءً تاماً من الأمراض حتى وإن كان بطريقة غير مباشرة.
3-وقت صمت السماء هو وقت تجهيز إلهى:
لا يوجد فى برنامج الله لحياتنا وقت هادر.بل كل الأوقات وسيما وقت الانتظار هو وقت عمل إلهى فينا للتشكيل والتغيير.إنه يحتفظ بنا أطول فترات قارعين عند بابه وخلال تلك الفترات سيتكلم معنا ويقودنا إلى التوبة ويغير فينا أشياء كثيرة.
والمثال على ذلك فى كلمة الرب"حنة أم صموئيل" عندما طلبت ابناً.لقد صحح الرب مفاهيمها عن هذا الإبن فطلبت ابناً لا لتشبع به غريزة الأمومة بل لكى تُمجد الرب به وتهبه لبيت الرب ولإصلاح الحالة المتردية فيه.
4-صمت السماء تدريب عن طريق الحرمان:
"ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله"(مت4:4) وعلى ذات القياس فنحن قد نظن أن الحياة قائمة على الزواج أو على الإنجاب أو الصحة أو النجاح أو المال لكن الرب يريد أن يدربنا ويعلمنا أنه ليس بإشباع الاحتياجات يحيا الإنسان.ولكن نختبر أن الأفراح الحقيقية مصدرها الرب حتى وإن لم تكن لنا مصادر الأفراح الأرضية مقل اختبار حبقوق
حب3(17و18).
5-قد يستجيب الرب لكن ليس بالطريقة التى رسمناها له:أحياناً نضع طلبات أمام الرب ونضع له طرقاً للحلول وننسى أن الله لا يحتاج لمشيرين
"لأن مَن عرف فكر الرب أو مَن صار له مشيراً"
(رو34:11) فنحن لا ننسى يوسف خطيب مريم عندما كانت عنده مشكلة خاصة بحمل مريم ووضع الأمر قدام الرب وتصور أن الحل هو واحد من اثنين إما أن يُشهرها أى يقول إنها زنت ومن ثم تُرجم أو يخليها سراً لكن كان عند الله حل ثالث
وهو أن المولود منها هو ابن الله والحمل هو بالروح القدس والله ليس لديه حل ثالث فقط بل عنده للمشاكل ألف حل.
6-هل هو صمت السماء أو صمم فى آذاننا؟:
قد يتكلم الله لكن لأننا لم نتدرب على تمييز صوته
فلا نسمعه أو لأن هناك عوامل تشويش من أصوات خارجية تؤثر على سماعنا لصوت الرب.
أو قد يكون تسرعنا هو السبب فعندما يريد الرب نكون نحن قد استعجلنا وتصرفنا أو أخذنا قراراتنا.فالبعض يظن أن دوره ينتهى عند الصلاة
ولايدرك أن الله ليس فقط يسمع بل يتكلم ويستجيب وذلك بطريقته.
7-الإجابة ب"لا"هى لخيرنا:عندما نصلى إلى الله سنشكر لأجل الطلبات التى أعطاها لنا والتى لم يعطها لنا لأننا سنفهم الحكمة وراء عدم إعطائها لنا وسنعرف أن ذلك لخيرنا وأن منع الله رحمة وعطاءه لنا كان نعمة حيث لا استحقاق لنا فى الأخذ على الإطلاق.
8-توقيتات الله صحيحة:قد نكف عن الصلاة وقد نمل من طول وقت الانتظار وقد ننسى أننا صلينا لكن صلواتنا تُحفر فى سجلات السماء وفى الوقت المعيم ستُستجاب مثلما حدث عندما أتى الملاك لزكريا بعد سنوات من صلواته لكى يقول له:
طلبتك قد سمعت(لو13:1) ليتنا نخزن عند الله صلواتنا وهى لا تضيع فلنا الوعد:"أنا الرب فى وقته أسرع به"(إش22:60).
9-كل أموره لا يجاوب عنها:هناك البعض يستريح على كلمات الرب لبطرس"لست تفهم أنت الآن ما أنا أصنع لكنك ستفهم فيما بعد"
(يو7:13) وهذا قد يعمله الرب معنا لكن ليس فى كل المرات فهناك أمور ليس مُلزماُ أن يُعطى تقريراً عنها:لماذا تخاصمه لأن كل أموره لا يجاوب عنها"(أى13:33) وهناك علامات استفهام فى حياتنا لن نجد لها إجابة سوى فى السماء ولن نفهم هنا كل حكمة الله العميقة
(مز6:36) وعندما يكون لنا المعرفة الكاملة وذات حُكمة على الأمور سنشهد مع مَن قال:
لم يعمل شيئاً ليس فى محله.
ليتنا ننجح فى درس انتظار الرب فلا نشك فى حكمته ولا صلاحه.

إذا استجبتَ مُسرعاً..أو إن أردتَ الانتظار
فى كل حال أشكرُ..فأنت صاحبُ القرار