"عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا."
(يعقوب 3:1)
ليس امتحان إيمانكم ليعرف الله إيماننا
حاشا أن نقول أنه يمتحننا لكي يعرف،
بل الله يعرف فهو فاحص القلوب والكلى،
لكن نحن لا نعرف ما هي طبيعة إيماننا
والله بهذا الامتحان يكشف لنا طبيعة ونوعية إيماننا.
هكذا سأل المسيح فيلبس
"مِنْ أين نبتاع خبزًا ليأكل هؤلاء،
وإنما قال هذا ليمتحنه لأنه هو علم ما هو مزمع أن يفعل"
(يو 6: 5-7)
فلقد كان إيمان فيلبس ضعيفًا،
والسيد أراد أن يظهر له هذا الضعف
ليصلح من إيمانه.
فالله يمتحن إيماننا ليظهر ضعفات إيماننا
ويظهر لنا إيماننا المشوه من جهة الله،
وأخطائنا الإيمانية،
ويكشف عن معرفتنا المشوهة من جهة المسيح
فالتجارب لازمة لتظهر نوعية إيماننا.
فهناك من يتصادم مع الله مع أول تجربة،
وهناك من لا يثق في غفران المسيح
ويظل مثقل بالذنوب ومع كل تجربة
يظن أن الله ينتقم منه فيزداد ابتعادًا عن الله.
وماذا أفعل لو اكتشفت ضعف إيماني
أو أن معلوماتي عن الله مشوهة؟
هناك حل واحد...
عليَّ أن أتعلم أن أدخل مخدعي وأصلى
وأدرس كتابي المقدس
وأعطى للروح القدس فرصة ليحكى لي
ويعرفني بمن هو المسيح
"هذا يأخذ مما لي ويخبركم"
(يو 16: 14).
وإصلاح الإيمان في منتهى الأهمية،
فبدون إيمان لا يمكن إرضاؤه
(عب 11: 6).
وهذا سبب آخر للفرح بالتجربة،
أنها ستكشف لي حالة إيماني المريضة
فأذهب لحجرتي لأسمع صوت الروح القدس
الذي يصحح ويشفى إيماني،
ويعطيني ثقة ومحبة لشخص المسيح.
إذًا التجارب التي يسمح بها الله
لابد أنها ستصلح شيئًا ما في داخلي.
لكن لابد من الصبر والقبول
وعدم التذمر حتى تؤتى التجربة بثمارها.
أما التذمر فيعطل عمل الله.
ومعنى ينشئ صبرًا أن التجارب المتلاحقة
مع رؤية يد الله القدير تجعل الإيمان يزداد.
وهذا ما حدث مع داود،
فلقد كانت له خبرات سابقة مع أسد ودب قتلهم،
وهذا أعطاه إيمان قوى وقف به أمام جلياط.
لذلك فالتجارب المتلاحقة مع الشكر
وعدم التذمر تزيد الإيمان.
والإيمان يولد صغيرًا وينمو،
لذلك قال التلاميذ للسيد
"زد إيماننا"
(لو 17: 5)
وإيمان أهل تسالونيكي كان ينمو (2 تس 1: 3)
وبولس الرسول يقول أن الإيمان ينمو بالشكر وعدم التذمر
(كو 2: 7)
ومع التجارب تزداد التعزيات
التي يعطيها الله كمسكن للآلام
حتى نحتمل التجربة ومع زيادة الإيمان
ومع التعزيات ينشأ الصبر.
فالصبر ليس صبر الخضوع والاستسلام
وليس هو شجاعة بشرية
ولكنه توقع بثقة في تدخل الله،
كما عمل معنا مرات كثيرة سابقًا،
هو عطية إلهية نتيجة إيمان ينميه الله وتعزيات يعطيها الله
(2 كو 1: 5).
ولذلك تعلمنا الكنيسة الشكر في كل حين
وعلى كل حال.
ولكن الصبر حقًا هو عطية من الله
ولكن الجهاد البشرى المطلوب
هو الشكر مع عدم التذمر حتى نحصل على هذه العطية.