رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرغبة الخاطئة يحذرنا الكتاب المقدس من الرغبة الخاطئة فيما لا حقَّ لنا فيه، فتقول الوصية العاشرة: «لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ ٱمْرَأَةَ قَرِيبِكَ وَلاَ عَبْدَهُ وَلاَ أَمَتَهُ وَلاَ ثَوْرَهُ وَلاَ حِمَارَهُ وَلاَ شَيْئاً مِمَّا لِقَرِيبِكَ» (خروج 20: 17) وقال السيد المسيح: «ٱنْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ ٱلطَّمَعِ» (لوقا 12: 15). ويقول إمام الحكماء سليمان: «فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ ٱحْفَظْ قَلْبَكَ لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ ٱلْحَيَاةِ» (أمثال 4: 23). وفي هذا تحذير كافٍ للإنسان منّا من أن يشتهي ما يملكه غيره. أيها القارئ، احذر كل ما لا يريده اللّه لك، ولا تقبل بأقل مما يريده لك. لقد أخطأ الملك أخآب كثيراً في أنه اشتهى أن يأخذ حقل نابوت. ابتدأ ذلك الفكر الخاطئ عنده بفكر مسيطر لم يستطع أن يتحكَّم فيه. كانت مملكته كبيرة وقصره متَّسع الأرجاء - لكنه اشتهى حقلاً - حتى زوجته إيزابل رأت حقارة ما طلب، ونحن نعلم أن كل شخص بعيد عن اللّه لا يمكن أن يشبع من ممتلكات العالم. إن كل ما في الأرض يشبه الماء المالح، كلما شرب الإنسان منه طلب المزيد. كانت رغبة الملك أخآب صغيرة، ولكنها أثَّرت في حياته تأثيراً عظيماً، حتى رأى أنه لا معنى لحياته بغير حقل نابوت. ورغم صِغر ذلك الحقل، إلا أنه استولى على أفكاره حتى لم يبْقَ له شيء آخر يفكّر فيه. عندما يقرّب الإنسان منا قطعة عملة فضية صغيرة من عينه فإنها تحجب نور الشمس عنه. وعندما يشتهي الإنسان منا شهوة شريرة فإنها تحجب عنه نور اللّه. فلنحذر من الشهوة الخاطئة، لقد كان ذلك الحقل قريباً من قصر الملك وما أصعب الشهوة وهي قريبة. لو أن الملك أخآب غيَّر مكان غرفة نومه في اتجاه بعيد عن حقل نابوت - لو أنه حتى باع قصره كله، لَحَفِظَ نفسه من خطية الشهوة. في عالمنا أشياء كثيرة تقرّب الشهوة إلينا، من وسائل الإِعلام التي تبثُّ لنا شهوات الجسد، ومن الأصحاب الفاسدين الذين يضلّلوننا عن الطريق القويم، ومن مبادئ العالم الغريبة عن المبادئ الإِلهية. هذه كلها تقرِّب الشهوة إلينا، لكن هذه الشهوة الصغيرة القريبة كانت عظيمة التأثير فحكمت فكر الملك أخآب وضيّعته تماماً. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من الرغبة بأن أُفهم |
تحفزه الرغبة |
هي الرغبة في التسامح |
الرغبة في نسيانها |
الرغبة |