رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَيْلٌ لِلْمُفْتَكِرِينَ بِالْبُطْلِ، وَالصَّانِعِينَ الشَّرَّ عَلَى مَضَاجِعِهِمْ. فِي نُورِ الصَّبَاحِ يَفْعَلُونَهُ، لأَنَّهُ فِي قُدْرَةِ يَدِهِمْ. [1] ينطق بالويل على الذين يسهرون بالليل يخططون لاغتصاب ما هو للغير في أنانية، وإذ يحل الصباح ينفِّذون ما قد خططوه، لأنهم أصحاب سلطة. كل ما يشغل أفكارهم وقلوبهم هو اشتهاء ما هو للغير، مبررين لأنفسهم ذلك بطريق أو آخر. كأن يحسب الإنسان أنه أكثر قدرة على تدبير الحقل وإدارته أو أن صاحب الحقل عاجز عن تسديد الدين الذي تراكمت فوائده عليه فتضخم. فبمهارة فائقة يتآمرون كيف يتممون شهوة قلوبهم. إن كان الظلم والاغتصاب والطمع خطايا خطيرة، فإنها تكون أكثر خطورة حين يتفرغ الإنسان لتدبير ذلك مستخدمًا مكره وخداعه وإمكانياته وسلطانه! يظن أنه ليس من حق أحدٍ أن يحاسبه. مما يحزن القلب أن الأشرار الظالمين يكرسون الليل للتخطيط في الشر ويبكرون مع نور الصباح ليحققوا ما قد دبروه. بينما لا ننشغل نحن بالليل في الصلاة والتأمل في كلمة الله، ونبكر للعمل لحساب ملكوت الله. لذا ينصحنا الحكيم: "كل ما تجده بيدك لتفعله فأفعله بقوتك، لأنه ليس من عملٍ ولا اختراعٍ ولا معرفة ولا حكمة في الهاوية التي أنت ذاهب إليها" (جا 9: 10). ما يفكر فيه الإنسان حين يستلقي للراحة الجسدية يكشف عما في قلبه وفكره ونيَّاته. فالإنسان الروحي حين يستلقي ترتفع نفسه للتأمل في الإلهيات المبهجة، والشرير تنغمس نفسه في الشرور التي تأسره وتستعبده. هذا وكما أن الليل يكشف لنا عما نحن عليه في النهار، فإن ما نفكر فيه بالليل يؤدي إلى عمله في النهار، إن آجلًا أو عاجلًا. قداسة حياتنا في النهار تقدم لنا أفكارًا مقدسة وأحلامًا لائقة بأبناء الله ليلا؟ً، وقداسة أحلام يقظتنا تدفعنا بالأكثر نحو النمو الروحي في الرب. |
|