منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 10 - 2021, 04:20 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

القديس يوحنا وحزمه معهم





حزمه معهم:


كشف لنا القديس يوحنا عن مفهوم أبوة الكارز الراعي، أنها ليست ترفقًا أو حنانًا بلا هدف، إنما هو اختفاء في "روح الفادي" الذي يسعى بحبه وترفقه لخلاص البشرية يحبهم لكن في غير رخاوة، ويترفق بهم في غير تساهل، يهبهم رجاءًا في غير استهتار، يعلن الحق ويظهر الباطل ويسحقه.

فالأب الكارز إنما يسلك بروح الرب في حزم ينبع عن حب حقيقي لتمكين أولاده من التمتع بربنا يسوع المسيح،في حزمه لا يغضب عليهم بل من أجلهم، يثور ضد الخطية دون أن يخرج عن وداعته وحلمه.

هذا هو مفهوم الأبوة الحانية التي تفتح قلب الأب بكماله لكي يرعى فيه أولاده لكنه عند الضرورة يحزم ويؤدب!

لقد طالبنا القديس بالاعتدال في كل أعمال الرعاية(84)، معلنًا أن اللين الزائد المستمر أو التساهل من أجل إرضاء الرعية يفسد خلاص الراعي ورعيته. فمن أقواله(85): "الاهتمام الخاطئ في استرضاء الغير فحسب إنما هو خيانة ضد خلاص الرعي وخلاصهم".

فهو يلوم الكارز الذي من أجل إرضاء أولاده - يتوقف عن الانتهار والتأديب محتجًا بأنه يصلي عنهم إذ يقول(86):

"اترك صلواتك وانتهره، فأنك تصلح من أمره وأنت أيضًا تنتفع. هكذا نحن نسند الكل لكي يخلصوا ويبلغوا ملكوت السموات بنعمة ومحبة ربنا يسوع المسيح...".

ويحدث أولاده الروحيين قائلا(87): "إني أفضل أن أكون في أعينكم إنسانًا متكبرًا لا يمكن التفاهم معه عن أن أترككم تفعلون ما لا يرضي الله".

"هذا الأمر (التأديب) نصيحة لا حكم، دواء لا قصاص، تقويم لا تعذيب... علاج روحي لشفاء الخطاة وحفظهم من السقوط في خطايا جديدة(88)".

أما عن وسائل التأديب فأنه يستخدم التوبيخ والانتهار حتى يبلغ إلى الطرد من الكنيسة أيضًا.

فعن التوبيخ يقول(89): "أني ملتزم بوعظكم، وعلى وجه الخصوص استخدم التوبيخ معكم. فكما تذيب النار الشمع هكذا يلين الخوف من العقوبات قلوب الخطاة، ويحرق خطاياكم بتوبتكم، ويغني عقولكم، ويزيد دالتكم وجهادكم".

أما عن الطرد فقد ظهر بوضوح في موقفه مع الإمبراطورة أفدوكسيا حين أصرت على خطيتها، فأغلق باب الكنيسة في وجهها، ليس انتقامًا منها بل ترفقًا بها لأجل توبتها وخلاصها. هذا الهدف أعلنه بكل وضوح عندما تحدث عن رغبته في طرد بعض الأخوة، إذ قال(90):

"كنت أتمنى أن أرى الذين تركونا ومضوا إلى المشاهد واللعب الخارج عن الشريعة وقد عادوا اليوم إلينا، حتى أطردهم خارج باب الكنيسة، لا ليلبثوا خارجًا إلى الأبد، بل لكي يتقدموا ويرجعوا تائبين،... ذلك مثل الآباء، متى أذنب أولادهم، يطرحونهم خارج المنزل ويحرمونهم من الخبز، لكن ليس على الدوام، إنما لكي يتقدموا ويصيروا إلى حال أفضل، فيعودون بمجد وكرامة إلى ميراث أبدي.

هكذا أيضًا يفعل الرعاة بأغنامهم الجرباء، إذ يفرزونها عن بقية الأغنام السليمة كي لا تعديها بمرضها. فإذا ما شفيت الأغنام المريضة بعد التجربة والاختيار تعود إلى الأغنام الصحيحة".


رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تواضع الخادم مع المخدومين وحزمه معهم
القديس يوحنا التبايسي * (القديس يوحنا الأسيوطي | يوحنا الرائي "الثاني")
حز 37: 26 واقطع معهم عهد سلام فيكون معهم عهدا مؤبدا
حزقيال 37 :26و اقطع معهم عهد سلام فيكون معهم عهدا مؤبدا
القديس انجيلوس الانطونى وعلاقته بالقديسين وحياته معهم


الساعة الآن 10:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024