رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
زوادة اليوم: زهرة بثلاثة أنفس كان إحتفال مُهيب يوم فرح إبن أحد الأمراء الفرنسيِّين على "ماريان" إبنة الكونت فيليب. و فضَّل العروسان بعد خروجهما من الكنيسة أن يسير الموكب على الأقدام حيث أنَّه وقت الربيع و الزهور الجميلة تملأ الشوارع. و في غمرة سعادة العروسين ، لمحت "ماريان" موكب آخر يسير في الإتِّجاه المضاد .... . شاب يبدو عليه إمارات الفقر و البؤس و الحزن .. .. يبكي بحرقة و هو يسير وراء نعش لا يوجد عليه زهرة واحدة حسب عادات أهل البلدة ..... و أراد مُنظِّمي موكب العروسين أن يرجع موكب الجنازة و يفسح الطريق للعروسين .. .. فإذا "ماريان" تلمح عَينَي الرجل الحزين و الدموع تنهمر بحرقة منهما .... . فما كان منها إلَّا أن خلعت زهرة جميلة من إكليلها الباهظ الثمن و وضعته بلطف على النعش .... و أمرت الموكب أن يفسح الطريق للموكب الحزين حتَّى يصل إلى الكنيسة. فتأثَّر الرجل و إنخرط في البكاء .... و بعد مرور عشرين عاماً ، إندلعت الثورة الفرنسيَّة .... و بدأ الحاكم الجديد ينتقم من الأمراء و النبلاء . ... وأصدر أمراً بإبادة ذوي المكانة من النبلاء .. .. و أراد أن يتشفى بمنظرهم ... . لذلك جلس على منصَّة كبيرة و كان يقف أمامه كلِّ من كان تهمته أنَّه ينتمي لهذه الطبقة الغنيَّة. وقف أمامه شاب و أخته و أمَّهما ... و كان الشاب ثائراً و حاول أن يدافع عن أهله لأنَّه لا يوجد عليهم أيّ تهمة. و لكن الحاكم أمر بإعدام الثلاثة في الساعة التاسعة مساءاً .... فإقتادهم الحارس للسجن ... و في الثامنة مساءاً ، ذهب ليقتادهم للإعدام، ولكنَّه سلَّم السيِّدة خطاباً و طلب منها ألَّا تفتحه إلَّا بعد الساعة التاسعة. فإندهشت السيِّدة جدًّا فهذا هو موعد تنفيذ الحكم. و لكنَّه سار بهم إلى طريق يصل إلى مركب تبحر إلى إنجلترا و أركبهم المركب دون أن ينطق بكلمة، و أمر البحَّار أن يُبحِر وسط ذهولهم. و كانت الساعة قد وصلت التاسعة، ففتحت السيِّدة الخطاب و هي لا تفهم شيئاً فوجدت مكتوب فيه : "منذ عشرين سنة , في يوم زواجكِ وضعتِ زهرة جميلة من إكليلكِ على نعش شقيقتي الوحيدة و لا يمكنني أن أنسى هذه الزهرة ما حييتُ ، لذلك أنقذتكِ من الموت ، أنتِ و إبنكِ و ابنتكِ فهذا دينٌ عليَّ". زهرة أنقذت ثلاث أنفس من الموت !!! حقًّا يا عزيزي إن كان هذا الرجل لم ينسَ عمل محبَّة صغير تمَّ منذُ عشرين سنة و قدَّم لمن عمِلت معهُ هذا العمل مكافأة أعظم بكثير, فهل ينسى الله ما تقدِّمه لأجله من تضحية و خدمة و صوم و حمل الصليب؟ أفلا يكافئك عنها !؟ إنَّ كلمة مُشجِّعة تقولها لإنسان بائس، إبتسامة لإنسان حزين، عطيَْة صغيرة لإنسان محتاج، تترك أعظم الأثر في هذه النفوس. فإن نسيت الأم رضيعها فهو لا ينسانا أبداً لانَّه نقشنا على كفِّه ونحن في حدقة عينه. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
زوادة اليوم: 2024/4/22 |
زوادة اليوم: كلّ شي إلو وقت 2024/4/20 |
زوادة اليوم: فكَّرت شعرها زهرة 2024/3/14 |
زوادة اليوم: لا تخف : 9 / 1 / 2024 / |
زهرة أنقذت ثلاث أنفس من الموت أثناء أحداث الثورة الفرنسية |