هذا الايمان الذي يقصده يسوع ليس قوة سحرية يكتسبها الانسان بالتفكير والاجتهاد، إنما هو الايمان بكلمة الله والاِتِّكَالُ على قوته تعالى والعمل بمشيئة القدوسة. هو طاعة كاملة ومتضعة لإرادة الله، واستعداد مطلق لتنفيذ كل ما يدعونا إليه. والتصديق بالله كلي القدرة. فمن لا يعمل بمشيئة الله، لا يعمل بقوة الايمان، وإذا كان المؤمن مع المسيح، والمسيح مع المؤمن، عندئذٍ يعمل المسيح فيه. ومنه يستمدُ المؤمن القوةَ التي تفعلُ أكثرَ مما تقدرُ أن تفعلَ قواه البشرية. وعليه فإن "الإيمان" هو سرّ قوة المؤمن، وبدونه لن ينعم المؤمن بنعمة المسيح، وبدون هذه النعمة لا يقدر أن يغفر للغير.