رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شروط جسدية تساعد على ضبط الفكر أثناء الصلاة ومن الشروط الجسدية التي تساعدنا على ضبط الفكر في الصلاة والتركيز أثناء الوقوف أمام الله والتي تجعلنا نصلي صلاة قوية مملوءة بالبركة والتعزية الإلهية ما يلي: 1- تهيئة الجو الصالح للصلاة:خصص غرفة للصلاة. ضع أيقونة الصلب على الحائط الشرقي لمخدعك، تنظر إليها بين الحين والآخر أثناء صلاتك لتتأمل مرة في المسامير ومرة في الدم النازف من الجراحات الملتهبة ومرة في تعليقه على الصليب عرياناً من أجل أن يكسوك بثوب النعمة.. وهكذا. فهذا العمل كفيل بجمع العقل والتهاب القلب بالحب الإلهي المعلن على الصليب. ضع على يمين الأيقونة السابقة أيقونة للسيدة العذراء القديسة مريم، تنظر إليها عندما تخاطب السيدة العذراء بالقطع الخاصة بها في الأدبية وعندما تطلب شفاعتها المقبولة في صلاتك الارتجالية. 2- التمهيد للصلاة: فترة التمهيد للصلاة نافعة لجعل الصلاة مركزة والعقل مجموع واع لكلمات الصلاة. فيحتاج المصلي عادة إلى فترة إعداد قبل بدء الصلاة يعد فيها ذاته لجو الصلاة لأن جو الصلاة جو روحاني وعالم آخر يختلف تماماً عن جونا العالمي وعالمنا المادي. "وفترة الإعداد لازمة سواء في الصباح حيث تكون الروح ما زالت ثقيلة من أثر النوم وبسبب التفكير في اهتمامات اليوم الجديد، أو نهاية اليوم بسبب مشغوليات اليوم نفسه". يقول مار اسحق "قبل أن ترغب إليه (إلى الله) مصلياً استعد بما يجب". اهدأ مع نفسك ولو قليلاً قبل بدء الصلاة حتى تُهيّء ذاتك لجو الصلاة وتحرك عواطفك ومشاعرك نحوها. لا يليق أن تنتقل من الأشياء التي كنت منهمكاً فيها إلى الصلاة مباشرة لأنك إن فعلت ذلك فلن تتلذذ بالصلاة، وسوف يكون فكرك مشتتاً. قال القديس يوحنا كاسيان نقلاً عن الأب إسحق "مهما تكن الأشياء التي كان عقلنا يفكر فيها قبيل ساعة الصلاة ستعاودنا بالضرورة أثناء الصلاة عن طريق دوام نشاط الذاكرة، لذا فإن الحال التي نود أن نكون عليها أثناء الصلاة علينا أن نعد أنفسنا لها قبل وقت الصلاة، فالعقل في حال الصلاة يتشكل بحاله السابقة". فترة الإعداد هذه حاول أن ترفع فيها حرارتك الروحية وأشواقك القلبية إلى الله وذلك إما بقراءة فصل أو حتى عدة آيات من الكتاب المقدس للتعزية والتأمل الشخصي لا للدراسة والتفسير أو بقراءة جزء من كتاب روحي عن الصلاة، وإما بترتيل لحن أو ترتيلة خصوصاً الألحان والتراتيل التي تميل إلى ناحية الحزن والتوبة، وإما برفع العقل في تأمل خاص كمحبة الله وعنايته بك أنت خاصة ثم محبته لجنس البشر عامة أو التأمل في خطاياك وتعدياتك وكم أهنت الله ومازلت. ثم ضع في نفسك انك ستقف في حضرة الله وأنَّ الله يراك ويسمعك، قال الآب نستاريون "احرص كل يوم على أن تقف أمام الله بلا خطية. هكذا صلَّ إليه كأنك مشاهد له، لأنه بالحقيقة حاضر". 3- يجب ملاحظة أن يكون الجسد في كامل قوته ونشاطه لئلا يخوننا عند الوقوف في الصلاة وتعيينا الحيلة في ترويضه وغصبه على الوقوف بانتباه في الصلاة. إذا وقفت للصلاة قف منتصباً بانتباه مثلما يفعل الجندي حينما يتكلم مع قائده، يقول يوحنا الدرجي عن أحد الآباء أنَّه كان عنده عادة أن يستجمع أفكاره عند بدء الصلاة منادياً هيا بنا لنعبر، هلمي إلينا لنسجد أمام المسيح إلهنا. حتى الآن تعلمنا الكنيسة ذلك التدريب ذاته ففي بدء صلاة باكر يستدعي المصلي أفكاره وحواسه ويستنهضها قائلاً: هلم نسجد هلم نسأل المسيح إلهنا، هلم نسجد هلم نطلب من المسيح ملكنا، هلم نسجد هلم نتضرع إلى المسيح مخلصنا.. إلخ". لا تستند على الحائط خلفا أو بجانبك أثناء وقوفك للصلاة لأنه هذا كفيل أن يجعل الجسم يسترخى قليلا والعقل يطيش عن معاني الصلاة. 4 - أرفع يديك على قدر استطاعتك أثناء الصلاة خصوصًا عند الآيات التي تذكر رفع اليدين أو العينين مثل باسمك أرفع يدي فتمتلئ نفسي كما من شحم ودسم"مز 24:63 في صلاة باكر"أرفعوا أيديكم في الليالي إلى القدس وباركوا الرب"مز 2:134 في صلاه النوم" "لتستقيم صلاتي كالبخور قدامك ليكن رفع يدي كذبيحة مسائية "مز 2:140" في صلاه النوم "أرفع يدي إلى وصاياك التي أحببتها جدا وأناجى بفرائضك (مز 48:119 صلاة نصف الليل) وهكذا لأن رفع اليدين أثناء الصلاة كفيل بجمع العقل". ذكر عن موسى النبي حينما كان يصلى على الجبل رافعا كلتا يديه "وكان إذا رفع موسى يده أن الشعب يغلب وإذا خفض يده أن عماليق يغلب، فلما صارتا يدا موسى ثقيلتين أخذا هاون وحور حجرًا ووضعاه تحته فجلس عليه ودعم هاون وحور يديه الواحد من هنا والآخر من هناك فكانت يداه ثابتتين (في حالة ارتفاع) إلى غروب الشمس فهزم يشوع عماليق وقومه بحد السيف" (خر 17:11-13). 5 - يستحسن أن يكون في يدك اليمنى أثناء الصلاة صليب تقبله بحرارة كلما جاء في المزمور ذكر الشكر لله على بركاته علينا، هذا العمل كفيل بجمع العقل وتركيزه في الصلاة. 6 - أقرع صدرك بانسحاق عند ذكر الخطيئة وتقديم التوبة وطلب الرحمة بمثل عبارات: ارحمني يا الله فإني أخطأت إليك وارحمني يا الله ثم ارحمني أو خطيئتي أمامي في كل حين..إلخ. فقرع الصدر يساعد على انسحاق القلب وجمع العقل. 7 - كرر بعض العبارات التي تستريح لها نفسك وتناسب حالتك أثناء الصلاة،وبينما أنت تصلى المزمور أو القطعة إلى وصلت إلى عبارة قوية ومناسبة لحالتك وقتئذ كررها عدة مرات وتفاعل معها ثم أعد المزمور أو القطعة التي تصليها فهذا كفيل برفع العقل وتوليد الحرارة والشوق في القلب. 8 - ردد الاسم الحلو الذي لربنا يسوع المسيح أثناء صلاة المزامير فكلما قابلتك في المزمور كلمه "يا رب" أو"الرب" انطق بعدها عبارة "يسوع المسيح" وحاول أن ترفع قلبك إليه فلهذا كفيل بضبط الفكر وعدم الطياشة في الصلاة. 9 - السجود والقيام كثيرا في الصلاة يجمع العقل ويحفظه من السرحان فياليتك كلما يأتي ذكر اسم المسيح أو ذكر التمجيد لله، "الذكصا" أو ذكر السجود له، أو التقديس لأسمه المبارك العظيم ترشم ذاتك بعلامة الصليب وتسجد إلى الأرض ثم تقوم وتكمل صلاتك، أو على الأقل تنحني انحناءة كبيرة مع رشم ذاتك بعلامة الصليب فمثل هذه الأمور هامة جدا لجمع العقل. 10- وإذا تعبت من الوقوف وأردت أن تكمل صلاتك راكعًا، إياك أن تسند رأسك أو يديك على الحائط أو مقعد أو أي شيء يكون بأمامك أو بجانبك، فهذا كفيل بأن يجعل الجسد يسترخى ويطيش عن الصلاة. 11- إذا سجدت على الأرض أثناء الصلاة لا تطيل السجود كثيرا لئلا تسترخي وتأخذك ولو سنه من النوم أو الراحة فتطيش عن الصلاة، بل بعد سجودك قم بسرعة وانتصب للصلاة في حرارة وشوق، واعلم أنك تسجد بقصد العبادة لا بقصد الراحة والاسترخاء. 12- اقرأ بعض التفاسير والتأملات الخاصة بالمزامير والأناجيل التي تصليها حتى تفهم الآيات الغامضة والمواقف الخاصة التي قيل فيها كل مزمور أو إنجيل، فإن هذا يساعدك على الصلاة بالمزامير ويحبب تلاوتها إلى نفسك، ويا حبذا لو أمكنك أن تكتب بعض التأملات أو معاني بعض الكلمات في هوامش الأجبية الخاصة بك حتى تساعدك على الفهم وتفتح أمامك باب التأمل على مصراعيه عند تلاوة المزمور أو الإنجيل. 13- لا تسرع كثيرًا في تلاوة المزامير فالسرعة تجعلك تتلعثم في نطق بعض الكلمات والآيات فتفقد الصلاة لذتها وروحانيتها، فتصبح الصلاة في مقام القانون الجاف المفروض فرضا على النفس أو تجعلها مثل التعويذة التي ينطق بها الحاوي أو الساحر دون أن يفهم معانيها أو يتأمل في كلماتها وحاشا للصلاة أن تكون شيئا من هذا أو ذاك. 14 - لا تطيل الصلاة أكثر من اللازم، ينصح الآباء أن تكثر عدد مرات الصلاة وتقلل من مدتها لأن هذا أحسن من أن تصلى مرات قليلة وتطيل في كل مرة مما يؤدى إلى إرهاق الجسم والعقل وبالتالي إلى الطياشة والسرحان. هذه النصيحة تشابه تماما نصيحة الأطباء بأن يأكل الإنسان عدة مرات في اليوم على أن يأكل في كل مرة وجبة خفيفة حتى تستطيع المعدة هضمها بدلًا من أن يأكل مرة واحدة في اليوم مثلا ويأكل وجبة ثقيلة جدا ترهق المعدة وتربكها. ونصيحة الآباء أن تصلى عدة مرات في اليوم وفي كل مره لا تطيل في الصلاة كثيرًا، أتت من معرفتهم بطبيعة الإنسان، فيعرفون أن أي إنسان لا يستطيع أن يركز في عمل واحد مدة طويلة، وإن أطال في هذا العمل أو هذه الممارسة خصوصًا إذا كانت ذهنية مثل الصلاة - متجاهلا طبيعته ومقدرته "يتأكسد" العقل ويتشتت التفكير ولا يعود إلى تركيزه مهما حاولنا ذلك إلا بعد فترة راحة أو تغيير الممارسة، كذلك إذا تعب الجسم من طول الوقوف يبدأ يتململ ويتضجر ويحاول أن يستند على الحائط مما يفقد الصلاة حرارتها وروحانيتها. الصلوات القصيرة المتكررة تحفظنا من الطياشة وتجعلنا في حالة التصاق دائم بالله وهذيه مستمر في كلامه ووصاياه. ويتوقف غالبا طول الصلاة أو قصرها على القامة الروحية فيمكن للإنسان أن يتدرج في طول مدة الصلاة والوجود في حضرة الله ورويداً رويداً بحسب قامته الروحية عامة واهتمامه بالصلاة خاصة. 15- عند صلاة كيريى ليصون 41 مرة في نهاية الصلاة لكل ساعة من سواعي الأجبية حاول أن تتذكر الجلدات التسعة والثلاثين التي ألهبت ظهر المسيح من أجلك وتتذكر إكليل الشوك الذي وضعوه على رأسه باستهزاء ثم الطعنة النجلاء في جنبه الإلهي، هذه الآلام التي ترمز إليها صلاة كيريى ليصون 41 مرة، كرر صلاة كيريى ليصون ولسان حالك يقول يا من جلدت من أجلى ارحمني ومرة يا من كللت بالشوك من أجلى ارحمني ومرة يا من طعنت بالحربة من أجلى إرحمنى، وهكذا تحاول بتوبتك وطلبك الرحمة بلجاجة أن تخفف آلام المسيح المبرحة التي عاناها من أجل خلاصك. 16- اذكر دائمًا أن الصلاة القوية التي تؤدى بلجاجة وبأفكار مجموعة مشاعر وحواس مرتفعه وملتهبة تنال عطف السماء ورضا الله ويأخذ صاحبها قوة ومعونة ومؤازرة إلهية تستند في جهاده، فدانيال النبي حينما كان يصلى بلجاجة أرسل له الله رئيس الملائكة ميخائيل ليعينه ضد الشيطان الذي وقف مقابله يحاربه، ولكن يخبره باستجابة طلبة وقبول صلاته" (د1:1)" والرب يسوع المسيح حينما كان يصلى بلجاجة وعرقه يتساقط مثل قطرات دم سمع الآب صلاته وظهر له ملاك يقويه" (لو22: 43، 44)". 17- لا تنسى الصلاة الارتجالية في نهاية الصلاة بالمزامير بكلماتك الخاصة وأشواقك وشكرك وتسبحيك وتعرض أما الله متاعبك وآلامك وتبثه شكواك. 18- بعد انتهاء الصلاة إن كان لديك وقت واستطعت أن تجلس قليلًا صامتًا: لكي تستريح من عناء الجهاد في الصلاة ولكي تتشبع في حياتنا شبه طبقة جديدة من مسحة السلام والروحانية وإن كنا لا نعى ذلك في أغلب الأحيان. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
شروط الصلاة المقبولة |
شروط الصلاة المقبولة 1 |
شروط الصلاة المقبولة 2 |
الصلاة المقبولة | شروط الصلاة المقبولة |
شروط الصلاة المقبولة |