رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
النبي إيليا أول رجال الفضاء
الاب اميل اده كما في الليل البهيم تشع النجوم، هكذا في وسط المجتمع اليهودي والوثني المنحط لمعت شخصية دينية رفيعة المستوى في القرن التاسع قبل الميلاد في فلسطين. انه النبي ايليا او مار الياس الحي، وفق التعبير الشعبي اشتهر ايليا النبي بالتنسك والتقشف الصارم والتعبد الخاضع لمشيئة الله الخضوع المطلق، وبالغيرة النارية على "مصالح الله"، وبالجرأة الصارمة حتى القسوة على الاعداء والانتقام وسفك الدماء وذبح كهنة البعل. عاش في عهد آحاب ملك اسرائيل. وكان في صراع دائم معه ومع الملكة ايزابيل العنيدة، المستبدة، ابنة ايتوبعال ملك صور وصيدا. منذ زواجها وانتقالها الى قصر آحاب ملك اسرائيل (874 - 853) نقلت الاميرة معها الى فلسطين عبادتها والاصنام. المتعبدون للاله الواحد كانوا يطاردون ويضطهدون، بينما توطد الملكة ايزابيل عبادة الالهة الغريبة في قلب العاصمة اورشليم. وبعدما شهرته غيرته النارية على عبادة الاله الواحد، احيا ايليا حركة تجدد ديني روحي في الاراضي المقدسة. ولكي يحافظ على نشاطه وقواه وهو الناسك المتقشف فيستطيع مجابهة الملك آحاب والملكة العاتية المتجبرة، ارسل الله له غرابا يأتيه يوميا، صباحا ومساء بخبز ولحم. نبوءة مار الياس الاولى قوامها اعلان رسمي امام الملك آحاب بالجفاف الشامل في بلاده قصاصا وتحذيرا بسبب عبادته للأوثان. ثم اختفى النبي في مسقطه، شرق الاردن، هربا من غضب آحاب. وانتقل الى منسك في صرفت صيدون: حيث كانت امرأة ارملة تقدم له الغذاء. قامت تلك الارملة بواجب الضيافة على اكمل وجه فتحققت لمنفعتها نبوءة له شهيرة: "جردة الدقيق لم تفرغ وقارورة الزيت لم تنقص في بيتها" 3 ملوك، ف 17). وعندما جفت ارض المملكة وبكى الشعب كثيرا متضرعا الى الله طالبا العون والمدد، ودفن عدد كبير من الاموات جوعا وعطشا، قال الله للنبي، في السنة الثالثة للجفاف: "امض وأر نفسك لآحاب فآتي بمطر على وجه الارض"، فمضى ايليا ليري نفسه لآحاب (3 مل، 18/1-2). وعند اللقاء بادر آحاب النبي قائلا: "أأنت ايليا معكر صفو اسرائيل؟" فقال له: "لم اعكر صفو اسرائيل انا، بل انت وبيت ابيك بترككم وصايا الرب وسيركم وراء البعل. والآن ارسل واجمع اسرائيل كله الى جبل الكرمل، وانبياء البعل الاربع مئة والخمسين، وانبياء عشتروت الاربع مئة الذين يأكلون على مائدة ايزابيل". قبِلَ آحاب التحدي وهو يفكر: "ماذا يستطيع هذا المتشرد ضد شعبنا وبعال وعشتروت وانبيائهم؟". دعا آحاب الشعب الى لقاء مع ايليا، على جبل الكرمل. فبادر ايليا المجتمعين هناك قائلا: "ان كان الرب هو الاله فاتبعوه، وان كان البعل اياه فاتبعوه". فلم يجبه الشعب بكلمة. فأكمل قائلا: "انا الآن وحدي بقيت نبيا للرب، وهؤلاء انبياء البعل اربع مئة وخسمون رجلا. فليؤتَ لنا بثورين، فيختاروا لهم ثورا، ثم يعطعوه ويجعلوه على الحطب ولا يضعوا نارا، وانا اعد الثور الآخر واجعله على الحطب ولا اضع نارا. ثم تدعون انتم باسم آلهتكم وانا ادعو باسم الرب، والاله الذي يجيب بنار فهو الاله" (3 مل 18/22-24). لا يقتصر الامر اذا على معرفة اي من الرب الاله او من البعل هو الاقدر، بل اي منهما هو الله على الاطلاق. لم يترك ايليا اي مجال للشك في ان الايمان بالاله الواحد هو رهان هذا التحدي. هيأ انبياء البعل وعشتروت المذبح والذبيحة ودعوا باسم البعل من الصبح الى الظهر وهم ينادون ثم يصرخون "ايها البعل اجبنا" فلم يكن من مجيب ولا مصغ. وكان ايليا يسخر منهم ومن الههم... بعد فشل انبياء البعل، رمم ايليا المذبح، وضع عليه الذبيحة وصب فوقها ماء ودعى باسم الرب قائلا: "استجبني يا رب، استجبني، ليعلم هذا الشعب انك ايها الرب انت الاله...". فهبطت نار "واكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب، حتى لحست الماء الذي كان في القناة". فصرخ الشعب: "الرب هو الاله، الرب هو الاله". فقال لهم ايليا: "اقبضوا على انبياء البعل ولا يفلت منهم احد". فقبضوا عليهم، فانزلهم ايليا الى نهر قيشون وذبحهم هناك (3 مل 18/38 ? 40). كانت ابادة الاعداء العادة المتبعة، وفق الاعراف والممارسات البدائية القاسية، في القرن التاسع ق. م. وكانوا يأمرون بإبادة الآلهة الكذبة مع الانبياء في آن. في ذلك المساء، بعد العودة من جبل الكرمل، اسودت السماء بالغيوم وهبت الرياح وهطل مطر غزير. خضع الملك آحاب، على مضض، للأمر الواقع. اما الملكة ايزابيل فلم تخضع. اضطهادها للنبي تجدد بأكثر حدة. واندفاع من جديد كان على ايليا ان يفتش له في الصحراء على مخبأ. فاتجه الى بئر سبع ودخل بعيدا في صحراء مملكة يهوذا. وبعدما جاع وتعب كثيرا نام تحت شجرة. فأرسل الله له ملاكا ايقظه وقال: "قم فكل، فان الطريق بعيدة امامك" الى جبل الله حوريب (سيناء) فنظر فاذا عند رأسه رغيف مخبوز على الجمر وجرة ماء. فأكل ثم اكمل مسيرته. بعد جهاد طويل "خطف ايليا في مركبة خيل نارية". لذا اعتبر اول رجال الفضاء بل شفيعهم ورائدهم. فطن لهذه الظاهرة الاميركيون، وهم يكثرون من قراءة اسفار العهد القديم، فعمل علماؤهم، المنظمون للرحلة الاولى الى القمر، تذكارا للنبي الشهير. برمجوا وصول المركبة الفضائية "ابولو 11" الى القمر، في 20 تموز، اي عيد مار الياس. وهكذا صار تماما، فهبطت المركبة "ابولو 11" على سطح القمر في اليوم المنتظر سنة 1969. وترجل منها نيل ارمسترونغ وادوين الدرين. فكانا أول من داس اديم القمر من الآدميين. وفي 20 تموز 1976 هبطت المركبة الفضائية "فايكينغ 1" على سطح المريخ. وارسلت صورا رائعة الى الارض. السؤال الاهم هو: الى اين انتقل ايليا النبي؟ وهل هو حي، كما يزعم اليهود وبعض المسيحيين؟ وهل سوف يأتي في آخر الازمنة ليعد طريق المسيح الآتي مرة ثانية الى الارض؟ كثيرون يستندون الى سفر ملاخي حيث نقرأ: هاءنذا ارسل اليكم ايليا النبي قبل ان يأتي الرب العظيم الرهيب... (ملا 3/23). هذه العودة المشار اليها هنا ستبقى من اختصاص النظرية اليهودية للأزمنة الاخيرة. اما يسوع فشرح هذا الموضوع بقوله ان ايليا عاد في شخص يوحنا المعمدان: "فجميع الانبياء تنبّأوا... حتى يوحنا. فان شئتم ان تفهموا، فهو ايليا المنتظر رجوعه. من كان له اذنان فليسمع" (مت 11/13 ? 15). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إليشع النبي ينظر إلي إيليا النبي في المركبة النارية |
كيف صعد إيليا النبي |
رداء إيليا أم رب إيليا؟ |
خطة إيليا النبى |
من هو إيليا النبي |