منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 05 - 2012, 10:31 AM
الصورة الرمزية Magdy Monir
 
Magdy Monir
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Magdy Monir غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

مزامير المصاعد






مزمور 123 (مركز التوَجُّه) من مزامير المصاعد


مزمور 123
مركز التوَجُّه





1إِلَيْكَ رَفَعْتُ عَيْنَيَّ يَا سَاكِناً فِي السَّمَاوَاتِ. 2هُوَذَا كَمَا أَنَّ عُيُونَ الْعَبِيدِ نَحْوَ أَيْدِي سَادَتِهِمْ كَمَا أَنَّ عَيْنَيِ الْجَارِيَةِ نَحْوَ يَدِ سَيِّدَتِهَا هَكَذَا عُيُونُنَا نَحْوَ الرَّبِّ إِلَهِنَا حَتَّى يَتَرَأَّفَ عَلَيْنَا. 3ارْحَمْنَا يَا رَبُّ ارْحَمْنَا لأَنَّنَا كَثِيراً مَا امْتَلَأْنَا هَوَاناً. 4كَثِيراً مَا شَبِعَتْ أَنْفُسُنَا مِنْ هُزْءِ الْمُسْتَرِيحِينَ وَإِهَانَةِ الْمُسْتَكْبِرِينَ.


إن الانتقال من مزمور 122 إلى مزمور 123 كالانتقال من الليل إلى النهار. الأول يكسوه الفرح والثانى يمتلئ بصرخات الهوان. وهذا يشير إلى التاريخ الكثير المتقلب للشعب القديم – بل ولكل الشعوب والأفراد – وندرك من خلال هذا المزمور أن توالى الفرحة والصرخة هو أمر طبيعى فى حياة البشر.

مزمور 122 يشير إلى نور الصباح ووقت البهجة، أما مزمور 123 فيظهر فيه انقلاب الحال وتغير الجو وظلام الليل "ارحمنا لأننا كثيراً ما امتلأنا هوانا".
مزمور 122 نشيد ابتهاج "فرحت بالقائلين لى ..." أما مزمور 123 فيعبر عن صرخة هوان وألم ومعاناة.
يبدأ المزمور كمرثاة أو كصرخة فردية (1) . ثم تتحول هذه الصرخة إلى صرخة قومية أو جماعية (2 – 4) . فهل يردد هذا المزمور – كالمزامير السابقة – حيث يرنم القائد العدد الأول ثم تردد المجموعة كلها الأعداد الباقية؟ ربما، وهذا هو تفسيرنا الوحيد للانتقال من ضمير المتكلم المفرد إلى ضمير المتكلم الجمع.
ويتشابه هذا المزمور مع مز 120 فى خلفية الاستهزاء والإهانة وحرب الألسنة الكاذبة من المحيطين بهم (نح 2 : 19 ، 4 : 2 – 4).
ويتشابه مع مز 121 فى رفع العينين إلى الرب، إله المعونة.
ويتشابه مع مز 122 فى الاتكال على الله، إله العدل.
ونستطيع أن نرى فى هذا المزمور ثلاث أفكار رئيسية .. يمكننا أن نضعها فى صورة ثلاثة أسئلة :
1- من هو مركز التوجه ؟ والإجابة هى : الله
2- كيف نقترب إلى هذا المركز ؟ والإجابة هى : روح الانتظار والاتضاع.
3- ماهى المشكلة أو القضية التى تدفعنا للاقتراب من الله؟
والإجابة هى : الوضع المؤلم والحالة السيئة التى نختبرها اليوم.

أولاً : من هو مركز التوجه؟ (1))

إن السائح – مع سائر الحجاج المسافرين معه – بعد أن يرفع عينيه إلى الجبال فى مز121، حيث تأتى معونته من عند الرب صانع السموات والأرض، يضع الآن قضيته وقضية شعبه فى الاتجاه الصحيح وبتحديد واضح .. فهو لا يرفع عينيه فقط إلى الجبال، بل إلى الرب، ففى وسط مشكلات الأيام وآلام الحياة يتجه المرنم إلى الله مباشرة : "إِلَيْكَ رَفَعْتُ عَيْنَيَّ" إليك وحدك .
كم من مرات اتجهت أنظارنا إلى أشخاص أو إلى أشياء أخرى ؟ كم من مرات اتكلنا على البشر ففشلنا ؟ هنا يقول المرنم إنه لا يستمد ثباته ولا أمانه إلا من الله السرمدى الذى لا يتغير، "يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ." ( عب 13 : 8).
ثم يصف المرنم هذا الإله الذى يتكل عليه بالقول " يَا سَاكِناً فِي السَّمَاوَاتِ" . وهذه العبارة تشير إلى إيمان المرنم بسلطان الله المطلق فوق الجميع (مز 2 : 4، 11 : 4، 36 : 5، إش 57 : 15، 66 : 1). فالله الذى يسكن السموات هو الذى يملك التاريخ ويضبط الظروف ويقود الأيام ويضمن المستقبل. إنه صاحب السلطان المطلق فوق الملوك والحكام والشعوب والقضاة، بل "قَلْبُ الْمَلِكِ فِي يَدِ الرَّبِّ كَجَدَاوِلِ مِيَاهٍ حَيْثُمَا شَاءَ يُمِيلُهُ." (أم21 :1).
ثم يقول المرنم عن هذا الإله ما يعبر عن العلاقة الخاصة بين الرب وشعبه، علاقة العهد "هكذا عيوننا نحو الرب إلهنا"، فهو ليس فقط الإله العالي صاحب السلطان المطلق فى كل الأكوان، لكنه أيضاً الإله القريب منا الذي قطع العهد ليكون لنا إلهاً ونكون نحن شعبه وغنم مرعاه.إنه الإله الذي ارتضى أن يرتبط بنا – إنه خالقنا ونحن عمل يديه. إنه أبونا المحب ونحن أولاده. لذلك هو يعرفنا ويعرف ظروفنا، ويكفى أن نرفع عيوننا نحوه، بل هو يعلم ما نحتاج إليه قبل أن نسأله.
تُرى من هو إلهك – عزيزى؟ هل لك هذا الإيمان؟ هل تستطيع أن تضع ثقتك وطموحك وتوقعاتك فيه وحده وليس سواه؟

ثانياً : كيف نقترب من هذا المركز؟ (2)

إن كان إلهنا هكذا، المرتفع صاحب السلطان المطلق، وإله العهد المحب، فكيف يمكن أن نضع أقدارنا بين يديه؟ كيف يمكن أن نلقى رجاءنا عليه؟ كيف نقترب إليه؟
فى العدد الأول يتحدث المرنم عن التوجه الشخصى العام نحو الله.
فى العدد الثانى نجد التركيز والانتباه فى كيفية وروح التوجه إلى الله.
إن المرنم هنا يستعير إحدى الصور التى كانت منتشرة ببلاد الشرق وقت كتابة المزمور. كان العبيد والجوارى يقفون على أهبة الاستعداد لتنفيذ الأمر الذى يصدر من السيد فوراً. كانت وقفتهم تدل على قمة التركيز والانتباه والاستعداد الكامل للطاعة الفورية.
ويقول البعض الآخر من الشّراح والمفسرين إن العبيد والإماء كانوا يظهرون الاهتمام والتركيز لتعلم مهارة معينة من خلال يد السيد التى يحركها لإدارة شؤون البلاط.
لكن فريقاً ثالثاً من الدارسين قال إن العبيد والجوارى يثبتون أنظارهم إلى أيدى السادة طلباً للعون وانتظاراً للرحمة والرأفة . ولعل الموقف هنا في خلفية هذا المزمور يؤكد هذا المعنى الأخير فيقول
" عُيُونُنَا نَحْوَ الرَّبِّ إِلَهِنَا حَتَّى يَتَرَأَّفَ عَلَيْنَا".
والجميل أيضاً الذى نراه فى "روح" هذا الانتظار أنه ليس فقط انتظار العبيد الذين يتوقعون الرحمة والرأفة من السيد، بل أيضاً هو الانتظار الواثق الذى يتجلى فى التأكيد والإلحاح : "3ارْحَمْنَا يَا رَبُّ ارْحَمْنَا ". إن المرنم يطلب طلبته بلجاجة شديدة وكأنه يقول للرب : ننتظر رحمتك وتدخلك وعونك .. ليس فى تركيز وانتباه فقط ، بل فى يقين وتوقع وانتظار، وفى تواضع وانكسار وانسحاق.. فى اتضاع أرتمى عليك وأطلب منك وحدك الرحمة والرأفة. هذه هى الكيفية التى ينبغى أن نتوجه بها إلى الله .

ثالثاً : لماذا نقترب إلى الله؟ ما هى المشكلة؟ (3 –4)

يشخص المرنم المشكلة بقوله: "لأَنَّنَا كَثِيراً مَا امْتَلَأْنَا هَوَاناً. 4كَثِيراً مَا شَبِعَتْ أَنْفُسُنَا مِنْ هُزْءِ الْمُسْتَرِيحِينَ وَإِهَانَةِ الْمُسْتَكْبِرِينَ".
ونلاحظ هنا ثلاثة أشياء:
التكـرار: تكرار المشكلة واستمرارها كثيراً ... كثيراً.
النوعية: الهوان .. الهزء ... الاهانة.
فلقد صَدَرَ الهزء من المستريحين Those at ease الذين قيل عنهم "ويل للمستريحين" (عا 6 : 1) الذين لا يبالون.
وجاءت الإهانة من المستكبرين Arrogant الذين يعيشون فى غطرسة ولامبالاة بالآخرين .. فى طغيان واحتقار للناس بسبب السلطة التى يتمتعون بها أو الطبقة التى ينتمون إليها أو الحقد الذى يملأ صدورهم والذى يخرج ويجد متنفسه فى "الهزء" و"الإهانة". وهناك فارق بين الألم والهوان، فالألم قد يجرح ولكن الهـوان Contempt يمـزق النفـس لهذا يُشَبَّه بـ "جهنم" في (مت 5 : 22)، و"بالازدراء" في (دا 12 : 2).
الدرجة: " امْتَلَأْنَا هَوَاناً... شَبِعَتْ أَنْفُسُنَا". والمرنم يقصد بهذه الكلمات أن نفسه ونفوس شعبه قد: "تشبعت فوق طاقة الاحتمال" من الإهانة والهزء. والمرنم بذلك يظهر اهتمامه بقضية شعبه العامة والمحنة القومية التى يجتاز فيها هذا الشعب...
ثم يترك المرنم النهاية مفتوحة، بلا إجابة...
وأود أن أضع بعض الأفكار التطبيقية الهامة التى يمكن أن نخرج بها من هذا المزمور:
1- إن المرنم مشغول جداً بقضية عامة ومهموم بسبب معاناة شعبه، لـذلك لم يذكر المرنم ظروفه الشخصية قدام الله- مع أن هذا ليس عيباً – بل خرج من ذاته ومن ظروفه لكى يحاجج الله ويكلمه نيابة عن كل الشعب. فهل أنت سجين لظروفك الشخصية؟ إننى أعتقد أن جزءاً من حل مشاكلنا الخاصة هو الانشغال والاهتمام بالقضايا المصيرية الهامة والعامة، لاسيما تلك القضايا التى تختص بالكنيسة العامة فى بلادنا وتلك التى تختص بمشكلات الوطن التى ينبغى أن نساهم بإيجابية – مصلين ومشاركين – فى حَلَّها .
اخرج من رتابة الحياة اليومية إلى الانشغال بالقضايا العامة، ولاتقل إنك لا تملك شيئاً، فأنت ابن لله المتسلط فى مملكة الناس، الساكن فى السموات.
2- المرنم يترك النهاية مفتوحة، بلا إجابة...
تُرى هل استجاب الله لطلبة المرنم أم لم يستجب؟ هذا الأمر غير واضح، فنهاية المزمور لا تخبرنا بشئ عن ذلك.
هل يريد المرنم أن يقول إن الهوان من أجل المسيح شرف وامتياز وينبغى أن نقبله كما قبله المسيح أيضاً؟ المسيح الذى قيل فيه إنه "..الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِيناً بِالْخِزْيِ،.." (عب 12 : 2). هل ينبغى أن نتصرف كالرسل الأوائل الذين "..َذَهَبُوا فَرِحِينَ مِنْ أَمَامِ الْمَجْمَعِ لأَنَّهُمْ حُسِبُوا مُسْتَأْهِلِينَ أَنْ يُهَانُوا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ." (أع 5 : 41).
3- هل نستطيع أن نميّز بين الاحتمال من أجل المسيح، وبين الوقوف في وجه المستكبرين والمناداة بالحق والعدل – كما فعل المسيح أيضاً ؟ لقد وقف المسيح بجسارة في أثناء محاكمته ودافع عن الحق قدام بيلاطس حتى قيل عن الوالى إنه "ازداد خوفاً". ولقد تكرر نفس الشئ مع بولس الرسول الذى "ارتعب" قدامه فيلكس الوالى رغم أن الرسول كـان يقـف قدامه مقيـداً فى سلاسل (أع 25 : 10 ، 11، 22 : 25 – 29).
4- أخيراً، هل نتيقن من سلطان الرب وتدخله فى الوقت المناسب لصالحنا، وقدرته على ضبط ظروف الحياة؟ هل يقودنا هذا الإيمان إلى الإحساس بالراحة والحماية والأمان في ظله؟ إنه هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد. لم تقصـر يــده عن أن يخلص (مز 5 : 8 – 12 ، 13 : 3 – 6). "اَلآنَ أَقُومُ يَقُولُ الرَّبُّ. الآنَ أَصْعَدُ. الآنَ أَرْتَفِعُ." (إش 33 : 10). هل نردد مع المرنم "11وَيَفْرَحُ جَمِيعُ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْكَ. إِلَى الأَبَدِ يَهْتِفُونَ وَتُظَلِّلُهُمْ. وَيَبْتَهِجُ بِكَ مُحِبُّو اسْمِكَ. 12لأَنَّكَ أَنْتَ تُبَارِكُ الصِّدِّيقَ يَا رَبُّ. كَأَنَّهُ بِتُرْسٍ تُحِيطُهُ بِالرِّضَا."(مز 5 : 11و12)



رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 121 هو ثاني مزامير المصاعد
مزمور 122 (مشهد الوصول ) من مزامير المصاعد
مزمور 124 (موقف الشكر) من مزامير المصاعد
مزمور 126 (مبعث الرجاء) من مزامير المصاعد
مزمور 125 ( ملجأ الأمان) من مزامير المصاعد


الساعة الآن 11:24 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024