وبَينَما هو خارِجٌ إلى الطَّريق، أَسرَعَ إِليه رَجُلٌ فجَثا له وسأَلَه: ((أَيُّها المُعَلِّمُ الصَّالح، ماذا أَعمَلُ لأَرِثَ الحَياةَ الأَبَدِيَّة؟
"خارِجٌ إلى الطَّريق" إلى يسوع الذي كان في طريقه إلى أورشليم سائراً في طريق الحكم عليه بالموت. ومن أجل أن يكون الفرد من بين تلاميذه، ينبغي أن يتبعه على طريق الآلام حيث لا قيامة دون جلجلة ولا إكليل بدون صليب.
من يريد أن يكون تلميذ المسيح يتوجب عليه أن يقبل الصليب. أمَّا عبارة " رَجُلٌ " فتشير إلى إنسان بدون اسم، إذ لم يُحدَّد مرقس الإنجيلي هويته، سوى انه رجل ثريّ (مرقس 10: 22) ومحبوب من يسوع (مرقس 10: 21)؛ ويلقِّبه لوقا الإنجيلي "وجيهاً" أو رئيسمجمع لليهود (لوقا 18: 18)؛ وأمَّا متى فيصفه "شابا" (متى19: 20). إنه شاب وجيه غنيٌ يبحث عن طرق الله؛ يريد أن يتاجر كي يربح الحياة الأبدية. وهو إنسان حافظ للناموس ولكنه للأسف محب للمال بكثره أكثر من محبة الله. لدى هذا الرجل كلّ شيء، مال وأخلاق وحماس روحيّ. ماذا يريد أكثر.