ما تعيط على الشهداء الصبح وتحتفل بالأهلى بالليل.. يبقى أنت أكيد أكيد فى مصر
كان يوما غريبا.. أوله حزن وبكاء وآخره فرحة وابتسامة، فالشعب المصرى الذى قضى نهار أمس الأول فى بكاء وعويل حزنا على 50 طفلا لقوا مصرعهم أسفل عجلات القطار فى حادث «قطار أسيوط».. خرجوا فى الليل إلى الميادين العامة فرحين ومهللين احتفالا بفوز الأهلى بكأس أفريقيا فى مباراته مع الترجى التونسى.
ليست هذه هى المرة الأولى، ففى عام 2006 وبينما كانت مصر تعيش حالة من الحزن على ضحايا حادث العبارة السلام 98، التى راح ضحيتها 1034، كانت حشود كبيرة تنطلق إلى الميادين العامة احتفالا بفوز مصر بكأس الأمم الأفريقية.
الاحتفال أمس الأول بفوز النادى الأهلى وحشود المشجعين، التى انطلقت إلى شوارع وسط البلد وجامعة الدول العربية، وامتدت إلى بعض المحافظات مثل الإسكندرية، يراها كريم ياسين، أحد مشجعى الأهلى، طبيعية، معترضاً على توجيه اللوم للألتراس والمشجعين، ووصف المعترضين على الاحتفال بالنادى الأهلى بالممثلين قائلاً: «على أساس إنكم قاعدين على الفيس بوك ورابطين شريطة سودا على الشاشة، وماكلتوش لقمة من الصبح وماهزرتوش مع حد من أهاليكم، والدمعة ماوقفتش من الصبح.. شعب ممثل وسطحى قوى».
«الذى تحدث أمامه حادثة دون أن يشعر بها، مصاب بالبلادة الانفعالية»، قالها الدكتور سيد صبحى، أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة عين شمس، فالإنسان السوى هو الذى يتفاعل مع أحزان ومشاعر الآخرين، وإن شعر ببعض السعادة بداخله على أمر ما، يؤجل التعبير عنها ويحنو على الآخر.
«لا يستحق أن يولد من عاش لنفسه فقط»، مقولة شهيرة قالها الزعيم الوطنى مصطفى كامل، استشهد بها صبحى رداً على انطلاق الاحتفالات بفوز الأهلى، فى الوقت الذى يكاد تنفطر فيه قلوب الملايين على الأرواح البريئة التى أزهقت تحت عجلات قطار أسيوط، واصفاً الأمر بأنه منتهى التناقض الوجدانى والفكرى، الذى يتعارض بلا شك مع جميع الأعراف والرسالات السماوية.