نحن نشهد له فنقول قول المرنم: "مَنْ مِثْلُكَ قَوِيٌّ... أَنْتَ مُتَسَلِّطٌ عَلَى كِبْرِيَاءِ الْبَحْرِ. عِنْدَ ارْتِفَاعِ لُجَجِهِ أَنْتَ تُسَكِّنُهَا. صَوْتُ الرَّبِّ عَلَى الْمِيَاهِ.. الرَّبُّ فَوْقَ الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ" (مزمور 89:8 و9 و29:3). فالذي ينتهر الآن بحر طبرية هو الذي انتهر قديماً بحر "سوف" فيبس، وسيَّرهم في اللجج كالبرية. تسلط آنئذٍ على البحر الأحمر خدمةً لجماعة خائفيه، وها هو يسكن هيجان بحر الجليل لمرور تلاميذه فيه، لأنه كما أن الخراف لا تعرف ولا تطيع إلا صوت راعيها، كذلك الرياح والأمواج لا تعرف ولا تطيع إلا صوت باريها. فبأمره سكتت الريح وصار هدوء عظيم. ولم يكن هذا الهدوء طبيعياً، لأن قانون الموج أن يزول تدريجياً بعد زوال الريح، فكانت هذه معجزة مزدوجة.