|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
v "الذين يثقون في قوتهم، وبكثرة غناهم يفتخرون". هذه العبارة يُوَجِّهها النبي إلى نوعين من الأشخاص: إلى الأرضيين earthborn والأغنياء. يتكلَّم إلى الأولين، لكي ينزعوا عنهم المفاهيم الخاطئة لسلطانهم. وللآخرين الذين يفتخرون بمقتنياتهم. يقول: أنتم يا من تَتَّكلون على قوتكم. يتَّكِل هؤلاء الأرضيون earthborn على قوة الجسد، ويؤمنون أن الطبيعة البشرية فيها الكفاية في تحقيق ما يريدونه ببراعةٍ. يقول: وأنتم يا مَنْ تثقون في عدم يقينية الغِنَى، أصغوا. إنكم محتاجون إلى فدية لتنتقلوا إلى الحرية التي حُرِمتم منها عندما غَلَبَتكم قوة الشيطان الذي سحبكم تحت سلطانه، فإنه لا يترككم في حرية من طغيانه حتى يعمل فيكم مُخَلِّص قدير يريد أن يقايضكم. لا تكون الفدية من نفس نوع الذي سقط تحت سلطانه، بل يختلف عنه تمامًا، إن أراد بحق أن يُحَرِّر المسبيين من العبودية. لذلك فإن الأخ يعجز عن أن يفديكم. لا يقدر إنسان أن يحث الشيطان أن ينزع سلطانه عن ذاك الذي خضع له مَرَّة! أيضًا يعجز (الأخ) عن أن يُقَدِّم لله كفارة عن خطاياه، فكيف يكون له سلطان أن يفعل هذا عن الآخرين؟ وأي شيء ثمين يملكه في هذا العالم يكفي ليُقايِض به ثمنًا لنفسٍ ثمينةٍ بطبيعتها، هذه التي خُلِقَت على صورة خالقها؟ وأي عملٍ في الزمن الحاضر يكفي تقديمه للنفس البشرية كوسيلةٍ وعونٍ لها في الحياة العتيدة؟ يمكننا أن نحسب هذه الأشياء بسيطة. فإنه حتى إن بدا إنسان أنه صاحب سلطان عظيم في هذه الحياة، حتى وإن أحاط به عدد عظيم من المقتنيات، فإن هذه الكلمات تُعَلِّمه أن ينزل عن مثل هذا الفكر، وأن يتواضع تحت يد الله القدير (1 بط 5: 6)، لا أن يتَّكِل على سلطان أحدٍ مشهورٍ، ولا أن يفتخر بكثرة غناه. مع هذا يمكن أن يصعد إلى العلو قليلًا في الفكر، وبالنسبة للذين يتَّكِلون على سلطانهم أو يفتخرون بثرواتهم أن يفكروا في قدرات (وسلطان) النفس، بقدر ما هي غير كاملة في ذاتها لتحقيق الخلاص. فإنه إن وُجِد أحد كامل بين بني البشر، إن كانت تنقصه حكمة الله، فلا يفتخر بشيءٍ. فإنه وإن نال كثرة من النظريات من حكمة العالم، وجمع الكثير من غِنَى المعرفة، فليسمع الحق كله من الأمر: كل نفسٍ بشرية انحنت تحت نير العبودية التي فرضها عدو الجميع العام، وإذ حُرِمَ من الحرية ذاتها التي نالها من الخالق، قادته الخطية أسيرًا. كل مسبيٍ في حاجة إلى فدية من أجل حريته. الآن، لا يقدر أخ أن يفدي أخاه، ولا يقدر أحد أن يفدي نفسه، لأن الذي يفدي يلزمه أن يكون أفضل من الذي هُزِمَ وصار عبدًا. في الواقع ليس لي إنسان له سلطان أمام الله كي يُكفِّر عن خاطي، ما دام هو نفسه خاضعًا للخطية: "إذ الجميع أخطأوا، وأعوزهم مجد الله؛ مُتبرِّرين مجانًا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح" ربنا (رو 3: 23-24). القديس باسيليوس الكبير |
|