رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا نحتقر الزواج | تقديس الجسد والروح مقارنة سخيفة: 20- ولم يكتف هلفيديوس بما قال بل لجأ إلى مقارنة غريبة بين التولية والزواج مما جعلني أتذكر المثل القائل "هل رأيت الجمل يرقص؟!" فهو يقول "هل العذارى أفضل من ابراهيم واسحق ويعقوب الذين كانوا متزوجين؟!... الا يصور الله الأطفال كل يوم في بطون أمهاتهم؟! اذن فلماذا يخجلون من فكرة أن يكون لمريم زوج بعد ولادتها؟ وإذا كانوا يرون ان ذلك لا يليق بهم، فعليهم بالتالي ألا يؤمنوا ان الله ولد من العذراء ولادة طبيعية! فإذا كان ارتباط عذراء بزوجها بعد ان تلد هو أمر شائن فكم بالحري نزول الله ليولد طفلًا من بطن امرأة وعن طريق جهازها التناسلي؟!!" أخلى ذاته: - اننا يا هلفيديوس لا نؤمن بحلول الله في بطن العذراء فحسب بل ونؤمن بكل صور الاتضاع واخلاء الذات (التي مارسها رب المجد) مثل مكوثه في الرحم تسعة شهور، ونموه في البطن قليلًا قليلًا، ثم الولادة، والدم... والمذود الخشن، وصراخ الطفل، والختان في اليوم الثامن، وايام التطهير... أننا لا نخجل من كل ذلك بل على العكس فأنه على قدر نزوله وإتضاعه لأجلي على قدر احساسي اني مديون له بكل ذلك. ومهما إجتهدت في تصوير الإتضاع فلن تجد صورة مخجلة اكثر من الصليب الذي به نعترف وبه نؤمن ونفتخر على أعدائنا. ولكن كما نؤمن بكل ما كتب في الانجيل، هكذا نرفض كل ما لم يكتب فيه. فنحن نؤمن ان الله ولد من عذراء لاننا نقرأ هذا في الانجيل ولكن لا نؤمن أن القديسة مريم تزوجت بعد الولادة طالما ان الأنجيل لا يذكر ذلك. لا نحتقر الزواج: ونحن لا ننفي عن العذراء الزواج إحتقارًا منا له، فالبتولية نفسها هي ثمرة الزواج. ولكن عندما نتكلم عن القديسين ينبغي ألا نتسرع في الحكم. وإلا فلو سرنا على هذا النهج لقلنا ان يوسف البار كان له مثل ابراهيم ويعقوب اكثر من زوجة، وان أخوة الرب هم ثمرة تلك الزيجات(74).. فإذا كنت يا هلفيديوس تدعي ان مريم لم تبق عذراء فأني اقول لك أن يوسف نفسه بسبب مريم قد قبل البتولية، حتى يولد ابن بتول من زواج بتولي. فيوسف اذ كان قديسًا بارًا نأى بنفسه عن أن يتهم بالزنى. كما ان الكتاب لم يذكر عنه انه تزوج غير مريم العذراء التي كان حارسًا لها فقط – فمن ثم فالذي استحق ان يُدعى أبًا للرب ظل هو نفسه بتولًا. بين البتولية والزواج: وإذا كنت في مجال مقارنة بين البتولية والزواج، فأني استسمح القارئ في ألا يظن مطلقًا اني اذ امدح البتولية فاني اذم الزواج أو اقلل من شأنه. كذلك فأني لا استطيع مطلقًا أن افاضل بين قديسي العهد القديم وبين قديسي العهد الجديد، اي بين الذين تزوجوا والذين امتنعوا عن الزواج. فانه لاختلاف الزمن والظروف لا يجوز أن نطبق على السابقين ما ينطبق علينا نحن الذين انتهت الينا أواخر الدهور. هم كان قانونهم "اثمروا واكثروا واملأوا الأرض" (75) وان العاقر التي لا تنجب في اسرائيل ملعونة (76). لذلك هم تزوجوا وأخذوا نعمة، وترك كل منهم أباه وأمه والتصق بإمرأته وصار معها جسدًا واحدًا. ولكن فجأة دوى لنا صوت الرسول كالرعد معلنًا هذه الوصية: "الوقت منذ الآن مقصر. لكي يكون الذين لهم نساء كالذين ليس لهم" (77) فالتصقنا نحن بالرب وصرنا معه روحًا واحدًا.. لماذا؟!.. لأن " غَيْرُ الْمُتَزَوِّجِ يَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ كَيْفَ يُرْضِي الرَّبَّ،وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُ فَيَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ يُرْضِي امْرَأَتَهُ. إنَّ بَيْنَ الزَّوْجَةِ وَالْعَذْرَاءِ فَرْقًا: غَيْرُ الْمُتَزَوِّجَةِ تَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ لِتَكُونَ مُقَدَّسَةً جَسَدًا وَرُوحًا. وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجَةُ فَتَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ تُرْضِي رَجُلَهَا" (78). تقديس الجسد والروح: هل لك ان تعترض؟.. ان قائل هذا الكلام هو بولس الإناء المختار الذي يميز بين الزوجة والعذراء... اذ لم تعد غير المتزوجة تسمى امرأة بل عذراء (79) وعندما يقول "غير المتزوجة تهتم فيما للرب لتكون مقدسة جسدًا وروحًا" فأنه يصف العذراء انها هي التي تكون بالفعل مقدسة جسدًا وروحًا. اذ لا فائدة في أن تكون بتول بالجسد وزوجة بالفكر والقلب. الاهتمامات الزوجية: "اما المتزوجة فتهتم فيما للعالم كيف ترضي رجلها" فهل تظن انه لا فرق بين من تقضي وقتها في الصلاة والصوم وبين من تهتم - عند وصول زوجها - بأن تتزين كي ترضي زوجها. وعلى نقيض هذا قد تتعمد العذراء ان تبدو أقل جمالًا، بل وتهمل ذاتها لتخفي محاسنها الطبيعية. اما المرأة المتزوجة فهي تلجأ إلى المساحيق والتجمل أمام المرآه وتسعي - كما لو كانت تلوم خالقها- إلى أن تبدو أكثر حسناء وبهاء.... وناهيك عن انشغالها باطفالها، وضجيجهم، ومتابعتهم، ومراقبة تصرفاتهم، وتدبير الانفاق عليهم، ومواجهة متطلبات الحياة اليومية من معاملة الخدم واستقبال الضيوف والعناية بنظافة المنزل وتنسيقه... فبحقك خبرني: أين هو نصيب الانشغال بالله في دوامة هذه الاهتمامات؟!!! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تقديس النفس والجسد والروح بالتمتع بالحياة المقامة |
تقديس الجسد والروح |
تقديس الجسد والعقل |
عن الروح القدس والقداسة | تقديس الجسد |
الجسد والروح |