رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وقالَ لَه: إِن كُنتَ ابنَ الله فأَلقِ بِنَفسِكَ إِلى الأَسفَل، لأَنَّه مَكتوب: يُوصي مَلائكتَه بِكَ فعلى أَيديهم يَحمِلونَكَ لِئَلاَّ تَصدِمَ بِحَجرٍ رِجلَكَ " يُوصي مَلائكتَه بِكَ فعلى أَيديهم يَحمِلونَكَ لِئَلاَّ تَصدِمَ بِحَجرٍ رِجلَكَ" فهي آية اقتبسها إِبليس من سفر المزامير "على أَيديهم يَحمِلونَكَ لئَلاَّ تَصدِمَ بحَجَر رجلَكَ" (مزمور 91: 12). جرَّب ابليس المسيح ليمتحن صدق الوعد ويبرهن انه هو المسيح. لم يخطئ ابليس في اقتباس النص الكتابي، إنما اساء تطبيق النص وتفسيره ليجعل يسوع ان يتكل اتكالا اجباريا على الله بدل ان يعني الايمان. والأسوأ من ذلك ان إِبليس لم يكمل المزمور نفسه الذي ينتهي بالوعد بالانتصار عليه "يَدعوني فأُجيبُه أَنَّا معه في الضِّيقِ فأُنقِذُه وأُمَجِّدُه. بِطولِ الأيامِ أُشبِعُه وأُريه خلاصي"(مزمور 91: 15-16). وهو مزمور يصّليه المؤمن حين يحتاج عون الله. ومن هنا نستنج ان الشيطان يتلاعب بآيات الكتاب المقدس لأغراضه الخاصة بعيدا عن معناها الجوهري ومدلولها الأساسي. لا يعد الله الحماية الإلهية متى دخل الانسان في الخطر عمدا. اما عبارة " مَلائكتَه " فتشير الى وظيفتهم باعتبار أنهم أرواح للخدمة كما جاء في تعليم صاحب الرسالة الى العبرانيين " أَما هُم كُلُّهم أَرواحٌ مُكَلَّفونَ بِالخِدْمَة، يُرسَلونَ مِن أَجْلِ الَّذينَ سَيَرِثونَ الخَلاص؟" (العبرانيين 1: 14). اما عبارة " يَحمِلونَكَ لِئَلاَّ تَصدِمَ بِحَجرٍ رِجلَكَ" فتشير الى كلام مستعار يمثل عمل الوالدين بأولادهم في الأماكن الصعبة خشية من عثورهم. إن هذا الانتصار الذي أحرزه السيد في هذه التجربة هو استباق لانتصاره الأخير الذي حققّه في اورشليم على الصليب. |
|