رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
· قصة الانفصال عن الله :
++++++++++++++++++++ علاقة الإنسان بالله بدأت طيبة جداً ، كلها محبة ... الله هو الذي بدأ هذه العلاقة ... بأن خلق الإنسان ، و نفخ فيه نسمة حياة ، و جعله علي صورته و مثاله ، و وضعه في الجنة ، و منحه سلطاناً علي كل ما فيها من كائنات ... و كون علاقة معه . و كان يظهر له بين الحين و الآخر و يتحدث معه . و كان الإنسان صديقاً لله ، يتمتع برؤياه في الجنة ، و يأخذ المعرفة منه مباشرة . فكان الله هو المرشد الروحي للإنسان في كل شئ . و هو الذي أعطاه الإرشاد الأول ، بالوصية ... إذن كيف حدثت الخطية ؟ كيف تمت ؟ و ما كنهها ؟ الخطية - في كلمة واحدة - هي إنفصال عن الله ... هي إستقلال الإنسان عنه ، لكي يعمل ما يريد ... و نتيجة لهذا الإنفصال ، حدثت باقي الاشكالات ، و باقي الخطايا ... كيف إذن حدث هذا الإنفصال ؟ و كيف تطور ؟ و ما نتائجه ؟ 1-إنفصل عن عشرة الله : إنفصل الإنسان عن عشرة الله ، و بدأ يكون له علاقة مع كائن عاقل غيره . و للأسف كانت هذه العلاقة الجديدة مع الله ، مع الشيطان ، الحية القديمة ( رؤ12 : 9 ) . 2- وإنفصل عن الله في المعرفة : فبعد أن كان يأخذ معرفته من الله وحده ، بدأ يأخذ المعرفة طريق اَخر . من الحية و نصائحها و شكوكها . و أيضاً توقع أن يأخذ المعرفة من شجرة المعرفة التي نهاه الله عنها . و بهذا وقع في إنفصال اَخر . 3- إنفصل عن وصية الله و كلمته المقدسة ... 4- إنفصل عن الله ، في شهوات قلبه ... فصار يشتهي الشجرة ، و يشتهي الثمر ، وجدها " شهية للنظر جيدة للأكل " ( تك 3 : 6 ) . و هكذا وقع في شهوة الأكل أيضاً ، و في شهوة المادة . و شهوة الأكل من الشجرة كان سببها شهوة أن يصير مثل الله كما أغرته الحية ( تك 3 : 5 ) . 5- و بلإنفصاله عن الله ، إنفصل عن الحق ... لأن الله هو الحق .و إذ إنفصل الإنسان عنه ، إنفصل عن الحق ، و اتبع الباطل . و امعروف أن الحق ثابت ، و الباطل كثير التغير . فلما إنفصل الإنسان عن الحق ، و دخل في الباطل ، دخل في تغيرات لا تنتهي . و أصبح كل يوم في حال ، و كل يوم في شعور ... صار مخلوقاً متغيراً ، غير ثابت علي وضع . 6- و بإنفصاله عن الله ، إنفصل عن الحياة ... لأن الله هو الحق و الحياة ( يو 14 : 6 ) . و إذ إنفصل الإنسان عن الحياة الحقيقية ، التي هي الثبات في الله ، اصبح من الناحية الروحية ميتاً ، حسبما قال الآب عن إبنه الضال " إبني هذا كان ميتاً ..." ( لو 15 : 24 ) . و صار ينطبق علي الإنسان قول الرب " لك إسم أنك حي و أنت ميت " ( رؤ 3 : 1 ) . 7-و بإنفصال الإنسان عن الله ، إنفصل عن القوة ... مصدر قوته كان هو الله . و بلإنفصاله عن الله ن إنفصل عن القوة ، فصار ضعيفاً : ينتصر عليه الشيطان ، و توي عليه حتي الحيوانات ، و ينتصر عليه أخوه الإنسان . و تنتصر عليه ذاته كذلك ... أصبح مخلوقاً ضعيفاً لا يستطيع أن يقوم بذاته ، أو يقيم ذاته . 8- و بإنفصاله عن الله ، إنفصل عن سلطته ... إنفصل عن السلطان الذي أعطي له من الله علي باقي الكائنات الحية . فلم يعد له سلطان علي وحوش الأرض كما كان من قبل . 9- و إنفصل أيضاً عن وقاره وهيبته ... فارقت الهيبة التي كانت له كصورة الله و مثاله ، و قد فقد هذه الصورة الإلهية بسقوطه في الخطية . و في فقده لوقاره ، طرد من الجنة ، و وقف أمام الله كمذنب مستحق للعقوبة .و الشيطان ، إذ رأي الإنسان مطروداً من الله و مذنباً و معاقباً ، وجدها فرصة فسيطر عليه ... و أقام الشيطان نفسه رئيساً لهذا العالم . و أصبح هكذا لقبه " رئيس هذا العالم " ( يو 14 : 30 ) . 10- وبإنفصال الإنسان عن الله ، بدأ ينهار ، و دخله الخوف ... بدأ يخاف من الله ، بدلاً من الدالة و الحب . ثم صار يخاف من أخيه الإنسان ، كما خاف قايين و قال " يكون كل من وجدني يقتلني " ( تك 4 ك 14 ) . و صار أيضاً يخاف من الوحوش ، و دخله القلق و الإضطراب و الهم . 11- و بإنفصاله عن الله ، إنفصل عن حياة الروح ... و هكذا سيطرت عليه المادة ، و سيطر عليه الجسد . و وقع في خطايا الجسد . و اصبحت خطايا الجسد تجارب حتي الأنبياء و رجال الله ، فوقع فيها شمشون ، و داود ، و سليمان ، و غيرهم . و قيل إنها " طرحت كثيرين جرحي ، و كل قلاها أقوياء " ( أم 7 : 26 ) . 12- و بإنفصال الإنسان عن الله ، تمادي في الخطية ... شيئاً فشيئاً بدأت خطاياه تزيد ، وأخذ الإنسان يتهاوي شيئاً فشيئاً ، و يتمادي في أعمال الشر و النجاسة ، و يخترع فيها فنوناً و حيلاً ، إلي أن اصبحت خطاياه أكثر من شعر رأسه . **** هذا هو تاريخ الخطية علي الأرض ، و إنفصال الإنسان عن الله ... تاريخ يسجل مأساة إنسان ...نفهم منه أن الخطية لا تستريح حتي تكمل ... الشيطان إذا أوقع إنساناً في خطية ، لا يكتفي بها . بل يظل يتدرج معه حتي يهلكه ، و يصير بلا مقاومة ... فما هو الحل إذن ؟ الحل الوحيد هو الرجوع إلي الله ، و تكوين علاقة معه ... إن كانت الخطية هي الإنفصال عن الله ، فالعلاج الوحيد هو الإنفصال عن الخطية ، و الرجوع إلي الله . و لا علاج غير هذا ... إنفصل عن الخطية بكل قلبك ، ليس فقط من أجل أنها أتعبتك ، أو من أجل الدينونة و العقاب ، إنما لأن هذه الخطية أبعدتك عن الله ن و فصلتك عن العشرة الحلوة معه |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عدم الانفصال عن الله |
إذا كان سر الألم هو الانفصال عن الله |
الانفصال عن الله هو علة الألم |
قصة الانفصال عن الله |
الانفصال عن الله بالخطية |