منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 10 - 2024, 11:22 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,836

عن ظروف الزمان والمكان التي فيها قدّم يسوع المثلين الخروف الضائع والدرهم المفقود






الخروف الضائع والدرهم المفقود



أ- مقدمة
سعى يسوع خلال حياته العامة أن يهيىّء البشر إلى رحمة الله تجاه الخطأة في مواقفه وأقواله. هذا ما تعلمنا به الأناجيل ولا سيما الإنجيل الثالث الذي يظهر فيه لوقا "كاتباً يحدّثنا عن حنان المسيح ولطفه. إنه ذلك الذي يشدّد على شفقة المخلص على الفقراء والمساكين" (1: 5 ي؛ 6: 20 ي؛ 10: 31 ي). كما يبدي اعتباره للنساء اللواتي كن محتقرات في أيّامه، وغفرانه للضالين من أي نوع كانوا (7: 36 ي؛ 15: 1 ي؛ 19: 1 ي). إنه يريد أن يعلم قرّاءه في الكنائس البولسية الثقة برحمة الله. هو يعرف أن معظمهم ينتمون إلى الطبقات الإجتماعية المعدمة (1 كور 1: 25 ي). ويعرف أنهم ارتدوا مباشرة من العالم الوثني، وأن العناصر المتهودة تحاول أن تبلبل إيمانهم. من أجل هذا كتب إليهم فيما كتب مثل الخروف الضال والدرهم المفقود لينشد رحمة الله إلى جيل وجيل أمام الذين يتقونه.
ب- الظروف التاريخية
نحن نجهل كل شيء عن ظروف الزمان والمكان التي فيها قدّم يسوع هذين المثلين. فلا النص ولا السياق يعلماننا بأي شيء في هذا الموضوع. وكان إفتراض يقول إن يسوع ضرب هذين المثلين في نهاية رسالته العامة. في اليهودية أو بيريه، قرب إحدى المدن. لا شك في أن لوقا يضم هذه الأمثال في وسط إنجيله الذي يتخذ شكل صعود إلى أورشليم (9: 51؛ 13: 22؛ 17: 11). ولكننا نعلم أن هذه المسيرة نحو المدينة المقدسة، وهو المكان الذي فيه يتمّ الخلاص، والذي منه يمتد إلى العالم، هذه المسيرة هي في نظره مسيرة لاهوتية.
ولكن لوقا يقدّم لنا السياق المباشر لهذين المثلين بطريقة موجزة جدّاً: "وكان العشارون والخطأة يدنون من يسوع ليسمعوه. فقال الفريسيون ومعلمو الشريعة متذمّرين: هذا الرجل يرحّب بالخاطئين ويأكل معهم" (15: 1- 2).
في العالم اليهودي في بداية المسيحية، وبتأثير من الكتبة والمعلّمين من الشيعة الفريسية الذين أثقلوا الشريعة الموسوية بعدد كبير من الممنوعات التفصيلية، بل عظّموا هذه الممنوعات بحيث تفوّقت على الشريعة نفسها (مت 7: 6- 8؛ لو 11: 38 ي)، في ذلك المحيط أضاع الناس المعنى الحقيقي للبار والخاطىء. فالأبرار هم الذين يعرفون الشريعة كما يعرفها الفريسيون ويعملون بها. وأهم الشرائع هي: راحة السبت، الطهارة بحسب الشريعة، دفع العشور. فإن اخطأ الأبرار تكون خطاياهم "ديونا" (حبوت) وتُغفر بسرعة بسبب ممارساتهم العديدة. وهكذا لا ينقضي وقت إلاّ ويصبح الله مديناً لهم (لو 18: 9 ي). أمّا سائر الناس فكانوا خاطئين، أي مذنبين اقترفوا خطايا ملموسة وظاهرة وثابتة. هناك أولاً الوثنيون (غوييم) والمنشقون (السامرين) الذين جهلوا الشريعة الموسوية أو لم يقبلوها كلها فما استطاعوا ان يعيشوا حياة مقدّسة (مت 18: 17؛ يو 4: 9). ثم هناك اليهود الذين يسلكون سلوكاً لا أخلاقياً كالزناة والقاتلين والسارقين (لو 18: 11). وأخيراً هناك شعب الأرض، أغنياء أو فقراء، الذين لا يهتمون بالممارسات الفريسية، ولا سيّما هؤلاء الذين يمارسون مهناً منحطة مثل العشارين (يأخذون العشر، يجمعون الضرائب) والرعاة والدباغين.
والفئة التي تعتبر نفسها من الأبرار لا تقيم مع الذين تعلنهم خاطئين إلاّ علاقات دنيوية محضة. كانت تخاف أن تتنجّس بأي إتصال يتضمّن ما هو مقدس. كانت تمتنع عن الأكل معهم، لأنها تعتبر أن مباركة الأكل في بداية الطعام ونهايته تعطيه وجهاً قدسياً. وهذا الإبتعاد كان قوياً إلى حد ان الجماعات المسيحية الأولى المطعّمة بعناصر فريسية، ستجد صعوبة في التخلّي عن هذه العوائد (أع 15: 14، 28؛ 15: 1 ي، 21: 17 ي؛ فل 3: 1 ي؛ 2 كور 10- 11؛ غل 2: 4 ي). لهذا شدّد التعليم الإنجيلي على موقف المخلّص الشخصيّ تجاه الخطأة.
إن يسوع لا يقبل بالنظرة الفريسية في مجال العلاقات الإجتماعية والدينية. فهو يرحّب بالعشّارين الخاطئين الذين يريدون أن يسمعوا تعليمه (لو 15: 1)، بل يستقبلهم في بيت يلجأ إليه ويجلس معهم إلى المائدة (لو 15: 2؛ مر 2: 15). وهذا الموقف الذي هو تعليم عملي أثار تذمّرات فئة "الأبرار" الذين يراقبون يسوع ولا يستطيعون أن يوفقوا مثل هذه المعاشرات مع مناداته بأنه مرسل الله (رج لو 4: 18 ي؛ 7: 39).
فقدّم مثلاً الخروف الضال والدرهم المفقود الجواب على هذه الانتقادات (15: 3- 15). كشف فيهما المخلّص على ان اهتمامه "بالضالين" يلتقي بإهتمام الله نفسه وبالتالي لا يقبل إنتقاداً. هو لا يتأخّر هذه المرّة في التشديد على رياء خصومه الذين يكتفون بقداسة "سطحية" لا تستطيع أن تخلّصهم (لو 11: 39 ي؛ 18: 14؛ مت 5: 20؛ 6: 2 ي؛ 23: 13 ي). ولا يضيع وقته في تبرئة محيطه المؤقّت: فالعشّارون لم يكونوا بريئين من كل ظلم (3: 12 ي؛ 19: 8)، وعامّة الشعب كانوا يستحقّون لقب الخاطئين (7: 29، 37).
وتحدّثنا الأناجيل في مواضع أخرى عن أوضاع مشابهة تذكّرنا بالظرف المباشر لهذين المثلين، لا سيما بمناسبة دعوة لاوي، ومتّى، وارتداد زكا. في هذه الظروف، جلس يسوع الى المائدة مع العشّارين فانتقده الفريسيون لأنه يأكل مع العشّارين والخاطئين (5: 29- 30 وز؛ 19: 5-7؛ رج 7: 34 وز). هل نستنتج أن لوقا دوّن هذه المقدّمة (15: 1- 2) مستلهماً أحد هذه الظروف وبالأخص الوليمة في بيت لاوي (5: 29- 30)؟ هذا ما أشار إليه بعض الشرّاح واستنتج أن الأداة "أوتي " في 15: 2 تدل على الإستفهام كما نجده في مر 2: 16: "لماذا يرحّب هذا الرجل بالخاطئين ويأكل معهم"؟ ليس الأمر بمستحيل. ولكننا نتساءل حينئذ لماذا لم يستلهم لوقا تعبيره السابق (لو 5: 30 ب) لا تعبير مرقس (2: 16). ونلاحظ في مجال آخر أن علاقات يسوع كانت موضع إنتقاد خلال حياته العامة بشكل أو بآخر (رج لو 19: 7).
واختلفت الانتقادات كما اختلفت الأجوبة. نشير في وليمة لاوي انه دلّ على شرعيّة موقفه فأبرز حاجة القريب إليه: حضور الطبيب بقرب المرضى الروحيين، والذهاب إليهم لدعوتهم إلى التوبة. قال: "ليس الأصحاء بحاجة إلى طبيب بل المرضى. ما جئت لادعو الأبرار إلى التوبة، بل الخطأة" (5: 31- 32). والألفاظ التي يستعملها خلال وليمة زكا تدلّ دلالة أوضح على مضمون أمثال الرحمة هذه: "جاء ابن الإنسان ليطلب ويخلص ما هلك" (19: 10). ونحن نعرف أن صورة الخطأة الضالين الذين يشبّهون بخراف ضائعة، كانت قريبة من المخلّص ( مت 10: 6؛ 15: 24) كما كانت قريبة من الأنبياء (إر 50: 6، 17؛ حز 34: 4؛ أش 40: 11).
وبمختصر الكلام، إن الظرف الذي قيل فيه هذان المثلان لا يختلف عن ظروف أخرى مشابهة.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الخروف الضائع والدرهم المفقود 15: 1- 10
يريد يسوع أن يكشف لنا من خلال مثل الخروف الضَّالّ والدرهم الضائع ووجه الله الرحيم
مثل الخروف الضال والدرهم الضائع - يعطي يسوع حياته للجميع
مثل الخروف الضالّ والدرهم الضائع
مثل الخروف الضالّ والدرهم الضائع


الساعة الآن 03:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024