رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حَمَلُ الله: عبد الله المتألم (أشعيا 53: 7) يرمز حَمَل الله أولا إلى عبْد الله المُتألم. عندما كان إرميا النَّبي يُعاني اضطِّهاد أعدائه، أخذ يُشبه نفسه "كنتُ أَنا كَحَمَلٍ أَليفٍ يُساقُ إلى الذَّبْح" (إرميا 11: 19). وطبَّق أشعيا النَّبي هذه الصُّورة فيما بعد على عبد الرَّبّ الذي، إذ كان مُزمعًا أن يموت ليكفِّر عن خطايا شعبه، بقوله "كحَمَلٍ سيقَ إلى الذَّبْحِ كنَعجَةٍ صامِتَةٍ أَمامَ الَّذينَ يَجُزُّونَها ولم يَفتَحْ فاهُ " (أشعيا 53: 7). ويُعلق جاك بوسويه: "انظروا إليه، ها هو حَمَل الله الذي رآه أشعيا في الرُّوح عندما قال إنّه "كحَمَلٍ سيقَ إلى الذَّبْحِ كنَعجَةٍ صامِتَةٍ أَمامَ الَّذينَ يَجُزُّونَها ولم يَفتَحْ فاهُ" والذي رآه إرميا ومثّله بشخصه حين قال: "كنتُ أَنا كَحَمَلٍ أَليفٍ يُساقُ إلى الذَّبْح، ها هو الحَمَل الوديع، والمتواضع، والصَبور، بدون حيلة، بدون غشّ، الذي سيُذبح من أجل كلّ الخطأة. سبق له أن ذُبح بصورة مجازيَّة، ونستطيع أن نقول في الحقيقة "أنّه قُتل منذ إنشاء العَالَم". ينبئ أشعيا عن مصير المسيح، وَفقًا ما قام فيلبّس بتفسيره إلى خصي ملكة الحبش وكانَتِ الفِقرَةُ الَّتي يَقرَأُها مِنَ الكِتابِ هي هذه: ((كخَروفٍ سِيقَ إلى الذَّبح وكحَمَلٍ صامِتٍ بَينَ يَدَي مَن يَجُزُّه هكذا لا يَفتَحُ فاه. في ذُلِّه أُلغِيَ الحُكمُ عَليه. ترى مَن يَصِفُ ذُرِّيَّته؟ لأَنَّ حَياتَه أُزيلَت عنِ الأَرض (أشعيا 53: 7). فقالَ الخَصِيُّ لِفيلِيبس: ((أَسأَلُكَ: مَن يَعْني النَّبِيُّ بِهذا الكَلام: أَنَفْسَه أَم شَخْصًا آخَر؟ فَشَرَعَ فِيلِيبُّس مِن هذه الفقَرةِ يُبَشِّرُه بِيَسوع" (أعمال 8: 33-35). وتعلق القدّيسة تيريزا -بينيديكت الصَّليب (إيديث شتاين) " لماذا اختار الرَّبّ بنفسه الحَمَل لكي يكون رمزًا له بامتياز؟ لماذا كان يظهر أيضًا بهذا المظهر على العرش الأبدي للمَجد؟ ورَأَيتُ بَينَ العَرشِ والأَحْياءِ الأَربَعَةِ وبَينَ الشُّيوخ حَمَلاً قائِمًا كأَنَّه ذَبيح " (رؤيا 5: 6). لأنّه كان بريئًا كالحَمَل، ومتواضعًا كالحَمَل، ولأنّه كان قد أتى لكي "يُساق كَحَمَلٍ إلى الذَّبْحِ" (أشعيا 53: 7). كما يجب أن يموت الحَمَل ليُرفَع إلى عرش المجد، هكذا، فإنّ طريق كلّ "المَدعُوِّينَ إلى وَليمَةِ عُرسِ الحَمَل" (رؤيا 19: 9)، تمرّ صوب المَجد بالعَذاب والصَّليب" (عرس الحَمَل 14/09/1940). |
|