ما هو سرّ التوبة والاعتراف
قوانين سرّ التوبة والاعتراف
قبل كل شيء ينبغي أن نفهم أولاً أن لا يوجد شيء أسمه سرّ الاعتراف كما يقول الناس عن دون دراية منهم، لأنه اسمه سرّ التوبة والاعتراف وليس الاعتراف فقط، والاعتراف المرتبط بالتوبة، وبطبيعته ليس فضفضة ولا هو مجرد راحة نفسية، هو طبعاً لما الإنسان بيعترف بانسحاق أمام الله أولاً عن احتياج لأنه يشعر أن أمام الله أخطأ والشر قدامه صنع وطاله الفساد والخطية أهانته وجرحت علاقته معه وشرختها صارخاً من قلبه لله الحي بإيمان قائلاً [ أنقذني من هذا الموت الذي مس قلبي فأطفأ روحك وأعني ]، فينال قوة غفران وغسيل قلبي ومعونة إلهيه ضد الخطية لينتصر عليها ويصبح إنسان روحاني يحب الله، أكيد بيرتاح داخلياً ونفسياً أيضاً ...
والمفهوم الرئيسي في التوبة، أنه عندما يُخطئ الإنسان، فأنه أخطأ لله شخصياً وتعدى على وصاياه وكسر علاقة شركته مع الله وبالتالي مع إخوته في الجسد الواحد عينه، اي مع الكنيسة كلها، ولا يقدر أن يُقيم شركة مع الذين يحبون الله ويحيون في التوبة باستمرار، ولا يجب أن يكون له شركة في الكنيسة في الصلاة قبل التوبة، لأن بدون توبة كيف يقترب من الله الحي القدوس ويشترك في الصلاة !!! فالله لا يقبل أو يتعامل مع الخطية تحت أي بند أو حجة !!! والكنيسة لا تقدر أن تُقيم الصلاة أمام الله القدوس الحي في عدم تقوى وطهارة وقداسة كل الأعضاء، لأنها تقام في شركة مع كل المؤمنين الذين يتقون الله ويهابونه كأب وسيد لهم، ويحفظون وصاياه بالعيش بها، ولابد أن تقام الصلاة بمهابة شديدة واحترام لله القدوس بإيمان عامل بالمحبة، لأن من يحب الرب فعلاً يحفظ وصاياه ووصاياه ليست ثقيله لأنها به معموله، لذلك لا تقبل إلا التائبين ليشتركوا في الصلاة ليقبلها الله ويستمع إليها، لكي لا يُكدر الجماعة كلها ويمنع عمل الله وسطهم، وبالطبع كل إنسان مسئول عن صدقه، لأن لو الكنيسة تعلم أنه يوجد وسطها خاطئ لا يُريد أن يتوب فأن كلها تتكدر لأنه سيكون وسطها حرام يمنع عمل الله، أما أن قال أحد أنه تائب وهو كاذب فعمل الله يتم وسط الكنيسة لأن الأعضاء أبرياء من هذا الكذب وهو وحده يتحمل كذبه لأنه سيخسر عمل الله وشركة الحياة وسط القديسين أي الخطاة التائبين الذين أحبهم الله ...
وكان قديماً في الكنيسة الأولى الأعتراف أمام الكنيسة أو الأتقياء ليعلن الشخص أنه تاب ورجع لله وطلب قوة غفرانه، والكنيسة حينما تسمع اعترافه تقبله في الشركة لأنه في هذه الحالة له الحق أن يشترك في الصلاة بنقاوة قلب، ولأن الشعب ممكن يمسك في ضعف من يسمع اعترافه فالكنيسة جعلت الكاهن هو الشاهد للتوبة والاعتراف سري، لذلك يسمع الكاهن المعترف ويرى أن كان أعلن توبته أم لازال يعيش في الخطية ولا يُريد أن يتوب، وحينما يجده تاب فعلاً وتذوق غفران الله وتغير قلبه وأقام علاقة حسنه مع الله بتوبة قلب مبتعد عن الخطية والشهوة الردية ويريد أن يسلك في حياة التقوى ومخافة الله، ونال نعمة من الله فعلاً، يعطية الحل باسم الكنيسة أي شرط القبول في الصلاة الكنيسة لأنه أصبح نقي لأن الله ينقي التائبين ويردهم إليه، ويسمع من الذين يتقون اسمه ويهابونه كل الأيام، لذلك الماهن مؤتمن أمام الله والكنيسة في أنه يُعطي حل الشركة أن رأى شهادة توبة حقيقية تخرج من المعترف...