التوبة والاعتراف
التوبة في المفهوم الأرثوذكسي تحمل ضمن أساسياتها الاعتراف على الأب الكاهن بالخطايا، حسب قول الكتاب: (من يكتم خطاياه لا ينجح. ومن يقر بها ويتركها يرحم) (أم 28: 13) وقد مارس الناس الإقرار بالخطية (الاعتراف بها) في العهد القديم (لا 5: 5) واستمر ذلك حتى فترة ما بين العهدين، فكانوا يأتون إلى يوحنا المعمدان (واعتمدوا منه في الأردن معترفين بخطاياهم) (مت 3: 6) ومارسوا الاعتراف في العهد الجديد أيضًا (أع 19: 18)
أما الطوائف البروتستانتية، فلا تدخل الاعتراف في نطاق التوبة، بل تهاجمه وهى في ذلك على نوعين:
أ- نوع يهاجم الاعتراف علنا، ويهاجم معه الكهنوت أيضًا:
وهذا النوع هو الأضعف. لأنه مكشوف، يحترس منه الثابتون في العقيدة. كما أن آراءه ظاهرة يمكن الرد عليها.
ب- والنوع الثاني لا يهاجم الاعتراف، ولا الكهنوت، ولا التناول. ولكنه ينسبها للناس، بعدم الحديث عنها، وبتقديم بدائل لها.
كما ورد في مجلة (الينبوع): [ هل تحب أن تتبرر الآن؟ ماذا يمنع؟ لا شيء إنها فرصة العمر أن تأتى كما أنت، وتقبل الرب يسوع، فتتبرر في لحظات ]!! (1 ص 13).
وورد فيها أيضًا: [ تتطلع إلى حمل الله، وتضع عليه آثامك وخطاياك. وتنطلق أنت حرًا. الق كل أحمالك، واستمتع بغفرانه ]!! (1: ص 17).
وورد فيها كذلك: [ هذا هو ثمن التبرير: لقد مات البار، وسدد دين الخطية كله إلى الأبد. إن قبلته اليوم، تحصل على البراءة، وتخرج من محضره حرًا من كل دين ] (1: ص12)
وبنفس المعنى قولها عن المسيح: [ إن استطعت أن تراه وهو يطعن بواسطة الجندي الروماني، فسوف تتبرر في لحظة واحدة ] (1: ص 10).
وفى كل هذه الأمثلة، ينال الإنسان التبرير والغفران ويتخلص من جميع خطاياه، بدون الاعتراف، وبدون التحليل، بمجرد قبول المسيح، أو التطلع إليه!! وبدون الأسرار الكنسية.
ومثال ذلك ما ورد في إحدى المجلات القبطية، التي دخلت فيها هذه الروح تحت عنوان [اختبارات روحية] وفي كل ذلك، لا حديث عن الأسرار، كأن لا أهمية لها، وتقديم بدائل من كلام له طابعه الروحي، ويخفى خطورة لاهوتية..
إنه طريق غير مكشوف، وواجبنا أن نكشفه للناس، ليحترسوا.
وهذا الأسلوب هو ما يميز النبذات غير الأرثوذكسية.