|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مريـم العذراء فى تواضعهــا مريم العذراء وسط النعم هتفت بالشكر “تعظم نفسي الرب” معلنة ان كل النعم هى من الرب “لأنه صنع بى عظائم” وتعلن “هوذا أنا آمة للرب”، ورغم سماعها مديح اليصابات “كيف تأتي أم ربي الي” لكنها صرخت “لأنه نظر الى تواضع آمته” (لوقا 48:1). إن الكبرياء والغنى البشري هى أمور تحجب عظمة الله وتتعارض مع حبه. إن الله إختار أماً لإبنه من بين تلك الفئة التى يدعوها الكتاب فقراء يهوة أي اولئك الذين ترقبوا الخلاص. وكلنا يعلم أن سقطة الإنسان الأولى كان سببها الكبرياء (سقطة الشيطان -أش 13:14-14، سقطة آدم -تك5:3)، ونقرأ فى سفر الرؤيـا مـا جـاء لـملاك كنيسة اللاذقية: ” وبـما انك تقول أنا غني وقد استغنيت ولا حاجة بـي الى شيئ ولست تعلم انك شقي وبائس ومسكين وأعمى وعريان” (رؤيا17:3). ان مريم العذراء “قالت هـا أنذا آمة الرب”..فلم تفكر كيف ستنفذ أمر الرب..أو كيف سيستخدمها الرب..فقدمت ذاتها بكليتها طائعة. بعد أن أخبر الملاك مريم بالسر الإلهي والحبل بـمخلّص العالم..يقول لنا الكتاب انها أسرعت الى بيت أليصابات وهناك سمعت مديحاً وتطويباً على لسان أليصابات بعد ان إمتلأت من الروح القدس (لو 42:1-45). كان يـمـكنها أن تتفاخر. ملاك يُبشر ولسان يهتف وجنين يركض بإبتهاج! كان يـمـكنها أن تعلن هذه البشرى للعالم أجمع والذى كان فى شوق وإنتظار للـمـسيا. كان يمكنها أن تصيح (تعالوا وانظروا..هاتو تقدماتكم وبخوركم فأنا أم الـمسيا…!!). ولكنها أعلنت إتضاعها العجيب ” تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر الى تواضع آمته” (لو 48:1). وعند زيارة الـمجوس باحثين عن الـمـولود ملك اليهود..لم تقل مريم أنا أم الـملك وقدموا لي الهدايا والإكرام والسجود.. لقد كانت السقطة الأولى للإنسان هى خطيئة الكبرياء.. “تصيران آلهة عارفي الخير والشر” (تك 5:3) وسقطة الشيطان كانت ايضا بسبب الكبـرياء كما جاء فى سفر اشعياء (أش 13:14-14). “فـمن رفع نفسه اتضع ومن وضع نفسه ارتفع”(متى12:23)، وكما يوصينا معلّمنا بولس الرسول قائلاً:”فالبسوا كمختاري اللـه القديسين الـمحبوبيـن أحشاء الرحـمة واللطف والتواضع والوداعـة والآنـاة”(كولوسي12:3). |
|