من هذا الشيطان جاءت تجربة الإنسان عن طريق انتهاز الوصية التي أعطاها الله للإنسان بألا يأكل من شجرة معرفة الخير والشر. ويشهد الرسول يعقوب أن الله منزَّه عن التجربة، وأنه لا يجرِّب أحداً بالشر. وبالطبع ليس معنى هذا أن الله لا يجرِّب إنساناً، أو يمتحنه. فالكتاب يتحدث غالباً عن حالات يفعل الله ذلك بعينه، سواءٌ في حالات كحالة كلٍ من إبراهيم وموسى وأيوب والمسيح بذاته، أو مباشرةً في حالة الإنسان الأول أي آدم. ولكن عندما يقع أحد في التجربة، فإنه يلجأ حالاً إلى إلقاء تهمة سقوطه على الله ويقول إن الله جرَّبه، أي امتحنه بقصد إسقاطه، أو أجازه في اختبارٍ لا بُد له أن يُخفق فيه.