في أي منطقة مصرية عاشت العائلة المقدّسة (يوسف ومريم ويسوع)؟
ولد يسوع في بيت لحم وشبّ في النّاصرة إلّا أنه اتخذ خطواته الأولى في مصر.
قضى يسوع جزءًا من الطفولة المبكرة خارج بيت لحم والأراضي المقدسة. فعقب قرار الملك هيرودس قتل أطفال بيت لحم الصغار أجبرت العائلة المقدسة على الفرار إلى مصر حيث عاش يسوع وأمّه مريم والقدّيس يوسف لعدة سنوات. مجرّد التفكير بهذه المرحلة من حياة يسوع أمر رائع. هل رأى يسوع الأهرامات القديمة؟ ماذا عن نهر النيل العظيم؟
قبل أن نفكّر بالأماكن المحتملة لرحلة يسوع في مصر دعونا ننظر أولًا إلى ما ورد في إنجيل القدّيس متى:
“إذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ». فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْر وَكَانَ هُنَاكَ إِلَى وَفَاةِ هِيرُودُسَ. لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِل: مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْني.” (إنجيل القدّيس متى 2: 13-15).
يختلف المؤرخون عندما يتعلق الأمر بتاريخ وفاة الملك هيرودس. يشير معظم العلماء إلى السنة الرابعة قبل الميلاد في حين يدعي البعض أنه توفي في وقت متأخر من العام الميلادي الأوّل. مهما كانت التواريخ الفعلية يقول التقليد المحلي أن العائلة المقدسة عاشت في مصر لمدة أربع سنوات.
ومن المثير للاهتمام تصوير يسوع بخطواته الأولى ونطقه بكلمته الأولى في مصر لا في بيت لحم أو النّاصرة!
وفقا للتقاليد المحلية كانت المحطة الأولى للعائلة المقدسة فارما شرق نهر النيل. ثم واصلوا السفر إلى موستورود شمال مدينة القاهرة. ويقال أن ربيعًا بالقرب من المدينة قد تفجّر فور وصولهم.
بعد ذلك توقفوا في سخا وهو موقع صخري يحمل شكل قدم الطّفل يسوع.
العائلة المقدّسة وصلت إلى وادي النطرون قبل التوقف خارج القاهرة. في هذا الموقع هناك مكان استراحت العائلة فيه تحت ظلال شجرة.
لا شك في أن يسوع ومريم ويوسف قد رؤوا الأهرامات خلال رحلتهم إلى مصر. رحلة قادتهم أيضًا إلى القاهرة القديمة وحتى المعادي حيث أخذوا قاربًا إلى دير الجرنوس ثم جبل الطير.
كانت نقطة التوقف الرئيسية للعائلة المقدسة في جبل قسقام حيث يعتقد أنها بقوا هناك لمدة ستة أشهر تقريبًا. قبل عودتهم إلى ديارهم توقف يسوع والعذراء مريم والقدّيس يوسف في أسيوط ثم عادوا إلى الأرض المقدسة.
الشعب القبطي يفتخر كثيرا بهذا الفصل الخاص من حياة يسوع ويشعر بشكل خاص بالقرب من العائلة المقدسة التي عاشت بينهم خلال سنوات طفولة يسوع الأولى.