ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصليب والإرادة الذاتية «إن أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني، فإن من أراد أن يخلِّص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من أجلي يجدها» (مت16: 24،25). مرة أخرى نجد دعوة الرب لتلاميذه موجهة إلى حمل الصليب، والغرض هنا كما نفهم من قرينة النص، هو تسليم إرادتهم الذاتية إلى الموت. فبعد عظمة الإعلان الذي نطق به بطرس في قيصرية فيلبس عن الرب «أنت هو المسيح ابن الله الحي»، فقد تصور التلاميذ أن ساعة المُلك قد أوشكت، وقد تأكد لهم ذلك في حادثة التجلي. ولكن بعدها مباشرة ابتدأ الرب يتكلم عن اقتراب موعد آلامه وصلبه، وأيضاً رفض الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة له، وفي الواقع لم يكن إعلان الرب هذا له صدى طيب عند تلاميذه، فالإنسان الطبيعي لا يحب الآلام الصليب وما يجلبه من عار، كما لا يحب أن يكون مرفوضاً ممن هم حوله، خاصة إن كان هؤلاء هم قادة الأمة والذي يُأخذ رأيهم بعين الاعتبار، مما دفع بطرس أن يتجاسر وأن يأخذ على عاتقه توبيخ الرب، محاولاً أن يثني عزمه ويغير إرادته، وهو بذلك ترك مكانه كتلميذ وأخذ مكان المعلم، فكان انتهار الرب له «اذهب عني يا شيطان، أنت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس».(مت16: 23)، والترجمة الدقيقة "اذهب ورائي" وخذ مكانك الصحيح، لم يكن بطرس يعرف معنى الاهتمام "بما لله" حتى عندما يستدعي الأمر موت الصليب. ويكفي أن نلقي نظرة على "جثسيماني" حتى ندرك عُظم الكلفة والمشقة التي كان على الرب أن يتكبدها وهو يسكب للموت نفسه، ولا يشفق على نفسه بل ويطيع حتى الموت، موت الصليب. إن تنفيذ إرادة الله عمل مكلف، ولا يستطيع الإنسان أن يطيع وينفذ إرادة الله، مادامت إرادته الطبيعية هي صاحبه السيادة في حياته، فالنفس البشرية تحب أن تعمل إرادتها وليس إرادة الله، فهي تعرف جيداً كيف "تهتم بما للناس"، تعرف أن تحافظ على وضعها وكيانها ولا تهتم مطلقا بإرادة الله. لقد كان كلام بطرس للرب يسوع نابعاً من إرادته الطبيعيه، التي تكره فكرة الصليب، ولذلك اهتم الرب أن يوضح لتلاميذه أهميه التخلي عن الإرادة الطبيعية وصلبها، لأنها ستكون أداة فعالة في يد الشيطان إذا لم تُسلَّم للموت. فيا ليتنا نتعلم هذا الدرس العظيم ويكون أمام أعينا دائماً قول الرسول «أ فأسْتَعْطف الآن الناس أم الله؟ أمْ أطلب أنْ أرضي الناس؟ فلو كنتُ بعد أرضي الناس لم أكُنْ عبداً للمسيح» (غل1: 10). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الصليب والميل لصيانة النفس والحياة الذاتية |
الصليب والإرادة الشخصية |
الإنسان الغارق في الذاتية في محبتهم عنصر الذاتية |
الإنسان والإرادة |
الضمير والإرادة |