|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مستقبل العالم (2) قد أخبرَ الله فرعون بما هو صانعٌ ... الأمر مُقررٌ من قِبَل الله، والله مُسرعٌ ليصنعه ( تك 41: 25 ، 32) أعلن يوسف لفرعون رسالة ثُلاثية وهي أن لله خطة معينة (ع25، 32)، وقد ثبّت الله خطته (ع32)، وما خططه الله وقرره، هو مُسرع ليصنعه (ع32). الإنسان يحلم بعالم مثالي، (بأوصاف المُلك الألفي) يعمله هو لنفسه بأفكاره الخاصة ومجهوداته الذاتية، بواسطة التعليم والحضارة ونزع السلاح والتحالفات والمدنية والتقدم، ولكن كل هذا باطل. لقد أعلن الله بوضوح تام أن العالم الفاضل لن يكون إلا بتدخل الله المباشر. وكما كان في أيام يوسف، هكذا في وقتنا الحاضر «الله مُسرع ليصنعه» أَ لم يَقُل بفم النبي إشعياء: «قد تكلمت فأُجريه، قضيت فأفعله»؟ ( إش 46: 11 ). علاوة على ذلك، فإن الله مُسرع ليصنعه قريبًا جدًا، ربما يبدو الوقت طويلاً لأن الله يتأنى بنعمته، وهو لا يشاء أن يهلك أُناس، ولكن كما كان في يوم فرعون، هكذا في يومنا هذا، قد أُعطِىَ لمن هو مزمع أن تكون له السيادة أن «يُري عبيده ما لا بد أن يكون عن قريب» ( رؤ 1: 1 ). وطبقًا للخطة المُقررة من الله، أُخبر فرعون بالطريقة التي سيتخذها الله لتنفيذ هذه الخطة: سبع سنين شبع، يليها سبع سنين جوع. ويميز هذه الخطة أمران: الأول. لقد قرر الله أن يكون هناك رَجلٌ واحد على الأرض، ثانيًا. أن الله سيطوّع الظروف لتخضع لسلطان ذلك الرجل. وهو ما حدث مع يوسف إذ تسلَّط على الكل، وكل شيء خضع ليوسف خلال سبع سنوات الشبع وما يتبعها من سنوات الجوع. فالظروف، وكذلك الرجل، سوف يجتمعان لتنفيذ الخطة المُعيّنة من الله. هذه هي أيضًا خطة الله لحكم العالم مستقبلاً، لا بالبرلمانات والوزراء والمُستشارين، ولكن برجل بصير حكيم، يكون فوق الكل. رجل لا بد أن يخضع له الكل، إما في يوم النعمة هذا، أو في يوم الدينونة، في سنوات الشبع، أو في سنوات الجوع. ومنذ حوالي ألفي سنة، ونعمة الله الغنية مُقدمة لتقابل أعمق احتياجات الإنسان المختلفة، وكثيرون خضعوا للمسيح مُعترفين به ربًا لمجد الله، ولبركتهم. ولكن العالم، ككل، الذي استهان بنعمة الله ورفض المسيح، لا بد أن يجثو مُرغمًا عند قدميه في يوم الدينونة الذي يعقب سنوات النعمة. . |
|