منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 09 - 2013, 03:36 PM
 
بنت معلم الاجيال Female
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بنت معلم الاجيال غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 45
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 36
الـــــدولـــــــــــة : القاهرة
المشاركـــــــات : 58,440

الجمعة 28 يونيو 2013 - 10:40 ص
بقلم الدكتور القس ﭽورﭺ شاكر
جريدة وطنى
رسمت ريشة الوحي المقدس صوراً بديعة الجمال للرب يسوع وهو يختلي ويصلى ، ولعل أول صورة تراود خيالنا هي مشهد يسوع وهو في بستان جثيماني وهو على مقربة من الصليب ، في صراعه وجهاده في الصلاة ،


القراءة الكتابية (مت6: 5- 8)

«وَمَتَى صَلَّيْتَ فَلاَ تَكُنْ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُصَلُّوا قَائِمِينَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا الشَّوَارِعِ، لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ! وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً. وَحِينَمَا تُصَلُّونَ لاَ تُكَرِّرُوا الْكَلاَمَ بَاطِلاً كَالأُمَمِ، فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِكَثْرَةِ كَلاَمِهِمْ يُسْتَجَابُ لَهُمْ. فَلاَ تَتَشَبَّهُوا بِهِمْ. لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ.
رسمت ريشة الوحي المقدس صوراً بديعة الجمال للرب يسوع وهو يختلي ويصلى ، ولعل أول صورة تراود خيالنا هي مشهد يسوع وهو في بستان جثيماني وهو على مقربة من الصليب ، في صراعه وجهاده في الصلاة ، كان عرقه يتصبب كقطرات دم نازلة على الأرض ، قدم صلاته بدموع لكنه ختم الصلاة بما يجب أن يكون شعار حياتنا «لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ».
(لو22: 39- 44، عب5: 7).
نعم ! رأيناه في قمة الألم يصلي ، كما وفي أمجد ساعات نجاحه عندما كان يصنع المعجزات والجماهير تتزاحم عليه ، كان ينسحب بهدوء إلى البرية لكي يصلي (لو5: 12- 15).
شاهدناه يسهر حتى ساعة متأخرة من الليل في تأمل عميق وصلاة حارة ، فيسجل الوحي
« وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ للهِ». (لو6: 12).
وأيضاً رأيناه في الصبح باكراً جداً قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء وكان يصلي هناك (مر1: 35).
نعم ! كانت حياته صلاة وصلاته حياة ، ولما أدرك التلاميذ سر قوة الصلاة ، وأهمية الاختلاء في حياة سيدهم هرعوا إليه طالبين «يَارَبُّ، عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّيَ ». (لو11: 1) ، إنهم يطلبون درس في الصلاة حتى يختبروا سر الحياة المسيحية الثرية والقوية وسط متاعب الحياة ، ولهذا ما أكثر المرات التي كان ينادى فيها السيد تلاميذه ويدعوهم
«تَعَالَوْا أَنْتُمْ مُنْفَرِدِينَ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ وَاسْتَرِيحُوا قَلِيلاً».
(مر6: 31).
فإذا كان الرب يسوع في أيام تجسده على الأرض كان يفتش عن الأماكن الخلوية في الصحراء والبرية ، في الجبال والبساتين ، على شواطئ البحار ، وعلى ظهر السفينة ، في الأنهار لكي يصلى لمجد الله الآب ، وإرساليته ، وحياة وخدمة تلاميذه ، وتحدياته وتجاربه الشخصية ، فكم بالحري تكون حاجتنا نحن .. إننا نحتاج حقاً ويقيناً إلى الخلوة الشخصية مع إلهنا .
ولنا في هذا الموضوع بعض الحقائق الكتابية والدروس الروحية :
أولاً : مفهوم الخلوة الروحية :
(1) هي الجلسة الخاصة السرية مع الرب
الخلوة الروحية فرصة رائعة لترسيخ وتعميق أواصر الشركة مع إلهنا ، فنعرفه أكثر ، ونحبه أعمق ، ونخدمه أفضل .
فالخلوة الروحية وقت تعبدي جميل فيه نلقي بكل مسئولية ومشغولية جانباً لنلتقي مع السيد في لقاء شخصي فريد ومتميز ، في جلسة هادئة وهانئة بعيداً عن صخب وضجيج العالم ، وبمنأى عن اهتمامات ومشغوليات الحياة .
في هذه الخلوة نستمع ونستمتع بصوت الرب عندما يكلمنا من خلال كلمته المقدسة ، وفيها أيضاً يصغي إلى أصواتنا عندما نتحدث معه في صلاتنا . والخلوة الروحية هي شوق قلب المؤمن ، وشعار حياته «كَمَا يَشْتَاقُ الإِيَّلُ إِلَى جَدَاوِلِ الْمِيَاهِ، هكَذَا تَشْتَاقُ نَفْسِي إِلَيْكَ يَا اللهُ». (مز42: 1) ، « يَا اَللهُ، إِلهِي أَنْتَ. إِلَيْكَ أُبَكِّرُ. عَطِشَتْ إِلَيْكَ نَفْسِي، يَشْتَاقُ إِلَيْكَ جَسَدِي فِي أَرْضٍ نَاشِفَةٍ وَيَابِسَةٍ بِلاَ مَاءٍ ». (مز63).
نعم ! الاختلاء والانفراد بالرب امتياز لكل مؤمن ، ولعل هذا يتضح من مدح الرب يسوع لمريم التي جلست عند قدميه وكانت تسمع كلامه ، فلهذا قال عنها : « فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ». (لو10: 38- 42) ، وعندما يدخل المؤمن في خلوته إلى مقادس العلي في شركة عميقة ، يمكنه أن يشدو مع آساف : «مَنْ لِي فِي السَّمَاءِ وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شَيْئًا فِي الأَرْضِ.... أَمَّا أَنَا فَالاقْتِرَابُ إِلَى اللهِ حَسَنٌ لِي». (مز73: 25- 28).
وكم كان رائعاً المرنم عندما شدا مرنماً :

يا طيب ساعات بها أخلو مع الحبيب

يجري حديثي معه سراً ولا رقيب
والجدير بالذكر أنه عندما قال الرب يسوع في موعظته على الجبل « ادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ». (مت6: 6) ، الكلمة اليونانية المترجمة (مخدع) هي في الأصل تأتي بمعنى (حجرة) أو (مخزن) لحفظ المجوهرات والكنوز الثمينة ، فيكون المعنى أنه ما أكثر الكنوز التي تنتظرنا عندما نختلي مع إلهنا في الخلوة الشخصية اليومية السرية.
(2) الخلوة هي مقياس التقوى الحقيقية :
تمكن التقدم العلمي المذهل من اختراع الأجهزة التي تعرف مدي سلامة الصحة الجسدية ، وأيضاً المقاييس والاختبارات لمعرفة ما بداخل النفس البشرية.
أما في مجال الروحيات فما هي أجهزة قياس منسوب الإيمان أو معدل التكريس أو درجة التقوى عند الإنسان . فقد نرى البعض يعكف على العبادة ، ويكثر من الصلاة ، وهذا رائع .. ولكن كم من أناس لهم صورة التقوى فقط دون حقيقتها (2تي3: 5).
وهناك من يعطي من أمواله في خدمة الله ومساعدة الفقراء ، وبالرغم أنه في مرات كثيرة يكون هذا من المؤشرات القوية على الإيمان العامل بالمحبة ، وكم من أناس بالفعل أغنياء وأتقياء ويكرسون كل ممتلكاتهم لمجد الله ، ومع هذا لا يمكننا التأكد من تقوى أمثال هؤلاء ، فهل ننسى تقدمة حنانيا وسفيرة التي كانت في ظاهرها عطاء وفي باطنها اختلاس (أع5) .
وقد يستغرق البعض في الخدمة هنا وهناك ، ومع تقديرنا العميق لهذا ، ولكن أيضاً هذا ليس بالمعيار الحقيقي على التكريس.
كيف لا .. ! ألم يسجل الوحي المقدس همسة عتاب إلى بعض ملائكة الكنائس السبع فيقول :
«عِنْدِي عَلَيْكَ ، أو أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ».

(رؤ2: 4، 14، 20 و رؤ3: 1، 15).
لكن يبقى المقياس الأكيد على إيمان وتقوى أي إنسان هو " الخلوة الشخصية " ، فالشخص الذي يملك التقوى الحقيقية هو الإنسان الوحيد الذي يستطيع أن يمارس الخلوة بمواظبة وانتظام دون كلل أو ملل ، ويشعر بسعادة غامرة كلما اختلى بالرب ، ويتمنى في خلوته أن تصمت كل الأصوات ليسمع صوت الرب فقط ، وأن يختفي كل مشهد أمام ناظريه ليتملى ويملأ عينيه بمن يحب دون سواه ، والعكس صحيح فالإنسان الذي يفتقر إلى التقوى الحقيقية لا يستطيع أن يختلي في خلوة شخصية سرية مع الله لأنها تصبح بالنسبة له بمثابة (حبس انفرادي) لا يطاق ولا يحتمل .
(3) الخلوة هي انفتاح تام أمام الله :
بلا شك لا يوجد مكان أو زمان فيه يمكن للإنسان أن يفتح قلبه بالتمام بكل صدق وإخلاص وأمانة غير في " الخلوة الشخصية " ، مصلياً « اخْتَبِرْنِي يَا اَللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي. امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي. وَانْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ، وَاهْدِنِي طَرِيقًا أَبَدِيًّا».
(مز139: 23).
ففي الخلوة يمكن الاعتراف بكل صراحة بخطايانا وتعدياتنا دون خوف أو خجل في ثقة كاملة في ذاك الذي
إذا
« اعْتَرَفْنَا له بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ». (1يو1:7، 9).
وفي الخلوة نعبر عما يجيش من المشاعر بداخلنا الأليمة والدفينة مثل الإحساس بالذنب أو صغر النفس ، ونفصح عن أية أحقاد أو ضغائن مترسبة في أعماقنا ، ونحكي عن أية مخاوف أو متاعب تقلقنا وتؤلمنا ،
فنسمع صوته الحلو ينادينا تَعَالَوْا إِلَيَّ ... وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. (مت11: 28) ،أَلْقِ عَلَى الرَّبِّ هَمَّكَ فَهُوَ يَعُولُكَ. (مز55: 22) ، مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ. (1بط5: 7).
وفي الخلوة نتقدم باحتياجاتنا وطلباتنا التي قد نخجل أن نعلن عنها أمام الناس في اجتماعات العبادة العائلية والاجتماعات الجمهورية ، ونأتي بأشواقنا وأمالنا التي نتوق أن نحققها ونتمنى أن نصل إليها ، فنجد وعده لنا
« لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ». (في4: 6) ، «وَتَلَذَّذْ بِالرَّبِّ فَيُعْطِيَكَ سُؤْلَ قَلْبِكَ». (مز37: 4).
إن الخلوة الروحية تعطينا الشجاعة والجراءة أن نفتح قلوبنا ونتحدث بكل صراحة مع إلهنا.
ثانياً : أهمية الخلوة الروحية :
(1) فرصة لتقديم المجد والإكرام للرب :
عندما يدعونا الرب يسوع في موعظته على الجبل إلى الخلوة الشخصية في قوله :
« وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ .. (مت6: 6).
تفسير هذا هو أن الرب ينبر على سرية الصلاة في ذلك الوقت لكي ينقي دوافعنا للصلاة ، وتكون صلاتنا هي التعبير الصادق عن حبنا الحقيقي لإلهنا وتقديم التمجيد والإكرام في سجودنا له ، ولا ينبغي أن نستخدم الصلاة كقناع نخفي تحته محبتنا لذواتنا ودوراننا حول أنفسنا ، وسبب ذلك أنه في تلك الآونة كان كل يهودي مدقق يصلي ثلاث مرات في اليوم ، صلاة الساعة الثالثة والسادسة والتاسعة حسب التوقيت اليهودي ، أي الساعة التاسعة صباحاً والثانية عشر ظهراً والثالثة بعد الظهر حسب توقيتنا . وكان اليهودي يتوقف أينما كان في هذه المواعيد ليؤدي الصلاة ، ولقد هاجم الرب يسوع الذين يقفون في المجامع وزوايا الشوارع رافعين أياديهم للسماء ليراهم الناس ، وكل ما يريدونه هو تصفيق الناس لهم ومدحهم .
واأسفاه ! وهل اختلف اليوم عن الأمس ، فلقد أضحى المحرك القوي ، والدافع الأساسي في هذه الأيام لعمل أي شيء يتوقف على الإجابة على السؤال : ما المنفعة أو الفائدة من وراء هذا ! .
من المؤلم أن هذا الفكر النفعي عندما ينتقل إلى دائرة الروحيات تصبح " الذات " مركز الدائرة ، وتصبح " الأنا " محور عبادتنا ، وهذا أمر غير كتابي على الإطلاق إذ نحتاج أن نتعلم أنه «مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ». (أع20: 35) ، ويجب أن يكون الدافع الحقيقي الذي يحركنا إلى خلوتنا من تلقاء أنفسنا هو محبتنا الحقيقية للرب «لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً». (1يو4: 19) ، فندخل إلى خلوتنا اليومية ليس لأداء مهمة أو فريضة معينة ، ولكن بدافع تقديم السجود والإكرام اللائق باسمه العظيم المبارك
(2) الخلوة لازمة لنمو الحياة الروحية :
الخلوة من وسائط النعمة الضرورية لنمو الإنسان في حياته الروحية ، فهي الفرصة التي فيها يتناول المؤمن الغذاء الروحي اليومي ، وبدونها يصبح ضعيفاً وهزيلاً روحياً ، إذ كيف يعتمد المؤمن على وجبة أو وجبتين من الكنيسة أسبوعياً .
كيف لا ! وقد أوضح الرب وأكد أنه « لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ». (مت4: 4، تث8: 3) ، والرسول بطرس يشبه كلمة الرب باللبن العقلي العديم الغش لكي ننمو به (1بط2: 2).

وكاتب العبرانين يعتبرها الطعام القوي للبالغين بسبب التمرن ، وقد صارت لهم الحواس مدربة على التميز بين الخير والشر». (عب5: 14).
في الخلوة كلمة الله تنقينا عندما نقرأها كما قال الرب يسوع
« أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكَلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ. (يو15: 3).
إن الخلوة هي الوقت الذي فيه نتأهل لحياة مسيحية قوية ، فكما أن السر وراء الشجرة المثمرة هو خصوبة التربة التي تختفي فيها جذورها ، هكذا الحال مع المؤمن ، فلا حياة مسيحية حلوة له دون أن يكون له مخدع خصب تمتد في باطنه جذور المؤمن الروحية لتمتص الغذاء اللازم لنموه وإثماره .
« فطُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ، وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ، وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ. لكِنْ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتُهُ، وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَارًا وَلَيْلاً. فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ ِ». (مز1).
وفي الخلوة الروحية كلما ازدادت شركتنا وعلاقتنا بالرب فإننا تلقائياً نتغير إلى صورته أكثر فأكثر ، طالما كنا نتأمل في شخصه ونتعلم من كلمته يوماً بعد الآخر ، وهنا يتم فينا قول المكتوب
« لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ ِ». (رو8: 29) ،« وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا في مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ». (2كو3: 18).
ففي خلوتنا الروحية اليومية ننمو باستمرار في النعمة وفي معرفة الرب يسوع المسيح.
(3) الخلوة ضرورية لتلقي المشورة الإلهية :
الخلوة فرصة لتسليم يومنا بأكمله للرب ، ليقودنا فيه من أوله ، ويلازمنا ويرشدنا في كل خطواتنا وكل طرقنا ، وليعود له كل المجد أولاً وأخيراً . وقال أحدهم : " إذا لم تكن معتاداً أن تقضي أوقاتاً تكون فيها بمفردك مع الله فإنك ستجد نفسك بمفردك بمعنى الكلمة في دروب ذي الحياة ، ولذلك نحتاج أن تكون طلبتنا في خلوتنا كما طلب موسى
«إِنْ لَمْ يَسِرْ وَجْهُكَ فَلاَ تُصْعِدْنَا مِنْ ههُنَا ». (خر33: 15) ، وكما طلب داود « وَجْهَكَ يَا رَبُّ أَطْلُبُ ». (مز27: 8).
في الخلوة نمتلئ من روح الله القدوس ، روح الحكمة والإرشاد ، فعندما نخرج إلى معترك الحياة نعرف كيف نتخذ القرار المناسب في الوقت الملائم .
نعم ! في الخلوة نأخذ شحنة روحية يسري مفعولها طول اليوم ، فالخلوة لا تتوقف عند فترة الاختلاء في مخدع الصلاة فقط ، وإنما نعيش اليوم كله بقوة دفع الفرصة الروحية التي نقضيها مع الرب .
فالخلوة هي القاعدة التي ننطلق منها للحياة في حضرة الله ، وتقديم مشيئته في كل ما نفكر فيه ، ونُقبل عليه ، وما تمتد إليه أيادينا فنؤدي أعمالنا كمن يرضي الله لا كمن يرضي الناس ، فنتعامل مع الآخرين بحياة المسيح ، فنتطلع إليهم من خلال عينيه ، ونصغي إليهم باهتمام بأذنيه ، ونحبهم بقلبه ونفكر فيهم بفكره ، ونتكلم معهم وعنهم بلسانه ، ونسرع لمعونتهم بقدميه ، ونأخذ بيدهم بيديه الحانيتين .يمكننا أن نعيش كل هذه المبادئ والقيم ، لأنه في خلوتنا سنعرف الإجابة على التساؤل القائل : ماذا يفعل المسيح لو كان مكاني ! وهكذا " كما سلك المسيح نسلك نحن أيضاً " (1يو2: 6) ، " لأنه ترك لنا مثالاً لكي نتبع خطواته " (1بط2: 21) ، وعندئذ يروا الناس فينا يسوع ويشتموا فينا رائحة المسيح الذكية " (2كو2: 15) ، ونبرهن للدنيا كلها أننا أولاد الله في وسط جيل معوج وملتو (في2: 15).
** تذكر :
إن الخلوة الروحية ليست فريضة أو واجب علينا أن نؤديه وإنتهى الأمر ، إنما الخلوة امتياز رائع حيث يلتقي فيها المؤمن بالرب ويظل طوال اليوم في حضرته مترنماً
« جَعَلْتُ الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ، لأَنَّهُ عَنْ يَمِينِي فَلاَ أَتَزَعْزَعُ». (مز16: 8).
إن إهمال الخلوة الروحية هي أول خطوات التراجع والضعف والفتور الروحي ، وبالتالي عدم الإثمار والشهادة القوية للرب .
يجب أن نضع الخلوة الروحية على قمة الأوليات رغم كثرة المشغوليات ، فلقد شدا داود وسط زحام مسئولياته كملك
« يَا رَبُّ، بِالْغَدَاةِ (باكراً) تَسْمَعُ صَوْتِي. بِالْغَدَاةِ أُوَجِّهُ صَلاَتِي نَحْوَكَ وَأَنْتَظِرُ». (مز5: 3).
تطبيق عملي :
درب نفسك على وقت معين يومياً فيه تواظب على خلوتك الشخصية (حسب إمكانية وقتك) ولا تتهاون في ذلك مهما كانت مسئولياتك أو مشغولياتك .
إعمل خطة لقراءة الكتاب المقدس بكامله كل فترة معينة مثلاً مرة كل سنة أو مرة كل سنتين .
يمكنك الاستعانة ببعض الكتب التفسيرية أو مقابلة راعي كنيستك أو قائد اجتماعك ليشرح لك أي جزء كتابي وجدت فيه صعوبة .
استخرج من الفصل الكتاب الذي قرأته بعض الأمور على سبيل المثال :---
· آية أعجبتك ... أحفظها ، وإجعلها شعارك ليومك .
· وعد إلهي تمسك به ، وصلي أن الرب يحققه لك .
· أمر أو مطلب إلهي عليك الخضوع والطاعة له .
· تحذير إلهي كن صاحياً ومتعقلاً حتى لا تسقط فيه .
· شخصية كتابية أكتشف جوانب القوة فيها ونقاط الضعف لكي تتعلم منها.
في صلاتك في خلوتك أطلب من الرب أن يعطيك نعمة وقوة خاصة لكي تعيش كل كلمة قرأتها فتترجم الكلمة إلى سلوك يومي لكي يروا الناس فيك يسوع.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الشخصية الحلوة
عن التزام الخدام بالخلوة الروحية دون أن تعوق الخلوة العمل ولا العمل حياة الخلوة
الخلوة الشخصية
العبادة الشخصية في الخلوة الروحية
الخلوة الشخصية


الساعة الآن 12:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024