ابتسم...الصورة تطلع حلوة
فتاة صغيرة كانت تمشى يومياً من وإلى المدرسة.
بالرغم من تقلب الطقس وكثافة الغيوم فى هذا الصباح لكنها قامت برحلتها اليومية إلى المدرسة الابتدائية.ومع تقدم الوقت إلى بعد الظهر هبّت الرياح إلى جانب البرق والرعد والمطر الغزير.
شعرت والدة الطفلة بالقلق على ابنتها أثناء رجوعها للبيت من المدرسة وخافت أن تؤذى العاصفة الرعدية صغيرتها.
وبينما الأم-بقلق شديد-تراقب هدير البرق والرعد الذى يُشبه السيف المشتعل المتقلب الذى يشق السماء أسرعت إلى سيارتها وقادتها فى طريق مدرسة الطفلة.وفى منتصف الطريق رأت الأم طفلتها وهى تمشى جانباً ولاحظت أنه عند كل ومضة من البرق كانت الطفلة تقف...وتنظر إلى أعلى...وتبتسم...ثم تواصل المسير فى هدوء وثقة بخطوات ثابتة.تكرر البرق والأم تتبع الطفلة وهى فى كل مرة تنظر إلى خط الضوء وتبتسم.
قادت الأم السيارة بجانب الطفلة وأنزلت الزجاج ونادت عليها:"ماذا تفعلين؟لماذا تتوقفين؟"
أجابت الطفلة:"أحاول أن أبدو جميلة فالله مازال يلتقط صوراً لى".
عزيزى:عندما تأتى العواصف فى طريقك ابتسم...
الصورة تطلع حلوة.
هذا ما حدث مع يوسف حرفياً وهو يخدم فى بيت فوطيفار.فقد قيل عنه:"وكان يوسف حسن الصورة وحسن المنظر"(تكوين6:39).ليس وهو مع أبيه مُتمتعاً بحضنه ومحبته لابساً القميص الملون(علامة الحُب والتميز)بل بعد أن تعرّض لإعصار خطير عصف به وحرمه من أبيه ومن أخيه الصغير بنيامين ومن القميص الملون ومن البيت ومن الحرية.فقد بيع يوسف عبداً آذوا بالقيد رجليه وفى الحديد دخلت نفسه-مز105(17و18)إذ أنزل إلى مصر واشتراه فوطيفار وكان يخدم فى بيته.لكنه بنفس راضية ووجه بشوش يعكس سلاماً داخلياً تقبّل الواقع الأليم الذى سمحت به حكمة الله واثقاً فى صلاحه وأنه لا يُخطىء ولم يفقد الثقة فى الأحلام والإعلان أنه سيملك ويتسلط.لقد تعايش مع الحرمان وكان شاكراً ولم يحمل أية مرارة نحو الله.
بالمثل استفانوس وهو يواجه عداوة وشراسة اليهود كان وجهه كوجه ملاك(أع15:6)يعكس هدوءًا وسلاماً يفوق الوصف والعقل ذلك لأنه كان يرى السموات مفتوحة ويسوع قائماً عن يمين الله
أما هم فحنقوا عليه وصروا بأسنانهم وهجموا عليه بنفس واحدة ورجموه.أما هو فجثا على ركبتيه وصرخ قائلاً:"يارب لا تقم لهم هذه الخطية"-أع7(54-60).
ليتنا نتقبل الإعصار بابتسام فهذا سيكون مؤثراً جداً فى حياة الآخرين.