لم تكن هذه الحقبة أفضل ما يكون بالنسبة إلى صغار القوم في المملكة. فعدم الاستقرار السياسي والجفاف خلق وضعًا من الضيق العظيم (1 مل 17: 1؛ 2 مل 6: 25-29). ولكن حتى القرن التاسع لم تظهر الفوارق الاجتماعيَّة إلاَّ قليلًا. فآخاب يبدو كملك مزارع لا يستطيع إلاَّ بصعوبة أن يضع يده على كرم نابوت جاره (1 مل 21). وخلال حصار السامرة لم يكن الملك يورام أيسر من سائر الناس (2 مل 6: 27) رغم ما تقدِّمه التجارة غير المشروعة من طعام للطبقات الميسورة.
في القرن الثامن ق. م. تطوّر الوضع تطورًا سريعًا. فكانت أيَّام يربعام الثاني حقبة من الازدهار والتوسع. لكن لم يستفد من هذه الحالة إلاَّ فئة قليلة بفضل التجارة الدوليَّة التي كانت في يد الملك وحاشيته. وهكذا وُلدت طبقة غنيَّة عاشت في ترفٍ يشكك الناس. أمَّا الآخرون فاقترضوا من الأغنياء، ولما لم يستطيعوا أن يردُّوا المال باعوا نفوسهم عبيدًا. وأما القضاة الذين أقيموا لينصفوا المساكين فباعوا نفوسهم إلى الأغنياء الذين استمروا يستغلُّون الناس بكل طمأنينة.